مختص يوضح علاقة المشاعر السلبية بروابط الذاكرة وكيفية التخلص منها
يربط بعض الناس بين مشاعرهم السلبية وروابط موجودة في ذاكرتهم، مثل ربط الرعد والمطر بتكرار حدوث زلزال السادس من شباط.
وأوضح المعالج النفسي، الدكتور أحمد فرّان لتلفزيون الخبر، أنه “من الناحية الطبية، توجد أعصاب محيطة بحواسنا، تلتقط الإشارات مثل الإشارات البصرية والشمية، وقبل أن تظهر على القشرة الدماغية، فإنها تمر بمنطقتين مهمتين”.
وتابع الفران: “منطقة تسمى اللوزة الدماغية، ومنطقة تسمى الحصين، وهما يشكلان الجهاز الحوفي، ومتربطان ببعضهما بشكل وثيق، والحصين له علاقة بالذاكرة وتخزين الذاكرة، واللوزة يتعلق بالمشاعر وتخزين المشاعر”.
وأكمل الفران: “وعندما يجتمعان معاً في الجهاز الحوفي، ترتبط المشاعر مع الذكريات، فتكون هنالك ذكرى معينة متخزنة بمنطقة الحصين مرتبطة مع شعور معين موجود في اللوزة الدماغية، فتتشكل ثنائية تكاملية كثنائية الزيت و الزعتر”.
وبين الفران: “وإذا أردنا تقريب الأمور، فهي تشبه وجود ملف مشفر موجود في الحصين و اللوزة بنفس الرمز، فعندما تتظاهر في الحصين على شكل ذكرى مؤلمة مثلاً، يرسل إشارة عصبية للوزة، فتقوم بفتح نفس الملف، وتتظاهر بشعور الحزن مثلاً”.
وأكمل الفران: “كمثال عند حدوث الزلزال الكبير، كان الوقت ليلاً والجو ماطراً، فالحصين يتذكر هذه العوامل على أنها زلزال، ونفس العوامل تكون موجودة في اللوزة الدماغية التي تخزنها على أنها خوف ورعب وحادثة كارثية وحزن”.
وأضاف الفران: “فعندما يجتمع الليل والمطر والرعد، فإن هذه المعززات، تحرض السيالة لأن تعمل فيمابينها، وبالتالي الحصين يعطي إشارات للوزة التي بدورها ترسل إشارات للحصين، وبتكرار الإشارات، يحدث تحريض وربط بين المطر والرعد وحدوث الزلزال”.
وتابع الفران: “أنه نفس الحالة، عندما نشم رائحة عطر جميلة، أو مثلاً رائحة حلويات العيد الشهية، التي كانت تصنعها جدتي، وتولد شعور بالراحة، فيربط الحصين واللوزة هذه العوامل مع بعضها مؤديين لربط رائحة حلوى العيد الشهية بالذكريات الجميلة”.
وحول التخلص من هذه المشاعر بين الفران، أن “الطريقة تكون بالفصل بين الطريقين (الحصين واللوزة)، أي نفصل الذاكرة ونجعلها بشكل تجريدي عن المشاعر، ويتم ذلك عن التعرض التدريجي التراكمي للموقف”.
وأردف الفران: “مثلاً، أن نتعرض بشكل مستمر للمطر والليل ونربطها بذكريات جديدة جميلة، أو نربط رائحة العطر المرتبطة بحادث أليم، بذكرى جميلة آخرى ليخزنهما الحصين واللوزة من جديد”.
وأكمل الفران: “أي تحدث مزاحمة للذكريات الجميلة على الذكريات البشعة، ونكسر هذا الترابط بين الذكريات البشعة والشعور”.
وختم الفران، أنه “ليس بمقدور كل الأشخاص على القيام بهذا الفصل، لذلك من الممكن أن يحتاج الأشخاص لاستشارة طبية نفسية”.
يشار إلى أن حدوث الكوارث والحروب والنزاعات، جعل الإنسان يرتبط بمشاعر سلبية من الممكن أن تؤذي صحته النفسية، والتي يجب تخطيها للاستمرار السليم في الحياة.
بشار الصارم – تلفزيون الخبر