كيف ساهمت التغيّرات المناخية في انتشار أمراض جديدة؟
توصل بحث منشور في مجلة “Nature Climate Change” إلى وجود ارتباط وثيق بين انتشار مسببات الأمراض وتغير المناخ، وتضمنت القائمة 375 مرضاً منتشراً في جميع أنحاء العالم سببها الفيروسات والبكتيريا، وحتى الفطريات وحبوب اللقاح.
وكشف أستاذ المكروبيولوجيا والمناعة بجامعة “الجلالة” المصرية، “وليد فيصل الخطيب”، عن ارتفاع درجات الحرارة فتح الباب أمام نمو بعض البكتيريا في مناطق غير معتادة لها، وأتاح للحشرات الناقلة للأمراض الانتقال والتكاثر في بيئات جديدة لم تكن تتعايش فيها.
وحول الأسباب التي أدت إلى نمو البكتيريا في مناطق جديدة عليها، أكد” الخطيب” أن تغيرات المناخ والظروف المناخية مثل الفيضانات والجفاف أدت إلى إعادة توزيع الخرائط البكتيرية والتوازن الميكروبي على سطح الأرض، وفقاً لصحيفة “الاندبندت”.
وأوضح الأخصائي أن بعض البكتيريا المألوفة لمناطق معينة ينتقل إلى مناطق جديدة نتيجة هذه التغيرات المناخية، سواء بسبب فيضانات أو تسونامي أو ارتفاع درجات الحرارة أو زيادة الرطوبة، أو نتيجة الكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.
وتابع “الخطيب”: “ارتفاع درجات الحرارة وتغير المناخ يؤديان إلى قدرة البكتيريا على تحقيق تغييرات في جيناتها لتكيف نفسها مع البيئات الجديدة.
ولفت إلى أن التغير المناخي يدفع البكتيريا المنتقلة لتطوير جيناتها وتغيير خريطتها الوراثية، ما يؤدي إلى ظهور سلالات جديدة تكون أكثر تطوراً.
وأشارت دراسة نشرت، عام 2019، في دورية “إم بايو” التابعة للجمعية الأميركية لعلم الأحياء الدقيقة إلى أن سبب انتشار عدوى فطر “كانديدا أوريس” قد يكون ناتجاً عن إجبار هذه الأنواع على الاستمرار في العيش بدرجات حرارة أعلى نتيجة تغير المناخ.
وأظهرت دراسة حديثة نشرتها مجلة “Nature Climate Change” أن الارتفاع في درجات الحرارة قد يؤدي إلى انتشار نحو 160 مرضاً، بينما ترتبط الفيضانات بانتشار نحو 121 مرضاً، ويمكن أن يؤدي الطقس المتطرف إلى ضعف جهاز المناعة للبشر وزيادة التعرض للعدوى، سواء من خلال الإجهاد أو سوء التغذية.
يذكر أنّ منظمة الصحة العالمية أطلقت العام الماضي تحذيراً يتعلق بتفشي حمى الضنك وأمراض أخرى تنتقل عبر البعوض، التي تسببها فيروسات، والتي تنتشر بوتيرة أسرع وتشمل نطاقاً أوسع نتيجة التغيرات المناخية.