3 بيضات بعشر ليرات
“3 بيضات بعشر ليرات” هي جملة صغيرة مما أصبح السوريون يسمونه “الزمن الجميل”، والتي قد تختصر كثيراً دراسات وبحوث اقتصادية قد يقرؤها السوريون ليعرفوا أو ليفهموا كيف كانت الـ “3 بيضات بعشر ليرات” وحاليا البيضة الواحدة بمئة ليرة.
وارتفعت أسعار كل ما يخطر في البال في سوريا أثناء سنوات الحرب التي لم تنته بعد، ما يعني أن الأسعار مرشحة للزيادة أيضا، وقد تصبح الـ “3 بيضات بأكثر من عشرة ضرب عشرة، قد تضرب البيضة بعشرات متعددة ويصبح الزمن الجميل هو زمن الضرب بعشرة واحدة.
ويمكن القول أن السبب الرئيسي والمباشر لاختفاء جملة “3 بيضات بعشر ليرات” هو نتائج الحرب المباشرة والواضحة، فالضرب بعشرة للبيض سبقه منطقيا ضرب للكهرباء وضرب للعلف وضرب للمياه وضرب للمازوت وضرب لأجور النقل، بمعنى ضرب كل ما يعتاش منه المواطن بعشرة.
هل الدولار هو المسؤول عن الوصول إلى هذه الحالة من ضرب البيضة بأكثر من عشرة ؟ المواطن السوري يرى أن الدولار هو المسؤول المباشر ويتهمه شخصيا بذلك، مع أن الطريقة التي اتبعها الدولار غير معروفة حتى الآن، أو لنكن أكثر دقة الطريقة التي سلكها الدولار في جريمته لازالت غير واضحة.
ولكن الأهم من جريمة الدولار بحق البيضة هو شركاء الدولار في هذه الجريمة الشنيعة، التي بالفعل اهتز وما زال يهتز المجتمع السوري من هول بشاعتها، السوريون متأكدون أن للدولار شركاء في الجريمة يتقاسمون معه الأرباح ومع الشعب يتقاسمون الخراب.
والجريمة الشنيعة بحق الـ “3 بيضات بعشر ليرات”، فتحت الباب مشرعا أمام جرائم مشابهة عديدة بحق المازوت والبنزين والبامبرز، واتسعت لتأخذ منحى خطيرا جدا دق ناقوس الخطر أكثر من مرة بصوت طغى على صوت مذيع يتحدث عن زيادة في الرواتب.
أول بداية الخطر كان اختفاء جملة “3 بيضات بعشر ليرات”، تلاه عندما بدأ السوريون يغيرون أنواع دخانهم لأنواع جديدة غير معروفة الأصل، وهنا كان الإنذار الثاني، أما الإنذار الثالث والذي كان صوت ناقوسه الذي دق أقوى من صوت كل دجاجات العالم وهي تبيض وكل قداحات العالم التي سرقت، “البطاطا صارت بخمسمية ليرة”.
اقتصادياً، وبصوت المواطن السوري البسيط، والذي يشكل الغالبية العظمى من مواطني هذا البلد المعطاء حتى بالمآسي والمهاجرين، نستطيع القول بأن الاقتصاد السوري مر بثلاث مراحل نحو الأسفل، بداية باختفاء جملة “3 بيضات بعشر ليرات”، مرورا لانتشار أنواع الدخان الغريبة، وصولا لحقيقة أن البطاطا أصبحت بخمسمية ليرة.
علاء خطيب – تلفزيون الخبر