في ذكرى رحيل الحكيم الفلسطيني جورج حبش
تمر في 26 كانون الثاني الذكرى الرابعة عشر لرحيل الحكيم ومؤسس حركة القوميين العرب، و”الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين” جورج حبش.
ولد جورج حبش في 12 آب 1926 في اللد في فلسطين المحتلة، لعائلة ميسورة الحال، تعرضت للتهجير في النكبة عام 1948، حيث أنهى حبش المرحلة الابتدائية في اللد، وأكمل دراسته الثانوية في القدس ويافا، وتخرج من مدرسة “ترسنطا” في مدينة القدس.
وانتقل “حبش” إلى بيروت عام 1944 للالتحاق بكلية الطب بالجامعة الأمريكية، وتخرج منها طبيباً في 1951، وخلال دراسته الجامعية ساهم في إعادة صياغة جمعية “العروة الوثقى” وتحويلها إلى منتدى سياسي وفكري لمناقشة الحالة السياسية الفلسطينية وتعزيز العلاقات بين الشباب العرب.
وشكل “حبش” لاحقاً “كتائب الفداء العربي” التي نفذت عمليات عدة ضد أهداف عسكرية “إسرائيلية” في الأرض المحتلة، وأسس حبش مع رفاقه “حركة القوميين العرب” عام 1951، وكان من بين المؤسسين وديع حداد، وهاني الهندي.
وانتقل الحكيم إلى الأردن ليكون مع رفاقه في ساحة النضال الميداني، وواصل حراكه السياسي في الأردن، ثم انتقل إلى سوريا وبعدها إلى بيروت، بهدف تشكيل خلايا لحركة القوميين العرب في الدول العربية.
في عام 1964، غادر “حبش” إلى القاهرة، لمقابلة الرئيس جمال عبد الناصر، وتكونت بينهما علاقات صداقة، وطرح على عبد الناصر موضوع الكفاح المسلح في جنوب اليمن، والكفاح المسلح في فلسطين.
ودار نقاش طويل حول الموضوعين كانت نتيجته بدء الكفاح المسلح في جنوب اليمن الذي انتهى بطرد القوات البريطانية، وكذلك الاتفاق على بدء الإعداد للكفاح المسلح الفلسطيني على أن تتم عملية التنفيذ في اللحظة المناسبة.
وأعلن “حبش” انطلاق “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين” في 11/12/1967، لتكون نواة لحزب ماركسي لينيني مع التركيز على البعد القومي كرابطة للعمل الجبهوي.
وواصل “حبش” قيادته “للجبهة الشعبية”، أميناً عاماً حتى عام 1999، وترك موقعه طوعاً وخلفه مصطفى الزبري (أبو علي مصطفى)، الذي اغتالته “إسرائيل” في 27/8/2001 في رام الله.
وحاول الموساد “الإسرائيلي” عام 1973 اختطاف “حبش” حين اعترضت مقاتلات “إسرائيلية” طائرة مدنية عراقية وأجبرتها على الهبوط في مطار “بن غوريون”، ومن ثم سمحت لها بالإقلاع والمغادرة بعد أن تبين أن “حبش” لم يكن على متنها.
وعاش بعد استقالته في عمان متفرغاً للإشراف على مركز للدراسات والأبحاث إلى أن توفي يوم 26 كانون ثاني 2008، في عمّان ودفن فيها.
وعلى صعيد حياته الشخصية، تزوج “حبش” عام 1961 من هيلدا حبش، وهي فتاة مقدسية، وأنجبا فتاتين.
وبقي “حبش” هدفاً للعدو، حتى وافته المنية، واعتبرت صحيفة “معاريف” أن الموساد “الإسرائيلي” فقد أيام مجده، وضربت مثلا على ذلك وفاة حبش طبيعياً.
١٤ عاماً مرت على وفاة الحكيم الفلسطيني، ولا تزال أفكاره مذكراته وما خلفه في مجال النضال الفلسطيني، منارة لكل مناضل حر.
تلفزيون الخبر