التحدي الأكبر لعصرنا… ماذا تعرف عن الاحتباس الحراري؟
يعد الاحتباس الحراري، أو الاحترار العالمي، ظاهرة بيئية تهدد كوكبنا بشكل غير مسبوق، ويشير هذا المصطلح إلى الارتفاع المستمر في درجات الحرارة السطحية للأرض نتيجة لزيادة تركيز الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي.
ويحدث الاحتباس الحراري عندما تحتبس الغازات، مثل ثاني أكسيد الكربون (CO2) والميثان (CH4) وأكسيد النيتروز (N2O)، والتي تدعى بالغازات الدفيئة، الحرارة في الغلاف الجوي للأرض.
وتعمل هذه الغازات كغطاء يحبس الحرارة ويمنعها من الهروب إلى الفضاء، مما يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة على سطح الأرض، وبحسب وكالة “NASA”، فإن هذه الغازات تساهم بشكل كبير في زيادة درجات الحرارة العالمية.
تاريخ الظاهرة
بدأت ظاهرة الاحتباس الحراري تثير القلق منذ الثورة الصناعية في القرن التاسع عشر، عندما بدأت الأنشطة البشرية، مثل حرق الوقود الأحفوري وإزالة الغابات، تزيد من تركيز الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي.
وبدأ العلماء في الثمانينيات من القرن الماضي يلاحظون ارتفاعاً ملحوظاً في درجات الحرارة العالمية، مما أدى إلى زيادة الوعي بأهمية هذه الظاهرة وتأثيراتها المحتملة.
وبحسب الهيئة الحكومية المعنية بتغير المناخ”IPCC”، فإن الأنشطة البشرية هي السبب الرئيسي لزيادة تركيز الغازات الدفيئة منذ الثورة الصناعية.
أسباب الاحتباس الحراري
يوجد العديد من الأسباب المؤثرة في الاحتباس الحراري، ومنها الأنشطة البشرية التي تشمل حرق الوقود الأحفوري (الفحم، النفط، والغاز الطبيعي) لإنتاج الطاقة، والتي تطلق كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي.
وتساهم الأنشطة الزراعية والصناعية في زيادة انبعاثات الميثان وأكسيد النيتروز، وذلك بحسب وكالة حماية البيئة الأميركية”EPA”.
وتؤدي إزالة الغابات إلى تقليل قدرة الأرض على امتصاص ثاني أكسيد الكربون، مما يزيد من تركيزه في الغلاف الجوي،كما أشارت منظمة الأغذية العالمية”FAO”.
وتلعب الأنشطة الطبيعية تأثيراً في الاحتباس الحراري، وتشمل الانفجارات البركانية وتغيرات في النشاط الشمسي، والتي يمكن أن تؤثر على مناخ الأرض كما أشارت منظمة علوم لتغيير العالم “USGS”، ولكن تأثيرها أقل بكثير مقارنة بالأنشطة البشرية.
آثار الاحتباس الحراري
يؤدي ذوبان الجليد في القطبين والجبال الجليدية إلى ارتفاع مستوى سطح البحر، مما يهدد المدن الساحلية والمناطق المنخفضة بالغرق، وذلك بحسب منظمة “NOAA” البحرية الطبيعية.
ويمكن أن يؤدي الاحتباس الحراري بحسب المنظمة العالمية للأرصاد الجوية”WMO”، إلى تغيرات كبيرة في أنماط الطقس، مثل زيادة حدة الأعاصير والجفاف والفيضانات.
ويؤثر الاحتباس الحراري أيضاً على النظم البيئية والحياة البرية، مما يؤدي إلى انقراض بعض الأنواع وتغير توزيع النباتات والحيوانات، بحسب الصندوق العالمي للطبيعة”WWF”.
ويترك الاحتباس الحراري بعض الآثار الصحية، إذ يمكن أن يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى زيادة انتشار الأمراض المرتبطة بالحرارة، مثل ضربات الشمس والإجهاد الحراري، بحسب منظمة الصحة العالمية “WHO”.
الحلول الممكنة
عددت الوكالة الدولية للطاقات المتجددة “IRENA” بعض الحلول الممكنة لمواجهة الاحتباس الحراري، منها تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة من خلال التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية والرياح، وتحسين كفاءة استخدام الطاقة في الصناعات والمنازل.
وذكرت منظمة “UN”، أن زراعة الأشجار واستعادة الغابات يمكن أن يساعد في امتصاص ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي وتقليل تأثير الاحتباس الحراري.
وأشارت الوكالة الدولية للطاقات “IEA” إلى أهمية تطوير واستخدام التكنولوجيا النظيفة، مثل السيارات الكهربائية وتقنيات احتجاز الكربون، حيث يمكن أن يساهم ذلك في تقليل الانبعاثات.
ولفتت منظمة “UNFCCC” إلى أن مواجهة الاحتباس الحراري يتطلب تعاوناً دولياً من خلال الاتفاقيات البيئية، مثل اتفاقية باريس للمناخ، التي تهدف إلى تقليل الانبعاثات العالمية والحد من ارتفاع درجات الحرارة.
يذكر أن مؤتمر المناخ الأخير، أقرّ أن الاحتباس الحراري هو تحدٍ عالمي يتطلب استجابة جماعية وجهوداً مستمرة من جميع الدول والمجتمعات، من خلال تبني سياسات مستدامة واستخدام التكنولوجيا النظيفة.
تلفزيون الخبر