ما بين أقوى جيوش المنطقة و”السهم الأحمر”.. صراع نهايته التحرير؟
فاقت القدرات العسكرية الصهيونية المُجيرة ضد المقاومة الفلسطينية وحلفائها خلال معارك “طوفان الأقصى” جميع النزالات السابقة التي خاضها العدو في مواجهة الجيوش والحركات العربية.
ولم يصل مستوى الإجرام الصهيوني من حيث التدمير واستهداف المدنيين والمنشأت التحتية سيما المشافي إلى أي معركة سابقة, حيث توقفت 75% من مشافي غزة عن العمل بشكل كامل نتيجة التدمير الكلي أو الجزئي واستشهد ما يزيد عن 11 ألف غزاوي جلهم من النساء والأطفال إضافة لعشرات آلاف الجرحى والمفقودين والمهجرين.
وفهم الاحتلال أن صراعه مع الفلسطينيين وداعميهم بعد 7 تشرين الأول 2023 هو صراع “وجود الكيان” لذلك ذهب باتجاه ارتكاب المجازر والتهجير وإعلاء السقف تجاه المقاومة معتمدين في ذلك على تراسنتهم العسكرية والدعم الغربي غير المحدود بزعامة واشنطن.
بالمقابل ثبتت المقاومة بعد 37 يوماً من انطلاق المعارك الجوية والبرية معتمدة على قوتها المحلية ودعم “نوعي” من بيروت ودمشق وبغداد وصنعاء وطهران, الأمر الذي زاد من تخبط الاحتلال ودفعه لمزيد من المجازر ليعوض اخفاقاته العسكرية.
وفي استعراض لقدرات جيش الاحتلال المصنف بالمرتبة 18 عالمياً لأقوى جيوش العالم أمام قدرات المقاومة الفلسطينية نجد أنه وبحسب مواقع الجيوش المختصة عالمياً يملك الكيان 646 ألف جندي منهم 173 ألف بالخدمة و465 ألف جندي احتياط مع إمكانية وصول العدد لمليون و700 ألف جندي عدا عن عصابات المستوطنين.
وميزانية تتجاوز 23 مليار دولار سنوياً وترسانة عسكرية تتألف من 1650 دبابة و7500 مدرعة و950 مدفعية و595 طائرة حربية موزعة على 203 مطار عسكري إضافة ل48 سفينة عسكرية و7 طرادات و6 غواصات ومخزون كبير من الأسلحة المحرمة دولياً كالقنابل “الفوسفورية” و”العنقودية” و”الزلزالية” و”الدايم” والأسلحة الكيميائية والنووية.
في مقابل ذلك عشرات الآلاف من المقاومين الفلسطينيين موزعين على حركتي “حماس” و”الجهاد” وباقي فصائل “الغرفة المشتركة” مُحملين بصواريخ يصل مداها إلى 250 كم أقصاه, وطائرات مُسيرة وأسلحة مُصنعة محلياً وشبكة أنفاق لم يجد لها الاحتلال أي حل بعد 16 يوماً من إطلاق العملية البرية.
معادلة “السهم الأحمر” تصنع النصر
قام الإعلام الحربي التابع للمقاومة الفلسطينية بنشر فيديوهات تتضمن عمليات استهداف آليات ودبابات الاحتلال التي تحاول التوغل ضمن قطاع غزة.
وتناقل جمهور المقاومة هذه الفيديوهات وباتت مضامينها “ترند” على مواقع التواصل سيما اللحظة التي تسبق إطلاق المقاومة لصاروخ يستهدف آليات الاحتلال وذلك عندما يظهر سهم مثلث أحمر مقلوب يوضح مكان تمركز الدبابة قبيل تدميرها على يد المقاوم.
وتصدر شعار “السهم الأحمر” الحسابات الشخصية لجمهور المقاومة عبر وسائل التواصل الاجتماعي حيث باتت صورة “السهم الأحمر” رمزاً للنصر والطمأنينة ودلالة على كسر هيبة الاحتلال واقتراب لحظة التحرير حتى أنه بمجرد تداول الرمز يُعرف أن هناك عملية للمقاومة وخسائر في صفوف جيش الاحتلال.
وانضم “السهم الأحمر” لدى داعمي القضية لسلسلة غير منتهية من الرموز التي تعبر عن قضية فلسطين مثل الكوفية والمقلاع والحجارة والمسجد الأقصى وحنظلة.
يذكر أن كيان الاحتلال يفرض حزاماً نارياً غير مسبوق على شمال غزة بقصد تهجير الأهالي نحو جنوب القطاع كخطوة أولى على طريق التهجير نحو سيناء المصرية لكن ثبات المقاومين والبيئة الشعبية الحاضنة أصاب الاحتلال وقيادته بالتخبط والغضب الأعمى.
جعفر مشهدية-تلفزيون الخبر