فلاش

“حميماتية” لا حمائم سلام .. مسلحو الوعر حملوا “كشاتهم” وانصرفوا

 

انتهت يوم الخميس عملية اخلاء الدفعة التاسعة من مستوطني حي الوعر، وأقفاصهم، وعائلاتهم التي التجأت إلى الحي قبل عدة سنوات بعد أن كانت سببا مباشرا لتدمير الاحياء التي حلوا بها.

وخرج نحو 200 مسلح من اصل 1629 شخص باتجاه جرابلس، حاملين معهم حمائم السلام بيد و البندقية بيد أخرى.

وتفاجأ مراسل إحدى القنوات البيلاروسية بعدد أقفاص الحمام الخارجة مع المسلحين فسألهم إن كنتم تحبون السلام هكذا لماذا كل هذه الحرب ؟ فرد أحد ” الثوار الحميماتية ” والذي يدعي أحمد ” هاي صنعة يا معلم وحاول المترجم إيصال الفكرة إلى الصحفي البيلاروسي ، وغالباً لم يفهمها”.

وتميز المسلحون الذين استوطنوا حي الوعر بصنعة كش الحمام ، فأحضروا إلى الحي الهادئ بنادقهم و”كشاتهم” وأجبروا أهله على النزوح بعدما تسببوا بدمار الاحياء التي مروا بها منذ بداية الحرب في سوريا.

ورفض المسلحون غير مرة اتهامهم بالكشيشة، ولكن أبو عرب وأبو وائل الحمصي قادوا فصائل حمص القديمة وكشاتها قبل أن يقتلوا في مناطق مختلفة، وعبد الرزاق حاكمي و الشيخ العارف المعروف جداً في حي الوعر أيضاً كانوا قادة الكش في حمص وقادة فصائلها المسلحة أيضاً بعدما بارت مهنتي الدهان والألمنيوم أمام الرصاص المدفوع الأجر.

ثوار حمص والحمام قصة حب لاتنهي، فالحممجي الثورجي في حمص لا يعبأ إن تهاوت المنازل على عروشها وشرد البشر، ولا يهتم أيضاً إن أصابت حجارة كشته منزل جاره، أو فقأ عين أحدهم، أو شهد زوراً أو أنكر حقاً، أو دخل بيوتاً آمنة أو تجرأ على الدم لطالما ظن البلد ليس سوى قن وشبكة.

مر الثوار الحميماتية في جميع الأحياء بحمص، مرغمين أهلها على النزوح، ولأن الثورة تحتاج الى التضحية، فكان لزاماً على أهلها التشرد فقتل من قتل من ثوار الكشة ومن تبق منهم اتجه إلى الوعر ومنه إلى منطقة ثورية جديدة ومخيمات واسعة يستطيعون ممارسة صنعتهم فيها بكل يسر.

 

محمد علي الضاهر – تلفزيون الخبر – حمص

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى