بخيوط من حرير .. أبو عصام يتمسك بعالمه الفريد
يمسك “أبو عصام” بخيط الحرير وتتناوب رجليه مع يديه لصناعة “حطّة” للنساء على نوله الخشبي اليدوي الذي يرافقه منذ 45 عام ،كما قال لتلفزيون الخبر.
يروي “سامي النداف” تفاصيل رحلته مع النول اليدوي لتلفزيون الخبر قائلاً: “مهنة النول بدأت بعد الحرب العالمية الثانية معتمدة على خيط الحرير الذي كان يأتي من الحجاز أو بلاد الشام ويستخدم لصنع حطات للنساء”.
وأكمل الرجل الذي ورث هذه المهنة عن والده “بدأت العمل في هذه المهنة منذ (45 عام) في منطقة الحميدية بمحافظة حمص، كانت نساء (يبرود) و(القصير) وأغلب الريف الحمصي يأتي لصنع الحطات الخاصة بهم حيث كانو يتميزون بتصميم خاص لايمكن الخروج عنه”.
ولايقبل “أبو عصام” المقارنة بين نوله ونول المصانع الالية للنسيج حيث لايمكنهم صنع مايشبه عمله، على حد قوله، فهو حالياً يبتكر تصاميم خاصة به لحطات النساء بالإضافة إلى تصاميم خاصة بالزينة.
وأضاف “أبو عصام” الذي هاجر من حي “الحميدية” أثناء الحرب مصطحباً نوله وعدّته معه ليستقر بحي “الأرمن” في محافظة “حمص” لتلفزيون الخبر:”حتى الصين لا تستطيع صنع مايصنعه هذا النول فهو يعتمد على خيط الحرير المميز والذي لايشوبه مشاكل الخيطان الاخرى”.
لايحب “أبو عصام” كثيراً الكلام عن نفسه فعمله هو من يتحدث عنه، ورغم صعوبة تأمين الخيط في الوقت الحالي إلا أنه يحاول تأمينه من حلب كل فترة وينتج يومياً حطة أو اثنتين حسب الجهد والتعب.
شارك “ابو عصام” في الكثير من المعارض المتعلقة بالنسيج اليدوي كمعرض “دمشق” الدولي ومعرض النسيج كما أن صنع نولاً خاصاً لجامعة “البعث”، وهو موجود حتى الآن.
وتابع أبو عصام حول زبائن “هذا الزمن” لتلفزيوم الخبر “يعتمد عملي بعد الحرب على اللوحات والشالات للنساء بالإضافة إلى بعض أدوات الزينة التي توضع على الطاولة أو في بعض المقاهي كما أن التجار يطلبون أصنافاً لايمكن صنعها سوى على النول وبخيط الحرير”.
وشرح “أبو عصام” عن آلية النول الخشبي “للنول (4) درقات للسادة وثلاثة للنقشة ويقابلها عند الرجلين سبع دوسات وكل دوسة تصنع نقشة بالتناوب مع اليدين حتى تكتمل اللوحة”.
ليبقى “أبو عصام” بأخشاب نوله وخيطانه وتفاصيله، رسّام لوحات الجمال التراثي الأصيل الذي يأبى أن يندثر رغم الصعاب، ورغم ما مر حوله من خرابٍ وحرب.
بشار الصارم – تلفزيون الخبر