العناوين الرئيسية

الدورة التكميلية للشهادة الثانوية على “كف عفريت”.. مناشدات طلابية لتأجيل الإلغاء والوزارة “لا ترد”

كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن نيّة وزارة التربية إلغاء الدورة التكميلية لطلاب الشهادة الثانوية، الأمر الذي أثار انتقادات وجدلاً واسعاً من قبل الطلاب وأهاليهم، بسبب الحديث عن إلغائها في ذروة العام الدراسي وتحضير طلاب الشهادات لامتحاناتهم، مناشدين مجلس الوزراء لتأجيل تطبيق العمل بالقرار إلى العام الدراسي القادم.

“هواجس بالجملة”

وبدأت هواجس الطلاب مع حديث وزير التربية الدكتور “محمد عامر مارديني”، قبل أيام، بأن “الوزارة تدرس إمكانية إلغاء الدورة التكميلية للشهادة الثانوية”، دون تفاصيل عن دوافع هذه الدراسة وموعد العمل بها، وهل ستطبّق اعتباراً من العام الجاري أم ستؤجل إلى العام القادم حرصاً على مستقبل طلاب الدورة الحالية؟، الأمر الذي وصفه متابعون، بأنه “ضرب مستقبل الطلاب بعرض الحائط؟”.

ووصل تلفزيون الخبر عشرات الاتصالات والرسائل من طلاب وأهاليهم يناشدون وزارة التربية عدم العمل بالقرار للعام الجاري، لتلافي انعكاساته سلباً على نفسية الطالب ومنهجية تحضيره للامتحانات النهائية، خاصةً وأن الفصل الدراسي الأول شارف على الانتهاء، حيث عمل فريق التحرير على وضع المكتب الصحفي في وزارة التربية بصورة هذه المناشدات منذ الخميس الماضي 9 تشرين الثاني الجاري.

وزارة التربية وتغيير “نوعي” على مستوى التعاون الإعلامي!

وحاول تلفزيون الخبر يوم الأربعاء 15 الجاري إعادة الاتصال بمديرة المكتب الصحفي في وزارة التربية، “بشرى مسعود”، للحصول على الرد، باعتبار أننا لم نلقَ أي استجابة منها على مراسلاتنا السابقة، وكان الرد الجديد أنه تم فصل الاتصال، حتى أنها لم تبادر إلى إعادة الاتصال أو الإجابة على التساؤلات عبر “الواتسأب”.

يُشار إلى أنها ليست أولى التجارب الفاشلة للتواصل مع وزارة التربية، فلم نتمكّن من الحصول على أي ردود حول أي موضوع منذ تغيير المكتب الصحفي في وزارة التربية، واستلام إدارة جديدة، بعد أن كانت وزارة التربية لسنوات من بين أكثر الوزارات تعاوناً مع وسائل الإعلام، دون معرفتنا أسباب ذلك، وهل هي توجيهات الوزير الجديد أم يعود لتقديرات شخصية من الإدارة الجديدة للمكتب الصحفي بالوزارة؟.

كما حاول تلفزيون الخبر التواصل مع معاون وزير التربية، الدكتور “رامي الضللي”، للوقوف على مبررات الإلغاء للدورة التكميلية وموعد العمل به، وبالرغم من قراءة المراسلة عبر “واتسأب” مساء الثلاثاء، لم نلقَ أي رد منه، لنعاود الاتصال صباح الأربعاء ويأتي الرد على رقمه “الخاص” وعلى لسان مدير مكتبه بالاعتذار “لأسباب صحية”، على حدِّ قوله.

وعلّقت “صفاء” عبر “فيسبوك”، متسائلة: “ما ضل مشاكل بالقطاع التربوي غير الدورة التكميلية؟ اتركوا الطلاب بحالن.. بدك تلغيها إلغيها من بداية العام الدراسي”، وتابعت: “كل وزير بيجي وخدوا على قرارت.. أخر همكم الطالب ونفسيته بذروة العام الدراسي وتحضيره لامتحاناته”.

وقالت “هبة” عبر “فيسبوك”: “ما ضل شي يتناقش بذروة العام الدراسي غير التكميلية؟ ما انتبهتوا لتأثير هالنقاش والقرار على نفسية طالب الشهادة؟ واللي حالياً عم يدرس ع فلاش الموبايل.. لأن البطارية خلص شحنها.. وبعد شوي رح يطفي الموبايل لأن الكهربا بدها كم ساعة كمان لتجي؟”.

وتوحد لسان حال السوريين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ليل الثلاثاء، برفض الحديث بهذا القرار وإلغاءه، مطالبين مجلس الوزراء ووزارة التربية في حال إيجادها مبررات منطقية لإلغاء العمل بالدورة التكميلية أن يكون مع بداية العام الدراسي القادم 2024/2025، لتلافي تأثيراته على عشرات آلاف الطلاب، والذين يواجهون سنة مصيرية في ظل ظروف قاهرة لا تحتمل أي أعباء إضافية.

مجلس الشعب “تفاجأ بمشروع القرار”

وأفاد رئيس لجنة التربية والتعليم والبحث العلمي في مجلس الشعب، النائب الدكتور سمير الخطيب، لتلفزيون الخبر، أنه “سمعنا بهذا الموضوع فجأة، ولم يكن لدينا تصوّر سابق عنه، حيث تم تحديد موعد للنقاش مع وزير التربية الاثنين بعد القادم، لبحث مجموعة من القضايا التربوية التي أقرت مؤخراً، ومن ضمنها دوافعهم لإلغاء الدورة التكميلية والأسباب الموجبة لذلك”.

وحول إمكانية موافقتهم كمجلس شعب على الإلغاء في منتصف العام الدراسي، قال “الخطيب”: “مبدئياً سأتحدث وجهة نظري الشخصية كون اللجنة في المجلس مؤلفة من 30 عضواً، ولم تتم مناقشة القرار بعد، أرى أنه يجب دراسة القرار بتروّي وبكامل أبعاده، وألّا يتم إقراره بخطوة مفاجئة تلافياً لانعكاساته”.

وأوضح الدكتور “الخطيب”، أنه “عند الاستماع إلى مبررات الوزارة ودوافعها لإلغاء التكميلية، وبدورنا طرح وجهة نظرنا، يهمنا أن نصل في المحصلة إلى قواسم مشتركة، ونتيجة منطقية ومقنعة لا تؤثر سلباً على مصير أي طالب”، وجاء هذا الرد في جوابه على مناشدات الطلاب لعدم إلغاء التكميلية في منتصف العام الدراسي لما لهذا الأمر من انعكاسات سلبية.

وناقش مجلس الوزراء خلال جلسته، الثلاثاء، مشروع الصك التشريعي المتضمن العودة إلى الآلية السابقة الناظمة لامتحانات الشهادة الثانوية بفروعها كافة، لتحل مكان الآلية الحالية المطبّقة وفق المرسوم رقم 153 لعام 2011 وتعديلاته.

وبحسب المجلس، فإن العودة إلى الآلية السابقة تأتي بهدف رفع مستوى العملية التدريسية وتطبيق مبدأ المساواة في القبول الجامعي، ولانتقاء الأسباب الموجبة للاستمرار في تطبيق الآلية الحالية.

يُذكر أن الرئيس بشار الأسد سبق وأن أكّد خلال اجتماعه مع الحكومة على ضرورة تعاونها مع الإعلام، وأوضح، أن “دور الإعلام يتمثل في أن يكون جسراً بين المواطن والمسؤول، إن لم يدخل الإعلام في طرح الحلول لن يجد لنفسه موقعاً بين المواطنين”.

وأضاف الرئيس الأسد، أنه “لا يمكن للإعلام أن ينجح إذا لم تتوفر لديه المعلومة، والمعلومة موجودة في باقي المؤسسات والوزارات بشكلٍ أساسي، فإن لم تتعاونوا مع الإعلام لا يمكن أن ينجح، وبالتالي إذا نجح الإعلام أنتم ستكونون جزءاً منه وإذا فشل الإعلام ستكونون جزءاً منه”.

 

شعبان شاميه – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى