العناوين الرئيسيةحلوة يا بلدي

حمام الباشا الأثري بحمص.. شاهد أصيل على تراث “العدية”

تضم محافظة حمص، ريفاً ومدينة، الكثير من الشواهد التاريخية والأثرية على قدم وأصالة “العدية” التي لقبت بهذا الاسم على مدار السنوات.

وتتنوع الشواهد ما بين القلاع والحصون والمدن الأثرية كقلعة الحصن ومدينة تدمر، واللوحات الفسيفسائية كتلك المكتشفة أخيرا ً في منطقة الرستن بريفها الشمالي.

وتشتهر “العدية” بالعديد من العلامات المميزة الشهيرة، كالساعتين الجديدة والقديمة، والأبواب السبعة، والسوق المسقوف وغيرها الكثير.

وتُشكّلُ الحمّامات الأثرية في مدينة حمص جزءاً من التراث الغني، وتأتي ثالثاً بعد دمشق وحلب من حيث عدد الحمامات، ومن أشهرها حمام الباشا.

وبين الباحث التاريخي محمد زعرور لتلفزيون الخبر أن: “الحمام شيد في منتصف القرن الثامن الهجري (أي منتصف الرابع عشر الميلادي) على يد الأمير المملوكي “علي الكوجكي” ليكون حمامه الشهير الكائن في نهاية السوق المسقوف وبداية شارع أبو الهول”.

وعن مواصفاته المعمارية، أوضح “زعرور” أنه: “تحفة معمارية رائعة بمدخله ثلاثي الأضلاع المزدان بالزخارف وبالمقرنصات الركنية، وتعلوه قبة كبيرة أما أقسامه الداخلية فتعلوها قباب ضحلة تتخللها قمريات زجاجية للإنارة”.

وتابع “زعرور” لتلفزيون الخبر أنه: “أثناء حملة ابراهيم باشا على بلاد الشام عام 1832 قصده المذكور بغية الاستحمام، ومنذ ذلك الحين أصبح يُعرف باسم حمام الباشا”.

وحول أقسام الحمام، أوضح “زعرور” أنه :”يتألف من ثلاثة أقسام، البراني الذي تعلوه قبة كبيرة وفيه يتم تبديل الملابس، أما القسمين الآخرين فما الوسطاني ثم الجواني الذين تعلوهما قباب ضحلة أي أنها منخفضة”.

وأشار “زعرور” إلى أن: “‏حمام السوق كان عبارة عن ملتقى اجتماعي واسع ففيه تجتمع أغلب شرائح المجتمع بشكل دائم، عدا عن كونه المكان المفضل لإقامة حفلات اختيار العروس أو حتى استحمامها (في اليوم المخصص للنساء) .

وينطبق الأمر نفسه على الرجال وما يتخلل ذلك من طقوس وعادات اجتماعية اختفت مع مرور الزمن نتيجة لتغير الزمن واختلاف نمط الحياة السائدة‏، وفق “زعرور”.

وتمنى الباحث من الجهات المعنية العمل على ترميم هذا المبنى الأثري العريق وغيره من المباني والحمامات الحمصية التي تحتاج الى ترميم وإعادة تأهيل شاملة كحمام العصياتي وحمام السراج وحمام الصغير وغيرها.

الجدير بالذكر أنه يوجد بعض الحمامات في ريف المحافظة الشرقي في جبل أبو رباح القريب من منطقة القريتين التي تبعد عن حمص حوالي 60 كيلومتراً.

عمار ابراهيم – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى