حقول النفط والغاز .. أحد وجوه الحرب السورية
لعب النفط والغاز دوراً هاماً في الاقتصاد السوري كونه يوفر جزءاً كبيراً من المواد اللازمة للعملية الإنتاجية المتمثلة بالوقود والمحروقات إضافة إلى انتاج كمية من الطاقة الكهربائية في البلاد من جهة، وتشكل العوائد المالية الناجمة عن الصادرات النفطية مورداً رئيسياً للقطع الأجنبي داخل الاقتصاد الوطني من جهة ثانية.
وانخفض الإنتاج النفطي في سوريا خلال سنوات الحرب بنسبه شبه كلية، حيث يعتبر أكثر القطاعات الاقتصادية تضرراً نتيجة العقوبات المفروضة على تمويل واستيراد وتصدير المواد الخام والسلع والتقنيات لهذا القطاع.
كما شكلت سيطرة الفصائل المسلحة ومن بعدها تنظيم “داعش” على أكبر حقول النفط السورية في منطقة وادي الفرات والتراجع الكبير في الإنتاج من المناطق التي تقع تحت سيطرة وحدات الحماية الكردية في محافظة الحسكة.
وسيطر تنظيم “جبهة النصرة” على حقل العمر النفطي، شمال شرق مدينة الميادين في محافظة دير الزور في تشرين الثاني 2013، عقب اشتباكات مع الجيش العربي السوري قبل أن ينسحب منه ليسيطر عليه تنظيم “داعش” في تموز 2014.
واستولى “الجيش الحر” على حقل الورد النفطي بريف دير الزور الشرقي في تشرين الثاني 2012، وعلى حقول التنك في بادية الشعيطات بريف دير الزور الشرقي والجفرة شرق مدينة دير الزور في كانون أول 2012.
ووقع حقلي الجفرة والتنك تحت سيطرة تنظيم “داعش” في نهاية نيسان 2014، الذي استولى تدريجياً على حقول العمر النفطي (شركة الفرات النفطية) شرقي بلدة البصيرة، وحقل الورد بريف دير الزور الشرقي، وحقل التيم جنوب مدينة دير الزور.
يضاف إلى تلك الحقول أيضاً، معمل غاز “كونيكو” شرق مدينة دير الزور، ومحطة نفط الخراطة جنوب غرب مدينة دير الزور، ومحطة نفط ديرو غرب مدينة دير الزور، ومحطة “تي تو T2” التي تقع على خط النفط العراقي السوري.
وفي محافظة الحسكة، يسيطر التنظيم على الحقول الواقعة في مناطق الشدادي والجبسة والهول، والحقول الواقعة بالقرب من مركدة وتشرين كبيبة الواقعين في ريف الحسكة الجنوبي إضافة إلى بعض النقاط النفطية الصغيرة بالقرب من مدينة الرقة.
وتسيطر ما تسمى “قوات الحماية الكردية” على كامل حقول رميلان في أقصى شمال شرق سوريا، وعلى مصفاة الرميلان أيضاً، إضافةً إلى وجود قرابة 25 بئراً من الغاز في حقول السويدية بالقرب من حقل رميلان.
وتبادل الجيش العربي السوري وتنظيم “داعش” السيطرة على حقول البادية السورية، شرق مدينة حمص، أكثر من مرة منذ العام 2014 حتى اليوم، قبل أن يسيطر التنظيم، آواخر العام 2016، على حقول الشاعر وجزل وجحار وشركتي المهر وحيان بعد معارك عنيفة بين الطرفين.
واستطاع الجيش العربي السوري في آذار 2016 استعادة السيطرة على حقل التيم النفطي، وفي شباط 2017، استعاد السيطرة على حقلي حيان والمهر إضافة إلى معمل حيان للغاز بالقرب من مدينة تدمر.
يذكر أن غارات “التحالف الدولي” طالت العديد من حقول النفط والغاز السورية المتواجدة في مناطق سيطرة “داعش”، والحجة كالعادة هي قصف مواقع التنظيم.
وبلغت الخسائر الاجمالية في حقول النفط والغاز بحمص 65 مليار دولار، في حين بلغت الخسائر المباشرة من الانتاج 9 مليار دولار، أما الخسائر غير المباشرة والتي تسمى “فوات منفعة بسبب عدم التمكن من الاستفادة من مواردها فقد بلغت قيمة الخسائر فيها 65 مليار دولار.