العناوين الرئيسيةمن كل شارع

أهالي مدينة الحسكة يعانون سوء الواقع المائي والبيئي جراء انقطاع المياه وانتشار القمامة

تزداد معاناة المدنيين في مدينة الحسكة مع بدء ارتفاع درجات الحرارة، حيث يعيشون حالة من الجفاف المائي بسبب استمرار توقف محطة علوك المصدر الوحيد لمياه الشرب، إضافة لسوء واقع النظافة مع تراكم القمامة في الشوارع بسبب عدم وجود مشروع للنظافة ونقص الآليات لدى مجلس المدينة.

وقال مجموعة من سكان مدينة الحسكة لتلفزيون الخبر إنه: “مع بدء ارتفاع درجات الحرارة بشكل شديد في المدينة كون منطقتنا صحراوية حارة ونتيجة لقطع المياه من محطة علوك، تزداد معاناتنا الصيفية بسبب الحاجة لاستهلاك المياه بشكل أكبر في ظل الوضع الاقتصادي الصعب، وارتفاع معدلات الإصابة بالأمراض السارية”.

وأضاف المشتكون: “فالعائلة التي تشتري المياه خلال اليوم لا تستطيع شراء المواد الغذائية، والوضع كارثي في المدينة حيث نستيقظ مع ساعات الصباح الباكر لتعبئة بعض العبوات من الخزانات ونروي بها أطفالنا، بالتزامن مع وصول سعر شراء الخزان سعة (5 براميل) حلما يقارب الــ 50 الاف ليرة سورية”، بحسب الأهالي.

كما اشتكى سكان مدينة الحسكة من انتشار أكوام القمامة نتيجة توقف عمليات نقلها وترحيلها من قبل ورش مجلس مدينة الحسكة ، وذلك منذ توقف مشروع النظافة الذي كان منفذاً من قبل إحدى المنظمات الدولية.

وبين مدير عام مؤسسة المياه بالحسكة، المهندس محمد عثمان لتلفزيون الخبر بأن “محطة علوك وهي المصدر الوحيد لمياه الشرب لنحو مليون مدني في مدينة الحسكة ونواحيها وبلدة تل تمر وقراها متوقفة عن العمل بشكل تام منذ بداية شهر تشرين الأول من عام 2023، أي منذ ثمانية أشهر متواصلة”.

 

وأردف “عثمان” أن: “مشكلة انقطاع المياه من محطة علوك مستمرة بشكل متقطع منذ عام 2019، إبان احتلال الجيش التركي لمدينة رأس العين شمالي غربي محافظة الحسكة والتي تضم موقع محطة علوك لمياه الشرب”.

 

وتابع عثمان بأن: “هناك اتصالات مستمرة بين الجهات الحكومية في المحافظة مع المنظمات الدولية والوسيط الروسي للعمل على إعادة تشغيل المحطة مع وعود جديدة من الممكن أن ترى النور في المستقبل القريب دون تحديد أي تاريخ محدد لإعادة تشغيل المحطة”.

 

وكشف مدير عام مؤسسة المياه أنه: “تم إرسال مقترح لوزارة الموارد المائية للعمل على استئجار مجموعة من الصهاريج الخاصة للعمل على نقل المياه من محطة “نفاشة” وتوزيعها على سكان المدينة بكل مجاني، اضافة للعمل على تركيب محطتين للتحلية (10 متر مكعب) على نفقة المؤسسة، حيث تم تحديد مساكن محطة القطار وشارع التربية لتركيبهما باعتبار وجود آبار في الموقعين”.

 

وأضاف “عثمان” أنه: “تم حفر خمسة آبار على نفقة المجتمع المحلي لإعادة تشغيل مجموعة من محطات التحلية المتوقفة وسط مدينة الحسكة ومنها البلابل والملعب البلدي والسياسية وتشرين وحديقة زنوبيا”.

 

وأكد “عثمان” لتلفزيون الخبر أن: “عدد محطات التحلية التي تعمل ضمن مدينة الحسكة حالياً يبلغ ما بين 17 الى 18 محطة تعمل على تأمين مياه الشرب لجميع أحياء المدينة وبشكل إسعافي، إضافة لعمل المنظمات الدولية بتعبئة الخزانات المنتشرة في الشوارع”.

 

من جهته، ذكر رئيس مجلس مدينة الحسكة، المهندس عدنان خاجو لتلفزيون الخبر أن: ” الإجراءات التي يقوم المجلس باتخاذها حالياً تتعلق بمشروع إسعافي في مجال النظافة، وسيبدأ يوم الاثنين 20 – 5 – 2024، بدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي”.

 

وبين “خاجو” أن: “مدة هذا المشروع شهرين فقط ،على أن يتم خلالهما اتخاذ الإجراءات اللازمة لتنفيذ مشروع نظافة جديد بدعم المنظمة ذاتها، ويستمر لمدة ثمانية أشهر”.

 

وأوضح “خاجو” أن: “المشروعين الجديدين في مجال النظافة، سواء الإسعافي أو الطويل الأمد، يتضمنان جمع القمامة والأوساخ من شوارع المدينة والأحياء التابعة لها، ومن ثم ترحيلها إلى المكب الرئيسي في أبيض خارج المدينة”.

 

وبين “خاجو” أنه: “بعد انتهاء مشروع النظافة الذي كان ينفذ بدعم من منظمة العمل ضد الجوع الأمر تراكمت القمامة والأوساخ في شوارع المدينة والأحياء التابعة لها، وتراجع الإصحاح البيئي، بعد المستوى الجيد الذي بلغه أثناء تنفيذ المشروع، مع مستوى النظافة العامة التي سادت شوارع المدينة وساحاتها”.

 

ويقطن في مدينة الحسكة ونواحيها وبلدة تل تمر وقراها نحو مليون ونصف المليون نسمة، ويعتمدون في الوقت الراهن على المياه الجوفية التي تخرج من تحت الأرض والمياه المالحة التي لم تعد توجد بسبب فقدانها من تحت الأرض.

 

وكان رئيس مجلس مدينة الحسكة دق ناقوس الخطر عبر تلفزيون الخبر في وقت سابق، بسبب عدم قدرة المجلس على تنفيذ أي مشروع او مهام تتعلق بمجال النظافة نتيجة شح الاعتمادات المالية وقلة الأيدي العاملة والآليات اللازمة لذلك.

 

عطية العطية – تلفزيون الخبر – الحسكة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى