في ظل ارتفاع التكاليف الجنوني .. “حبة مسكن ومي مع ملح” علاج وجع الأسنان عند السوريين
قرر أزدشير (27 عاماً) “تحمل وجع ضرسه والاعتماد على المسكنات بدلاً من علاجه بسبب تكلفة سحب عصبه وتلبيسه المرتفعة كثيراً والتي وصلت إلى 600 الف ليرة”، كما قال لتلفزيون الخبر.
“من شو بتشكي المي والملح وحبوب الفلام كي” بهذه العبارة تابع أزدشير الذي يعمل في محل مفروشات بمحافظة حمص حديثه، مضيفاً “المشكلة بتفوت بضرس لعند الدكتور بتطلع بسنانك كلها، وبهديك الحسبة”.
وأكمل أزدشير: “سحب العصب عند أي دكتور بين 150 و200 ألف ليرة، والحشوة العادية بتوصل لل50 ألف، قبل مانحكي بالتلبيس وبالخزف أو الزيركون الذي يصل إلى 700 ألف ليرة، لحتى صرنا نقول وجع الضرس ولاوجع الفلس”.
“وتعالج يارا (30 عاماً)، أسنانها بسبب تلفها بعد حملها بطفلتها، حيث اضطرت لخلع ضرس وزرع بدلاً منه وتصليح مايمكن إصلاحه”، كما قالت لتلفزيون الخبر.
وتابعت يارا التي تعمل بالتسويق الإلكتروني في محافظة دمشق أن “علاج الأسنان أصبح مكلفاً جداً ولايمكن تحمل نفقته، لكن عندما يصل الألم لحد لايمكن تحمله، نضطر لإصلاحها”.
وأضافت يارا: “زرع السن في دمشق دون بقية المحافظات يتراوح بين المليونين والثلاثة ملايين ليرة، وهو مبلغ كبير جداً َمقارنةً بالدخل الذي نحصل عليه أنا وزوجي، ولكن لامفر من العلاج”.
“واختارت سميرة (45 عاماً) علاج أسنانها في مشفى الجامعة بعد نصيحة أحد الطلاب لها حيث العلاج مجاني، رغم تخوفها قليلاً من النتيجة”، كما عبرت لتلفزيون الخبر.
وبينت سميرة الموظفة في التربية أن “ضرسها كان منخوراً ويحتاج لسحب عصب وحشوة عادية، وعند ذهابها للطبيب طلب مبلغ يتجاوز 250 الف ليرة وهو يتجاوز قدرتها المالية”.
ومن جهته قال طبيب الأسنان أحمد يزبك لتلفزيون الخبر، حول أسباب ارتفاع تكلفة علاج الأسنان أن ” أدوات ومواد طبيب الأسنان معظمها استيراد من الخارج، وتخضع لارتفاع سعر الصرف”.
وأكمل “يزبك” أن ” انقطاع الكهرباء بشكل كبير، جعل الطبيب يعتمد على مصادر الطاقة البديلة والتي تكلفتها مرتفعة جداً، بسبب عدم قدرته على العمل دون كهرباء”.
وتابع “يزيك”: “كما أن اجرة مخابر الأسنان ارتفعت مما يجعل التلبيس مرتفعاً، حتى بعض المواد الوطنية كالمخدر أصبح سعرها يوازي الأجنبي”.
وأكمل “يزبك”: “بالإضافة لغلاء المعيشة العامة التي يتأثر بها الطبيب أيضاً، حيث يضطر الطبيب لرفع السعر لتأمين مستوى معيشي جيد له”.
وأوضح “يزبك” أنه “توجد بعض المواد في السوق رخيصة الثمن، ومن الممكن تخفيض التكلفة لكن المريض سيدفع الثمن لاحقاً، وكأنه رمى ماله في المحرقة”.
وبينما يتفادى بعض الناس الذهاب لطبيب الأسنان بسبب التكلفة المرتفعة، ينتظر آخرون دورهم بفارغ الصبر للقيام بعملية تبييض أو تجميل كإبتسامة “هوليوود”، تصل تكلفتها لملايين الليرات.
وكانت وزارة الصحة، رفعت اسعار الادوية مؤخراً بنسبة 50 بالمئة بحجة “تجنب فقدان الأدوية من السوق، وتأمين المفقودة”، مما يؤثر على أجرة معاينة ومراجعة الأطباء.
يذكر أن زيادة الرواتب مئة بالمئة التي حصل عليها أخيراً الموظف والمتقاعد السوري، يقابلها ارتفاع لمختلف الأسعار، حتى أصبح اقصى أحلام المواطن السوري أن ينام ويفيق دون تغير قيمة مافي جيبه.
بشار الصارم – تلفزيون الخبر