العناوين الرئيسيةثقافة وفن

موشحات لم تغنَ منذ 40 عاماً ضمن حفل تراثي في حلب

فاض مسرح دار الكتب الوطنية بمحبة وإعجاب أهالي حلب وتمايلوا طرباً مع الموشحات والأغاني التي قدمت في الحفل التراثي الذي نظمته مديرية المسارح والموسيقا – مسرح حلب القومي، بالتعاون مع فرقة بيت الفنون للتراث بإدارة الأخوين حداد والإشراف الموسيقي للمايسترو عبد الحليم حريري تحت عنوان “رحلة مع مقام البستنكار” بحضور المهتمين بالشأن الموسيقي والثقافي.

الموشحات بما تحمله من تلوين وتنويع محفورة في ذاكرة الحضور وتركزت في أذهانهم من كونها أغانِ تراثية محفوظة كما يُقال “عن ظهر قلب”، كذلك ساهمت الإضاءة المنتشرة على المسرح بإعطاء صورة خاصة لكل فقرة موسيقية.

وقدمت فرقة بيت الفنون للتراث ومضات من التاريخ الفني الغني، وهي الفرقة التي تعنى بنشر التراث العربي، ومنها تقديم مقام موسيقي محروف له خاصية متفردة، وهو مقام البستنكار المؤلف من مقامين، إضافة لتقديمها فقرات سماعية وباقة من الموشحات المتنوعة المرتبطة بالتراث.

ونوهت رئيسة دائرة مسرح حلب القومي “رنا ملكي” خلال تصريحها لتلفزيون الخبر إلى أن الحفل التراثي بمثابة تلبية لأحد أهداف مسرح حلب القومي، وهو نقل التراث والمحافظة عليه ضمن الأصول، وأن المناخ الموظف لنقل التراث اليوم هو الأمسيات والفعاليات الفنية والموسيقية، والتي تُعنى بالتراث اللامادي غير الملموس، ولكنه ملامس للروح، وهي مسؤولية الجميع لنقله والمحافظة عليه

.
بدوره كشف “محمد حداد” مدير فرقة بيت الفنون للتراث أن الحفل يتضمن تقديم موشحات لم تغنَ منذ 40 عاماً، في حين يتم اللجوء بشكل دائم للموشحات المغناة في الزوايا الصوفية وإخراجها بقالب جديد

 

وبين “حداد” أن الفرقة مكونة من أربعة مطربين رئيسيين ومرافقة تخت شرقي كبير “كورال” مكون من 27 شخصاً، في حين أن العدد الإجمالي للفرقة يتجاوز ال 40 شخصاً، وذلك تبعاً لمساحة المكان الذي يقدم فيه الحفل.

وأوضح المشرف الموسيقي عن الحفل “عبد الحليم حريري” أن الحفل التراثي في غاية الأهمية لعرضه مقام نادر التلحين، وهو مؤلف من مقامين الصبا والسيكا

وبين “حريري” أن “لكل مقام موسيقي طريقة تلحين خاصة به، وأن التلحين عن مقام البستنكار له حساسية إنطلاقاً من كونه مقاماً نادراً”.

وتابع “حريري” أن “العرض شمل تقديم 5 موشحات على مقام البستنكار، منها موشح لأبي خليل القباني، والثاني موشح قديم و 3 موشحات حلبية، ويتضمن كل موشح منها إيقاعاً مختلفاً، وكذلك تقديم أغان من مقامات مختلفة، منها البياتي والكورد والراست، لكن التركيز على الوصلة الجماعية من مقام البستنكار لتكريس صلة الوصل وعدم اندثار هذا المقام الموسيقي النادر”.

في حين أعرب العديد من الحضور عن إعجابهم بالأداء الموسيقي المنسجم والمتناغم بين العازفين، الذي انعكس على الانسجام بين الجسد والروح واحتواء المقطوعات على الإبداع ليصبحوا برفقة العازفين وكأنهم كيان واحد.

أنطوان بصمه جي – تلفزيون الخبر- حلب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى