اخبار العالممن كل شارع

سرفيس “الدائري الشمالي” في اللاذقية..رحلة من أُجرة 10 ليرات إلى “ما معي 100 رجّعلك”

يُعدّ خط “الدائري الشمالي” من أشهر خطوط السرافيس العاملة في اللاذقية وأكثرها ازدحاماً، ويعتمد عليه عدد كبير من المواطنين في تنقلاتهم اليومية، لكونه يخدّم مناطق حيوية انطلاقاً من محطة القطار، مروراً بأوتستراد الزراعة وجامعة تشرين، وصولاً إلى اوتستراد الثورة فالمشروع العاشر.

المحاربون القدماء

يستقل “محمد” (طالب ماجستير في الهندسة) سرافيس الدائري الشمالي “منذ أكثر من 11 عاماً للتنقل بين المنزل والجامعة والعمل”، بحسب ما قاله لتلفزيون الخبر.

وأضاف “محمد”: “أقدم تعرفة أذكرها كانت 10 ليرات، ازدادت بعد ذلك بشكل تدريجي، وغالباً ما كانت تحوي كسوراً (أو فراطة)”.

وتحدث “محمد” عن الانتظار خلال أوقات الذروة قائلاً: “قد تنتظر نصف ساعة أو ساعة دون الحصول على مقعد، وكثيراً ما أقطع نصف المسافة سيراً على الأقدام وصولاً للموقف التالي الذي ينزل فيه الركاب كي ترتفع فرصي في إكمال النصف الثاني من الطريق في السرفيس”.

وأشار “محمد” إلى أنه “فيما يخص توافر السرافيس، فقد تراجع الوضع بشكل كبير في السنوات الأخيرة، فمع إنشاء خط كراج شرقي – دوار الأزهري وتركيب الـ GPS لمسنا تحسناً ملحوظاً في واقع السرافيس، لكنه عاد وأصبح سيئاً مجدداً”.

وأردف “محمد”: “خير دليل على ذلك، هو أن الجلوس بوضعية القرفصاء أو حشر نفسك في زاوية ضيقة في السرفيس أصبحت أمراً مألوفاً جداً لدى معظم الناس، صغاراً وكباراً، وقد نضطر للاعتماد على المشي لقضاء بعض المشاوير”.

“مافي فراطة”..

“ولا مرة رجعلي الباقي”، تقول لينا (طالبة جامعية) لتلفزيون الخبر، مضيفة: “أذكر أنني بدأت أستقل سرافيس الدائري الشمالي منذ أن كانت التعرفة 225 ليرة سورية، ولم يكن السائقون يعيدون لي الباقي بل كانوا يأخذون 250 ليرة بحجة عدم توافر (الفراطة)”.

وأكملت لينا: “وحتى عندما ارتفعت التعرفة مؤخراً كنت أعطي السائقين 500 ليرة لكن معظمهم لم يكن يُعيد لي الباقي بحجة (ما معي 100 رجعلك)”.

وأضافت لينا : “استقليت السرفيس صباح الأربعاء، ودفعت له 500 ليرة لكنه لم يعد لي أي مبلغ فبقيت صامتة لعلمي بارتفاع الأسعار، لكنني صُدمت عند عودتي ظهراً عندما دفعت 1000 ليرة وانتظرت أن يعيد لي الباقي، ليخبرني أن التعرفة أصبحت 1000 ليرة”.

“هديك الحسبة” أجار سرافيس

أشارت لينا في حديثها لتلفزيون الخبر إلى ارتفاع تكلفة النقل بعد الرفع، وقالت: “إن كنتُ سأستقل السرفيس ذهاباً وإياباً إلى الجامعة أو العمل، فهذا يعني أنني سأحتاج 2000 ليرة يومياً، وبمعدل 10000 ليرة أسبوعياً و40000 ليرة شهرياً”.

وأضافت لينا: “الرقم السابق هو حساب بسيط لشخص يستقل سرفيساً واحداً مرتين يومياً فقط، لكن سكان بعض المناطق الواقعة على أطراف المدينة والريف يحتاجون لأكثر من سرفيس للتنقل بين منازلهم والأماكن التي يقصدونها، ما يعني أن المبلغ سيتضاعف”.

يذكر أن تعرفة سرفيس الدائري الشمالي أصبحت 900 ليرة سورية بعد الرفع الأخير على سعر مبيع ليتر مادة المازوت إلى 2000 ليرة سورية، وفقاً لما نشرته محافظة اللاذقية عبر صفحتها على موقع “فيسبوك”.

يشار إلى أن المشي لنصف ساعة يومياً يُعد من الطرق البسيطة للحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية وتقوية العضلات والمفاصل، إضافةً لتحسين المزاج وتخفيف التوتر، وفقاً للعديد من المواقع الطبية.

واحدة جديدة لقياس الزمن

لمن لم يلاحظ أثناء قراءة المادة، فإن المواطن السوري ابتكر واحدة خاصة به لقياس الزمن، وبات يعتمد على الأسعار التي يتم تحديدها باستمرار كنقاط علّام لفترة زمنية ما.

وعلى سبيل المثال، عندما يطرح السؤال القائل “منذ متى تقيم في مدينة اللاذقية؟ يستعاض عن ذكر عدد السنوات بالإجابة: “من لما كانت أجرة سرفيس الدائري الشمالي 10 ليرات”، في دلالة على أن المدة تقارب 12 عاماً.

جلال نادر – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى