العناوين الرئيسيةثقافة وفن

سوريا ودعت أكثر من 15 فناناً عام 2022  

ودعت سوريا خلال سنة 2022 العديد من الفنانين السوريين إلى الأبد تاركين جملة من أعمالهم الراسخة في الذاكرة بشخصيات متنوّعة في عدة مسرحيات بخمسينيات وسبعينات القرن الماضي مع مسلسلات الدراما السورية التلفزيونية وعلى رأسها “صح النوم” الذي شاركت فيه الفنانة الراحلة انطوانيت نجيب.

 

ورحلت “نجيب” عن عمر يناهز 92 عاماً في 17 آب الماضي بسبب مرضها وحاجتها لغسيل الكلى كل أسبوع في آخر فترة من حياتها إلى أن وافتها المنية بعد رحلة فنية طويلة بتجسيدها شخصيات عديدة في مسلسلات متنوعة منها “الفصول الأربعة، الجوارح، كنا أصدقاء، أخوة التراب، أيام الغضب والمحكوم”.

 

وتألقت “نجيب” في العديد من أفلام السينما عام 1973 منها فيلم “شقة الحب” و”امرأة حائرة”، فيما جسّدت أدوار مسرحية منها “حط بالخرج، شغلة فاينة، الأشجار تموت واقفة”.

 

وبعد مرور يومين على وفاة “نجيب” استفاق الوسط الفني على خبر رحيل الفنان بسام لطفي عن عمر ناهز 82 عاماً وهو من أصول فلسطينية ولكنّه من رواد الدراما السورية ومن مؤسسي نقابة الفنانين السوريين.

 

وشغل “لطفي” الكثير من الأدوار التمثيلية في المسرح والإذاعة والتلفزيون والسينما من بداية مسيرته الفنية عام 1957 في دمشق على خشبة المسرح القومي، حيث شارك في تمثيلية “الغريب” وهي أول عمل درامي عُرض على شاشة التلفزيون عام 1960.

 

وشارك “لطفي” بالعديد من الأعمال الهامة بتاريخ الدراما السورية مثل “بطل من هذا الزمان، إخوة التراب، يوميات مدير عام، نهاية رجل شجاع، حمام القيشاني، ليستمر ابنه إياس أبو غزالة في حمل رسالته بعالم التمثيل.

 

وعند ذكر الرسائل، لابد من العودة إلى رسالة العتب التي نشرها الفنان السوري ناصر وردياني قبل أيام قليلة من وفاته في 15 أيار الماضي عن عمر يناهز 71 عاماً بعد صراع مع مرض السرطان، ناقلاً حزنه الشديد من عدم اطمئنان زملائه عن حالته الصحية.

 

والفنان “وردياني” من مواليد مدينة حلب السورية، حيث بدأ مشواره الفني عام 1968، وقدم مسيرة فنية حافلة، ومن أبرز أعماله “باب الحارة، بروكار، الحرملك، وردة شامية، العراب، إخوة التراب والزير سالم وخان الحرير”.

 

ورحل الفنان السوري مروان السباعي بصمت في 21 كانون الثاني الماضي عن عمر ناهز الـ 60 عاماً بعد مسيرته الفنية التي بدأها في أواخر السبعينات ومطلع الثمانينات، وحاز على شهرة واسعة بشخصية “أبو لطفي” في مسلسل “ليالي الصالحية”.

 

وفجع الوسط الفني برحيل العديد من المخرجين السوريين عام 2022 وعلى رأسهم المخرج بسام الملا عن عمر ناهز 66 عاماً، 22 كانون الثاني الماضي ليطوي بذلك مسيرة فنية حافلة، حيث اشتهر بما اصطلح على تسميته “دراما البيئة الشامية”.

 

وأخرج “الملا” عام 1992 مسلسل “أيام شامية”، و”الخوالي” عام 2001، و “ليالي الصالحية” عام 2004، ثم بدأ عام 2006 بالسلسلة الشهيرة في سوريا والوطن العربي “باب الحارة”، حيث أخرج 5 أجزاء حتى عام 2010.

 

وكانت بداية “الملا” في مسلسل “كان يا مكان” للأطفال عام 1990، وبصمته في المسلسل التاريخي “العبابيد” عام 1996، متناولاً شخصية الملكة “زنوبيا” في عمل مميز مازال ينبض ذكراه في الدراما السورية.

 

وبعد رحلة فنية طويلة بدأت منذ أربعة عقود مفعمة بالإبداع في عالم المسرح ودّعنا المخرج السوري المسرحي محمود خضور في 20 تشرين الثاني الماضي، الرجل الذي بدأ مشواره من خلال المسرحية الذائعة الصيت “هاملت يستيقظ متأخراً” للكاتب الراحل ممدوح عدوان إلى أن وصل عدد المسرحيات التي أخرجها إلى اثني عشر نصاً مسرحياً لذات الكاتب.

 

ونجح “خضور” بتجربة خاصة جداً ومميزة وهي مسرحية “اللمبة” الموجهة لذوي الاحتياجات الخاصة الذين كانوا هم الممثلون فيها، وكان لها أثر إيجابي على عالم المعوقين والأصحاء، كما عمل على إخراج بعض الأعمال المسرحية مثل “قبل أن يذوب الثلج”، ومسرحية “نبوخذ نصر” وغيرها.

 

وطال الموت أيضاً عبد المسيح نعمة المخرج الذي اهتم بقضايا المرأة عن عمر ناهز 75 عاماً في 2 آب الماضي بعد معاناة طويلة مع مرض السرطان، وترك شهرة كبيرة بأعماله التلفزيونية التي تناولت قضايا المرأة من هموم ومشكلات وخصوصاً في سجون النساء، من خلال مسلسل “قلوب الميزان”.

 

وافتقدت الساحة الفنية ألحان أغنيات “يابو ردين” و”ع المايا” سفير الأغنية الفراتية ذياب مشهور، عن عمر ناهز 76 عاماً، بعد تدهور حالته الصحية نتيجة تداعيات لجلطة دماغية في 24 أيلول الماضي.

 

وتعلم “مشهور” على يد الموسيقي يوسف جاسم وشارك في العديد من الحفلات الاجتماعية والرسمية منذ عام 1969، وعاصر نجوم الشاشة السورية الأوائل، وشارك في عدد من الأعمال الخالدة منها “صح النوم”، حيث كان له عدة أغانٍ بقيت في الذاكرة مثل “طولي يا ليلة” و “ميلي علي ميلي”.

 

وماتزال دموع “مشهور” حاضرة في الذاكرة منذ 3 أعوام عندما هلهلت في التكريم الوحيد الذي حصل عليه من دار الأوبرا معتبراً نفسه مظلوماً ولم يلق الاهتمام المستحق، فيما غاب معترضاً على إعادة تقديم أغنياته بطريقة وصفها بالمشوّهة دون موافقته.

 

وكيف يطوى عام 2022 دون ذكر الراحل المايسترو السوري حسام الدين بريمو الذي فارق جمهوره ومحبّيه عن عمر ناهز 60 عاماً في 24 آب 2022 بعد صراع مع المرض.

 

وشارك “بريمو” في عدد من الفرق والجوقات، حيث عزف (الأوبوا) مع الفرقة السيمفونية الوطنية السورية، وكذلك غنى مع جوقة المعهد العالي للموسيقا كمغني تينور (إفرادي وكورال).

 

وترك “بريمو” خلفه آلته الأساسية التي تعلمها (البوق الإنكليزي) وجوقات بأعمار مختلفة تحيي ذكراه منها جوقة لونا وجوقة قوس قزح وألوان و ورد الذي عمل على تأسيسها.

 

وربما كلمة وداعاً للراحلين قليلة لعدد من الفنانين منهم المسرحي والشاعر والسيناريست غسان الجباعي والفنان فيصل الياسري و شكيب مصطفى ونزار حافظ و نعيم السالم وأحمد حسان ونذير فلاحة وياسر موصللي وعبدلله راعية وعبدلله الحكواتي، فسلاماً لأرواحهم.

 

بقيت أعمال كل الراحلين ذكرى مخلدة في المنازل والمسارح والسينما والإذاعة والتلفزيون، وبالذاكرة قبل كل شيء.

 

كلير عكاوي – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى