ماهي حركة “الذئاب الرمادية” التركية التي عادت إلى الواجهة مؤخراً؟
عاد اسم جماعة “الذئاب الرمادية” للتردد مؤخراً، مع ارتفاع عدد المنتمين للتنظيم من أطباء ورياضيين وعمال وأكاديميين ومسؤولين حكوميين ورجال أعمال من مناطق تركية مختلفة ورفع علامتهم في كل مكان تقريباً.
وبرزت مؤخراً بشكل خاص بعد مباراة منتخبي تركيا والنمسا في دور الـ16 من بطولة أوروبا “يورو 2024″، والتي احتفل خلالها اللاعب التركي “مريح ديميرال” بعد تسجيله الهدف الثاني لمنتخب بلاده بتحية “الذئاب الرمادية”.
وتزامن احتفال “ديميرال” مع بدء محاكمة 22 شخصاً في تركيا بتهمة اغتيال زعيم “الذئاب الرمادية” السابق “سنان أتيس”، بالرصاص، في أنقرة، أواخر عام 2022، فما هي هذه الجماعة؟.
تأسست هذه الحركة القومية نهاية الستينات من القرن الماضي، جامعة شباباً يؤمنون بنظرية “تفوّق العرق التركي”، ويطمحون إلى توحيد المنتمين إلى القومية التركية حول العالم في بلد واحد، وأصبحت الجناح العسكري المسلّح لحزب “الحركة القومية التركي”.
وأسس الحركة الضابط في الجيش التركي، “ألب أرسلان توركش”، المعروف بأفكاره العنصرية وإيمانه بنظريات الأعراق المتفوّقة.
ويميّز أعضاء الحركة رفعهم إيماءة مميزة باليد، ترفع خلالها السبابة والخنصر بينما تضم باقي الأصابع إلى بعضها مشكّلة ما يشبه رأس ذئب.
ووفقاً للسلطات التركية، نفّذت المجموعة 694 هجوماً بين عام عامي 1974 و 1980، راح ضحيتها الآلاف.
كما يعتقد أن المنظمة قاتلت في أذربيجان ضد أرمينيا، قبل أن تتورط في محاولة انقلاب أدّت إلى حظرها هناك، كما أنها حظرت في كازاخستان في العام 2005.
وشاركت المنظمة في الصراع بين القبارصة الأتراك واليونانيين في قبرص، ودعمت الأويغور في إقليم شينغيانغ الصيني، وقاتلت في حربي الشيشان الأولى والثانية ضد الروس، وفي السنوات الأخيرة ظهرت تقارير تتحدث عن تنسيقها مع تتار شبه جزيرة القرم وتركمان سوريا.
وينتشر التنظيم بشكلٍ كبير في أوروبا، إذ تتحدث تقارير غير مؤكّدة عن أن عناصرها في ألمانيا يقدرون بـ18 ألف شخصاً، مما يجعلها أكبر تنظيم سرّي في البلاد.
وتقول تقارير، إن أفكار المنظمة تحظى بقبول كبير داخل الجيش التركي، كما أن هناك صوراً للرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” وهو يقوم برفع إشارة اليد الشهيرة لدى المنظمة، لكن كثيرين ينفون أن أردوغان يقصد بها حركة “الذئاب الرمادية”.
ورفع الرئيس التركي هذه العلامة خلال تجمّع انتخابي، مع هذا يقول باحثون إن هذه الإشارة، التي تشبه رأس ذئب، لا تشير بالضرورة إلى الانتماء إلى منظمة “الذئاب الرمادية”، لكنها قد تعني – بشكلٍ واسع – التعاطف معها.
ويعود اسم التنظيم إلى أسطورة قديمة غير واقعية تتحدّث عن حرب إبادة تعرّض لها الترك، ولم ينج منها سوى طفل واحد، اضطر إلى الزواج بذئبة وأنجب منها 12 شخصاً أعادوا بناء القبائل التركية.
الجدير بالذكر أن فرنسا صنّفت “الذئاب الرمادية” كتنظيم إرهابي منذ 2020، بينما حظرت النمسا الإشارة بتحية “الذئاب الرمادية” التي يستخدمها القوميون بشكلٍ كبير في تركيا منذ عام 2019.
ويعتبر التنظيم على أنه “فرع الشباب” والجناح العسكري لـ”حزب الحركة القومية التركي” وهو حليف “حزب العدالة والتنمية” الحاكم الذي يتزعمه الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”.
وبحسب وكالة “فرانس برس”، دعا التنظيم إلى أفكار متطرفة واستخدم العنف خلال ثمانينيات القرن الماضي ضد الناشطين اليساريين والأقليات العرقية في تركيا.
وتتواجد ميليشيات “الذئاب الرمادية” في مناطق الشمال السوري التي تحتلها تركيا منذ مطلع العام 2018 في أعقاب عملية ما تسمّى “غصن الزيتون”، بناءً على تكليف مباشر من أنقرة، بهدف تفريغ شمال سوريا من تركيبته السكانية ما يسهّل من عملية تتريك مدن الشمال السوري، بحسب “المرصد السوري لحقوق الإنسان”.
تلفزيون الخبر