من مكونات المعونة انطلقت.. نسرين عبد الرحيم أسست مشروعها الخاص بإنتاج الزعتر في حمص
على رفوفٍ وطاولاتٍ نظيفة في سوق المنتجات الريفية بحمص، تضع نسرين عبد الرحيم، وهي ربة منزل وأم لأربعة أطفال ما استطاعت يداها إنتاجه من زعترٍ صُنع من خيرات البلاد، وتأسيس مشروعها الخاص الذي حقق لها مدخولاً مادياً ورضىً ذاتياً في الوقت نفسه.
وتحدثت نسرين لتلفزيون الخبر عن بداية مشروعها منذ ومضات التخطيط الأولى حتى التنفيذ وبدء التسويق والبيع، مع الصعوبات التي واجهتها في طريقها لتحقيق ذلك.
قالت نسرين لتلفزيون الخبر “جاءت الفكرة نتيجة ظروف صعبة عشتها مع عائلتي بعد تهجيرنا من بلدة القريتين عام 2015، حيث هربت مع زوجي وأطفالي الأربعة (بتيابنا وشنتة صغيرة)، واضطرارنا لاستئجار منزل والسعي الدؤوب لتأمين أساسيات الحياة لعائلتي”.
وأضافت نسرين: “بعد فترة معاناة كبيرة واستقرارنا، بدأت وزوجي بالبحث عن عمل رغم رفضه القاطع بدايةً لخوفه من تأثير ذلك على دراسة الأولاد حيث تحول تفكيري لإيجاد عمل ضمن المنزل مع تحقق مردود مادي يساعدنا على تحمل أعباء الحياة”.
وعن بدايات التطبيق العملي للمشروع، قالت نسرين لتلفزيون الخبر “تعلمت خلال فترة النزوح طريقة صنع الزعتر من إحدى الجارات، حيث كنا نحصل على المكونات من المعونة المقدمة إلينا وتراكمت خبرتي رويدا ً رويداً مع مرور الوقت”.
وأكملت نسرين “مازلت أذكر المرة الأولى التي تذوق فيها زوجي الزعتر الذي قمت بصنعه، لدرجة أنه ترك الطبخة التي حضرتها وقرر مع أولادي تناول الزعتر على الغداء، وبدأت البيئة المحيطة تطلب مني صنع الزعتر للطعم الرائع الذي نال رضاهم”.
“ما نمت الليل لشهرين وأنا فكر”، تقول نسرين لتلفزيون الخبر، مضيفة “اتخذت قراري باعتماد صنع الزعتر كعمل منزلي وبداية لمشروعي، رغم صعوبة العام الأول لقلة البيع، إلا أن نقطة التحول جاءت من مشاركتي في معرض أقيم في منطقتي ومنه كانت الإنطلاقة”.
وأضافت نسرين “لم أكن أملك المال فطلبت مبلغاً قدره 50 ألف ليرة بالدّين لبدء المشروع الذي آمنت به، مع التطوير والتحسين المستمر كي يصل الزعتر للطعم الأفضل وينال قبول ورضى زبائني”.
أما أنواع الزعتر الذي تحضره، أوضحت نسرين أن “كل الأنواع بتّ أعرف صنعها، من الأخضر والأحمر كما أحضر بعض أنواع الزعتر المخصص لشرائح معينة ممن يعانون من بعض الأمراض، فالبعض يريده من دون حمض والآخر من دون ملح، وأجد سعادة كبيرة بتلبية هذه الطلبات رغم أنها تأخذ مني وقتاً أطول”.
وتابعت “قبل كل شيء فإن هناك سبب إضافي يزيد من سعادتي بمشروعي الخاص وهو مساهمتي بعرض منتجات بلدة القريتين التي انحدر منها، والمساعدة على تسويق منتجات أبناء منطقتي”.
“ذكرتيني بزعتر أمي وستي” هي المقولة التي يجمع عليها معظم زبائني، تقول نسرين، وهو ما يدفعني دائما ً لوضع أفضل المكونات وبأسعار مناسبة أرخص مما هو في السوق،ما يجعل بضاعتي تسوّق نفسها بنفسها إضافة لمشاركتي في المعارض والتسويق عبر الفيسبوك”.
وختمت نسرين بتوجيه رسالة مفادها أن “أوضاعنا الاقتصادية صعبة بشكل عام فلا يجب أن يجلس أي شخص في منزله دون عمل، بل عليه أن يبحث بداخله عن الإبداع بمجال ما والتركيز عليه لأن كل نجاح يحتاج بعض الوقت والإصرار”.
عمار ابراهيم_ تلفزيون الخبر_ حمص