قائد الطوفان الذي هزَّ كيان العـدو.. من هو محمّد الضيف؟
تكرر منذ بدء عملية طوفان الأقصى اسم القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القـسام، الجناح العسكري، لحـركة “حماس”، فمن هو؟
اسمه الكامل هو “محمد دياب إبراهيم المصري”، مخطط، وقائد أكبر عملية شنّتها المقاومة الفلسطينية، تحت اسم “طوفان الأقصى”، فجر 7تشرين الأول 2023، شملت هجوماً برياً، وبحرياً، وجوياً، وتسلّلاً للمقاومين، إلى عدّة مستوطنات في غلاف غزة.
وُلِدَ في 12 آب 1965، وتعود أصوله لأسرة فلسطينية، من قرية “كوكبا”، تقع إلى الشمال الشرقي، من مدينة غزة، تنقلت الأسرة بين المخيّمات، قبل أن تستقرّ، في مخيّم “خان يونس”، حيث نشأ هناك.
عرف “الضيف” طريق المساجد باكراً، ودرسَ علم الأحياء، في كلية العلوم، في الجامعة الإسلامية بغزة، وكان ناشطاً في العمل الدعوي، والطلابي، والإغاثي، وفي مجال المسرح.
اشتهر “الضيف” بلقب “أبو خالد”، المقتبس من دوره في إحدى العروض المسرحية، مع فرقة “مشاعل”، التي ساهم في تأسيسها في الثمانينات.
وكان “الضيف” خلال نشاطه في مجلس طلاب الجامعة الإسلامية بغزة، شعلة نشاط كما يوصف، لا يتوانى عن مساعدة مجتمعه، وكان مسؤولاً عن “اللجنة الفنية”، في الكتلة الإسلامية -الإطار الطلابي، لحركة “حماس” .
لقّب بـ”الضيف”، لأنّه حلّ ضيفاً على الضفة الغربية، وساهم في بناء كتائب القسام هناك، ولأنّه لا يستقرّ في أي مكان، اعتقلته قوات الاحتلال، عام 1989، وقضى 16 شهراً، في سجونها.
أثناء سجنه، اتفق مع “زكريا الشوربجي”، و”صلاح شحادة”، على تأسيس حركة منفصلة عن “حماس”، بهدف أسر جنود الاحتلال، فكانت كتائب القسام.
برز “الضيف” بصفته قائداً للكتائب القسامية، بعد اغتيال “عماد عقل”، عام 1993، واعتقلته السلطة الفلسطينية، في أيار 2000، لكنه تمكن من الفرار مع بداية انتفاضة الأقصى.
كان “للضيف” له دور بارز في تطوير أسلحة “حماس،” مما جعله من الشخصيات الرئيسية، في قوائم المطلوبين للاحتلال، الذي حاول تصفيته أكثر من 5 مرّات.
نجا “الضيف” من محاولة اغتيال في أيلول عام 2002، حيث فشلت صواريخ طائرات “الأباتشي” في قتله، رغم أنها أصابت السيارة، التي كان داخلها، وأدى الحادث إلى استشهاد اثنين، من مرافقيه.
وبعد اغتيال يحيى عياش، خطّط لسلسلة عمليات فدائية، نتج عنها وقوع أكثر من خمسين قتيلا “إسرائيلياً”.
وبعد اغتيال صلاح شحادة، وخلافة “الضيف” له، بدأ بخطة لتدريب مقاتلين غير استشهاديين، وخطط لنقل المعركة لتكون داخل “إسرائيل”، وفي عام 2015، وضعته “واشنطن” على لوائح “الإرهاب”.
في عام 2014 استشهدت زوجة “الضيف” وابنه الرضيع “علي”، في غارة كانت تستهدفه، في حي “الشيخ رضوان”، بغزة.
ودعت حركة “حماس”، إلى المشاركة في تشييع زوجة قائد كتائبها، وابنه في مسجد “الخلفاء”، في مدينة “جباليا”، يوم 20 آب 2014.
وعلّق الإعلام الصهيوني، على الحادث على لسان صحيفة “هآرتس”: ” “إسرائيل” قامرت لتحقيق إنجاز معنوي، لكنّها في النّتيجة عزّزت اسم، وأسطورة محمد الضيف”.
ومع تصاعد اعتداءات الاحتلال، في حي “الشيخ جراح”،عام 2021، أعطت قيادة المقاومة، مهلة للاحتلال، للانسحاب من المسجد الأقصى، وحي الشيخ جراح، والإفراج عن جميع المعتقلين.
وتجاهلت سلطات الاحتلال التحذير، وزادت من اعتداءاتها، وبعد انتهاء المهلة، أطلقت كتائب القسام، ضربة صاروخية تجاه القدس، والتي كانت شرارة اندلاع معركة “سيف القدس”.
وفي اليوم الرابع للمعركة، أمر الضيف بإطلاق صاروخ “عياش 250″، باتجاه مطار “رامون”، جنوب فلسطين، المسمى على اسم “يحيى عياش”، رفيق درب محمد الضيف، والذي اغتيل عام1996م.
نادراً ما يتكلم “الضيف” لوسائل الاعلام، فهناك مكتب إعلامي، ومتحدّث رسمي لكتائب القسام، هو “أبو عبيدة”، ولم يظهر سوى ثلاث مرات طوال عقدين صوتاً، وصورة معتمة.
حوّل “طوفان الأقصى” الضيف إلى أيقونة، بعد الهجوم الذي كبّدَ الكيان، 1200 قتيل، و2900 جريح، وعدد غير محدد من الأسرى ، في حصيلةٍ غير نهائيّة.
الجدير بالذكر أن القصف الصهيوني على غزة استهدف منزل شقيق “الضيف” وهو عبد الفتاح الضيف ما أدى الى استشهاده وابنه وزوجة ابنه وحفيده البالغ من العمر عامين فقط.
تلفزيون الخبر