العناوين الرئيسيةثقافة وفن

“الربابة” آلة الموسيقى الأولى لسكان الجزيرة السورية التي تحارب الاندثار

يعمل الباحث التراثي في محافظة الحسكة، عايش حسين الكليب، جاهداً للحفاظ على الموروث التاريخي والشعبي لمنطقته الثرية بتراثها وعاداتها وموروثها الحضاري القديم، ومن هذه الموروثات هي آلة الربابة الموسيقية.

آلة العرب 

 

يقول الباحث التراثي ورئيس دائرة المسرح المدرسي بمحافظة الحسكة عايش حسين الكليب لتلفزيون الخبر أن ” الربابة أو “الفاطر” آلة موسيقية عرفها العرب منذ أقدم العصور بهذا الاسم وهذا دليل على أنها نتاج أصل واحد، وبهذا الشكل وبوترها الواحد منذ أن وجدت قبل 5000 عام قبل الميلاد”.

 

يتابع “الكليب” بأن “الربابة تعتبر زينة بيوت ومنازل سكان الجزيرة الفراتية، حيث احتلت الربابة مكاناً هاماً في حياة الشاعر والمغني والفارس وحتى شيوخ القبائل والعشائر، بسبب الأثر الكبير الذي تحدثه الكلمة الملحنة في النفس.

 

الأمر الذي جعل الشعراء الذين لا يجيدون العزف على الربابة يسعون لامتلاك هذه المهارة لإمتاع أبناء هذه البيئة الذين ألفوا سماع الشعر مصحوباً باللحن”.

 

موضحاً أن “الربابة كانت ومازالت ألة الفرح والحزن معاً لسكان الجزيرة الفراتية وذلك منذ مئات السنين، فهي تعتبر عن افراحهم واتراحهم وتكون نغماتها والحانها مرتبطة بقصائد الشعر التي تعتبر عن الحالة الموجودة”.

 

مكوناتها

 

وعن أجزاء هذه الآلة يقول “الكليب” أن “الربابة من وحي الصحراء والبادية لذلك كان من البديهي أن تكون أجزاؤها من طبيعة هذه المنطقة بحيواناتها ونباتاتها، حيث تتألف الربابة من مجموعة أجزاء: “الخابور” وهو عبارة عن عصا طويلة يركب عليها الوتر ويوجد في أعلاها مجرى يثبت فيه “الكراب”.

“جسم الربابة” وهو عبارة عن كتلة خشبية تغطى بجلد “ماعز أو غزال” من الجهتين ويثبت بواسطة خيوط أو دبابيس ووظيفته تكبير الذبذبات الصادرة عن الوتر.

و”الوتر” يصنع من الشعر المأخوذ من ذيل الحصان ،و”المفتاح” أو “الكراب” وهو قطعة خشبية في أعلى “الخابور” وتستخدم لشد “الوتر”، بحسب الكليب.

ويتابع الباحث: أما “القوس” يصنع في الغالب من خشب الرمان أو الخيزران نظراً لمرونته وله وتر مربوط فيه واسمه الآخر “السواق” لمروره جيئة وذهاباً على وتر الربابة، “الفرس” قطعة خشبية توضع تحت الوتر من الأسفل لترفعه عن “جسم الربابة” حتى لا يلامسها عند العزف عليه”.

 

ويضيف “الكليب” أما “المخدة” قطعة خشبية توضع تحت الوتر من الأعلى وله ذات الدور الذي يقوم فيه “الفرس”، ولتصدر الربابة ألحاناً جميلة لابد من مسح وترها وقوسها “بحصى البان” وهو مأخوذ من أشجار الصنوبر أو السرو”.

 

حرب هوية

 

أوضح “الكليب” بأنه “يعمل جاهداً للحفاظ على التراث الشعبي والموروث الثقافي في الجزيرة السورية بالتعاون مع مجموعة من الباحثين والجمعيات الثقافية ومنها “جمعية صفاف الخابور الثقافية” بمدينة الحسكة، ومنها آلة الربابة والمنسوجات الشعبية بهدف الحفاظ عليها من الانقراض الحتمي”.

 

ودعا الكليب “جميع الجهات الحكومية والمنظمات الدولية ذات الصلة والمراكز الثقافية في منطقة الجزيرة على افتتاح مراكز تعليمة لتدريب الشباب والمهتمين على العزف على الآلات الموسيقية القديمة وفي مقدمتها ألة الربابة للحفاظ عليها من الاندثار لأنها تاريخ هذه المنطقة الثرية بحضارتها”.

 

وأكد “الكليب” بأن” التراث وتاريخ الشعوب في هذه المنطقة يتعرض لحرب شعواء من قبل الغرب لتدمير هويتهم الثقافية وتاريخيهم القديم، لأن الحرب اليوم هي حرب هوية وانتماء وارض بما تعنيه هذه الكلمة من معنى كبير”.

 

عطية العطية – تلفزيون الخبر – الحسكة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى