عام الحروب والتخبطات والأزمات.. حصاد 2022 عالمياً
لاشك أن العام 2022 كان مليئاً بالأحداث السياسية على الساحة العالمية، حتى أن بعضها يعد علامة فارقة للتاريخ، ونستعرض في هذا التقرير أهم الأحداث السياسية التي عصفت بالدول وشغلت العالم ووسائل الإعلام خلال عام 2022.
الحرب الروسية الأوكرانية
أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتاريخ 24 شباط القوات الروسية بإطلاق عمليات عسكرية في أوكرانيا لضرب المخطط “النازي” الغربي، وفق تسميته الهادف لضرب روسيا وإضعافها بعد اقتراب ضم كييف ل”الناتو”.
ولم تنتهي الحرب طيلة الشهور الماضية فعدا عن الخسائر العمرانية والبشرية بين الطرفين، تركت العمليات انعكاسات عالمية على صعيد الاقتصاد وأسعار النفط والغاز والدولار وعلى قضايا القمح والحبوب وإيصال الغاز لدول أوروبا التي باتت مهددة للمرة الأولى بعد الحرب العالمية الثانية من فقد المحروقات والكهرباء.
إيران احتجاجات ونووي وروسيا
اندلعت في أيلول الفائت احتجاجات هزت عدة مدن في إيران، نتيجة وفاة الشابة “مهسا أميني” على يد الشرطة الإيرانية، وكانت الاحتجاجات المطالبة بالحريات لاسيما المتعلقة بالمرأة مدعومة غربياً وفق الرواية الرسمية، دلالتها حدوث اشتباكات مع قوات الأمن أسفرت عن ضحايا من الطرفين، علاوة على تبني تنظيم “داعش” الإرهابي لتفجيرات لحقت بمراقد دينية.
وانشغلت طهران بقضايا الملف النووي الخاص بها مع وساطات غربية مستمرة لإعادة إحيائه بعد انسحاب أميركا منه، عدا عن اتهامات وجهت لإيران بدعم روسيا وتسليمها طائرات بدون طيار لاستخدامها في الحرب ضد أوكرانيا.
بريطانيا ما بين وفاة الملكة ورئاسة الوزراء
توفيت في أيلول 2022 الملكة إليزابيث الثانية عن عمر يناهز 96 عاماً في قصر “بالمورال” بإسكتلندا، بعد أن تبوأت العرش لمدة قياسية بلغت سبعين عاماً وخلفها ابنها الأكبر تشارلز.
وعانات بريطانيا من تخبطات سياسية واقتصادية أدت لتغيير ثلاث حكومات خلال شهرين، بدايةً بحكومة بوريس جونسون بعدما استقال عشرات الأعضاء من حكومته نتيجة فضائح الفساد، لتليه ليز تروس التي استمرت في منصبها لمدة 45 يوماً فقط، وتنحت لمشاكل في الميزانية وقيمة الجنيه الإسترليني، وخلفها أول رئيس حكومة من المهاجرين من أصول هندية ريشي سوناك.
أميركا الانتخابات والصين وكوريا الشمالية
زارت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي في أب المنصرم تايوان التابعة للصين دون تنسيق مع القيادة الصينية ما خلق توتر بين البلدين، وفي تشرين الأول اتخذ الرئيس الأميركي بايدن خطوة كبيرة للحد مما وصفه ب”صعود الصين” من خلال حرمانها من الوصول إلى رقائق أشباه الموصلات المتقدمة، وذلك للسيطرة على مجالات مثل الذكاء الاصطناعي.
وعلى الجانب الكوري الشمالي توترت العلاقات بين واشنطن وكوريا الشمالية بعد قيام بيونغ يانغ بإجراء عشرات عمليات إطلاق الصواريخ التجريبية المجهزة برؤوس نووية رداً على استفزازات أميركا واليابان وكوريا الجنوبية، وقام الحلف الأخير بإطلاق عدة صواريخ بالستية قرب الساحل الشرقي لكوريا الشمالية كتهديد لها، لتعود الشمالية وترسل سرب من المسيرات فوق العاصمة الكورية الجنوبية سيؤول.
وأفرزت الانتخابات النصفية الأميركية في تشرين الثاني 2022 سيطرة الجمهوريين على مجلس النواب بأقلية بسيطة، لكنها تسمح لهم بعرقلة قرارات بايدن خلال ما تبقى له من ولاية، مع استمرار سيطرة الديمقراطيين على مجلس النواب، كما قرر الرئيس السابق دونالد ترامب خوض غمار الانتخابات الرئاسية القادمة.
اليسار في أميركا اللاتينية واليمين في أوروبا
شهد العام 2022 عودة التيار اليساري لدول أميركا اللاتينية، حيث وصلت الاشتراكية زيومارا كاسترو لرئاسة هندوراس وغوستافو بيترو كأول رئيس يساري في التاريخ كولومبياً، وعاد لولا داسيلفا أحد زعماء اليسار التاريخيين في القارة لرئاسة البرازيل.
وعلى العكس بدأ اليمين الراديكالي ينشط في أوروبا، حيث سيطر تحالف يميني برئاسة جورجيا ميلوني زعيمة حزب “أخوة إيطاليا” على الانتخابات البرلمانية ورشحها للظفر بمقعد رئاسة الحكومة، كما أصبح حزب “ديمقراطيو السويد” اليميني ثاني أكبر حزب في البلاد، وحقق كل من اليمين الألماني والفرنسي تطوراً نوعياً في الانتخابات المحلية الأخيرة خلال 2022، وكاد اليمين الفرنسي أن يفوز بمقعد رئاسة الجمهورية.
وفيات 2022
غاب خلال عام 2022 عدة وجوه كان لها دور كبير على الصعيد العالمي تاريخياً، حيث اغتيل رئيس وزراء اليابان التاريخي شينزو آبي خلال حملته الانتخابية رمياً بالرصاص أمام مناصريه، كما توفي الزعيم السوفيتي ميخائيل غورباتشوف، ووزيرة الخارجية البريطانية مادلين أولبرايت، ومكتشف مرض الإيدز لوك مونتانييه.
وقتلت طائرات بدون طيار أميركية زعيم تنظيم “القاعدة” أيمن الظواهري في غارة بالعاصمة الأفغانية كابول، وتوفي ورئيس الصين السابق والأمين العام السابق للحزب الشيوعي الذي رافق تحول الصين إلى قوة اقتصادية عظمى على الصعيد العالمي جيانغ زيمين.
يذكر أن هناك العديد من الأحداث التي شغلت الرأي العام العالمي خلال 2022 كتفجيرات تركيا التي ربطتها القيادة التركية بالكرد في سوريا، وتفجيرات باريس التي راح ضحيتها عدد من أفراد الجالية الكردية في باريس.
علاوة على التبدلات المناخية التي أنتجت وفيات بالآلاف خلال الصيف في أوروبا وجفاف في بحيرات بالولايات المتحدة، وإعصار “إيان” الذي دمر جزء من فلوريدا الأميركية، إضافة لوصول العالم ل8 مليارات شخص وزيادة معدلات التضخم عالمياً وانتشار متحور “أوميكرون” وفيروس “جدري القردة”.
جعفر مشهدية – تلفزيون الخبر