العناوين الرئيسيةمجتمع

مع بداية العام الدراسي.. مناعة الأطفال تحكُمها البدائل والآباء مُحرَجون بسوء أوضاعهم المعيشية

خالفت الأحوال المعيشية في سوريا مقولة “يأتي الولد وتأتي رزقته معه”، وبات الأبناء يصلون إلى حلقات دراستهم الأولى، محمّلين آبائهم أعباءً ثقيلة لم تقف عند أقساط مدرسية أو حقيبة، بل وصلت مواصيلها إلى تأمين سبل “أرخص” لتقوية المناعة، ومحاولة الحفاظ على تغذية صحية وسط ظروف “قهرية”.

وعبٌرت الموظفة “سوزان” (35 عاماً) لتلفزيون الخبر، عن “قلقها وإحراجها مع بداية دخول المدارس، وكيفية زيادة مناعة أطفالها، وحمايتهم من الإصابة بعدوى الأمراض وسط واقع حالها السيء”.

وتساءلت “سوزان” “كيف أقدّم لأطفالي نظاماً غذائياً صحياً متكاملاً في ظل جنون الأسعار؟، وهم يأكلون اللحم والدجاج والبيض في المناسبات، فضلاً عن أزمة المياه التي تعاني منها معظم المناطق، وما البدائل؟”.

تقوية المناعة في ظروف “مانعة”

وفي محاولة لتأمين بدائل متاحة لدى الأهالي، تحدثت طبيبة الأطفال رشا الداغستاني لتلفزيون الخبر، حول الموضوع، مبينة أن “الأكل الصحي هو شيء أساسي بتكوين قاعدة أساسية لمناعة الطفل”.

وأضافت “الداغستاني”: “البروتينات هامة جداً لنمو الطفل الطولي، عدا عن باقي الفيتامينات والمعادن التي تتكاتف مع بعضها لحمايته من الأمراض”.

وأردفت “الداغستاني”: “في ظل الظروف البيئية السيئة، وصعوبة تأمين كل المواد الغذائية الصحية اللازمة للأطفال، يمكن للعائلات الحصول على البروتين من النباتات”.

“وبالتالي من الممكن أن تلجأ العائلات إلى مصادر البروتين النباتية مثل البقوليات كالعدس والفول والحمص، في حال لم تتمكن من الحصول عليها من مصدر حيواني كاللحم والدجاج والبيض”.

ويعاني الكثير من الآباء تأمين المواد الأساسية الصحية لأطفالهم، ويعجزون عن بناء نظام صحي لهم، في الوقت الذي لا يكفي راتبهم الشهري لحاجيات منزلهم، مع صعوبة تقوية المناعة في هذه الظروف “المانعة”.

فيتامين D “داعم ووافي”

أكدت “الداغستاني” أن “عوز فيتامين D يؤدي إلى نقص المناعة، عدا عن تأثيره على الكلس وما يتعلق بالعظام وصحة الشعر والصحة النفسية وصحة الأسنان واللثة”.

“ومن الأفضل إعطاء الأطفال فيتامين D كوقاية، أما الحديد يعطى عند الحاجة بعد إجراء التحاليل الطبية، وخاصة في حالة فقر الدم”، بحسب “الداغستاني”.

الفيتامينات حل بديل أم مكمّل؟

وأوضحت الطبيبة انه “من الممكن استخدام الفيتامينات للأطفال عند الحاجة في حال عدم حصولهم على الغذاء الصحي المتكامل، أما إذا كانت الأمور جيدة وشهيتهم نظامية لا داعٍ لذلك”.

وأردفت الطبيبة: “للزنك دور كبير في تحسين المناعة، حيث برهن فاعليته في حالة الإسهال وشفاء بطانة الأمعاء لدى الأطفال، علماً أن بروتوكولات كورونا نصّت على استخدام هذا العنصر لما أثبته من فائدة”.

“وبالنسبة إلى الأوميغا 3 وزيت السمك، فهما مهمان لتنشيط ذاكرة الدماغ عند الأطفال في المدرسة، كنوع من الفيتامينات المدعّمة، ولكن ليست علاجية، تستخدم للوقاية كشراب أطفال وتفيدهم بصحة النمو الذهني”، بحسب الطبيبة.

علاقة النظافة بمناعة طفلك

و شددت الطبيبة على “الاهتمام بشروط الصحة العامة للأطفال عبر تغسيل اليدين بعد الخروج من المرحاض، وقبل تناول الطعام”.

وأضافت: “يجب استخدام التعقيم والمنديل عند العطس او السعال، وعدم إرسال الطفل المريض إلى المدرسة كي لا ينقل العدوى إلى أصدقائه”.

كما نوهت الطبيبة إلى “الانتباه من الإصابة بالقمل، مع استخدام مسحوق الاستحمام الخاص بذلك كنوع من الوقاية كل 15 يوماً”.

علاقة الرياضة والنوم بالمناعة

أكدت دراسات طبية أن “الرياضة مهمة لمناعة الأطفال ومن الممكن أن يعلّم الأهالي أطفالهم ممارسة بعض التمارين الرياضية البسيطة في المنزل أو الجري أوالمشي وغيرها”.

كما أظهرت الدراسات أن “مناعة الطفل يمكن أن تتأثر بسبب قلّة النوم والحرمان منه، فمن المحتمل أن يمرض بشكل متكرر بسبب ذلك”.

ونصحت “الداغستاني” بتأمين نظام صحي سليم قدر المستطاع، وخاصة في تقديم الحليب للأطفال لأنه مادة أساسية بمختلف الأعمار، إضافة إلى تناول البيض الذي يعتبر وجبة متكاملة تحتوي على البروتينات والمعادن”.

بدائل ربما “مقدور عليها”

تعتمد بعض العائلات السورية بعض البدائل لتحافظ على مناعة أطفالها، وتبحث عن البروتينات في الخضروات مثل البازلاء والذرة الحلوة والملفوف والسبانخ.

وتبحث العائلات في المواقع الطبية عن أكثر أنواع الخضروات والفواكه الغنية بالحديد وغير المكلفة نسبياً في السوق المحلية والأقرب إلى إمكانياتها، فربما يكون الشمندر والسبانخ والملفوف والرمان والتفاح والبرتقال هم أفضل الخيارات.

وتحاول العائلات التعويض عن الزنك المتوفر مثلاً في المكسرات بمنتجات الألبان أو إذا حاولت تمرير بيضة ذات ال 1500ليرة سورية مرة واحدة في الأسبوع لأطفالها مع البقوليات بدلاً من اللحوم.

أما ما تبقى من فيتامينات مثل أوميغا 3 وفيتامين D، فتحاول العائلات تأمينها من الصيدليات بأسعار باهظة حيناً، أو تتمسّك في الدعاء لأطفالها بالحماية الكاملة لأنه أكثر ماتملك في أغلب الأحيان.

كلير عكاوي – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى