بعد حادثة الطفلة “جوري” .. هل يحمي القانون السوري الطفل من تعنيف ذويه ؟
لا تزال قضية الطفلة “جوري. أ” التي تعرضت للتعنيف من قبل ذويها في طرطوس تتفاعل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وسط تساؤلات عن التشريعات الموجودة في القانون السوري لحماية الأطفال من العنف الأسري.
وأكد المحامي “غسان حسن” في تصريح لتلفزيون الخبر أنه لا يوجد في قانون العقوبات السوري أي مادة واضحة تتعلق بحماية الطفل من التعنيف سواء من قبل ذويه أو أي شخص غريب.
وأشار “حسن” إلى وجود المادة 185 من القانون والتي يسمح بموجبها للأهل بضرب أولادهم تحت ما يسمى “ضروب التأديب”.
وأضاف “حسن” : “بحسب المادة لا يعتبر جريمة ضروب التأديب التي ينزلها بالأولاد آباؤهم وأساتذتهم على نحو ما يبيحه العرف العام، دون توضيح الحالات التي يتم فيها تجاوز هذا العرف وعقوبة تحوّل التأديب إلى تعذيب”.
ويفسر “حسن” تلك المادة، بالقول: “أي أنه إذا تعرض الطفل للضرب من قبل والده أو والدته أو أساتذته دون أن يترك الضرب أي أثر، فإن القائم بفعل الضرب يحصل على عذر محل، أي تسقط عنه كامل العقوبة”.
ونوه “حسن” إلى أنه في حالات العنف الشديد وإلحاق الأذى بالطفل، وهنا يقصد التسبب بعاهة دائمة له فإن هذه الحالة يتم التعامل معها وفقاً لقانون العقوبات العام وكأن شخصاً غريباً اعتدى على شخص آخر، دون الأخذ بعين الاعتبار إن كان المُعتدى عليه طفلاً أم بالغاً.
وتابع “حسن” حديثه لتلفزيون الخبر: “غالباً ما تخضع القضية في حالات الضرب الشديد والعنيف إلى المواد (540) و (541) و (542) من قانون العقوبات التي تعامل الطفل معاملة الشخص البالغ في حال لحق به أي أذى”.
ووفقاً لـ “حسن” تنص المادة (540) على أنه “من أقدم قصداً على ضرب شخص أو جرحه أو إيذائه ولم ينجم عن هذه الأفعال تعطيل شخص عن العمل لمدة تزيد على 10 أيام، عوقب بناءً على شكوى المتضرر بالحبس 6 أشهر على الأكثر، أو بالحبس التكديري وبالغرامة من 25 إلى 100 ليرة أو بإحدى هاتين العقوبتين”.
في حين تنص المادة (541) على أنه “إذا نجم عن الأذى الحاصل تعطيل شخص عن العمل مدة تزيد على 10 أيام، عوقب المجرم بالحبس مدة لا تتجاوز السنة وبغرامة 100 ليرة على الأكثر أو بإحدى هاتين العقوبتين”.
وتنص المادة (542) على أنه “إذا جاوز التعطيل عن العمل 20 يوماً، قضي بعقوبة الحبس من 3 أشهر إلى 3 سنوات فضلاً عن الغرامة السابق ذكرها”.
الجدير بالذكر أن الطفلة “جوري. أ” البالغة من العمر 5 سنوات لا تزال في مشفى الباسل بمدينة طرطوس تتلقى العلاج اللازم، فيما بادرت عدد من الجمعيات الإنسانية والخيرية بتقديم الدعم النفسي والرعاية لها.
كريم حسن – تلفزيون الخبر