عباس النوري: بسام الملا فنان عظيم وشهادته الإحساس والتجربة
استعرض الفنان عباس النوري الواقع الثقافي والفني في سوريا، خلال حديث مع برنامج “المختار” الذي يبث عبر “المدينة إف إم” وتلفزيون الخبر.
وقال “النوري”: “نحن في سوريا متأخرون بفروقات شاسعة في مجال الحريات عن باقي الدول العربية عموماً، وهذا ما يجعل أسواقهم الدرامية أقوى”.
وتابع “النوري”: “الفنان السوري بمقارنة مع الفنانين العرب هو الوحيد غير المحمي، بسبب غياب السوق السورية المحلية الحقيقية، ونحن لا نمتلك سوى قناة ونصف في سوريا لشراء الأعمال السورية”.
وأضاف “النوري”: “لو كان هنالك سوق درامية سورية حقيقية، لوجدنا 10 مشاريع ناجحة متل مشروع المخرج الراحل بسام الملا، الذي لم يتمكن أحد من مقاربة نجاحه بأعمال البيئة الشامية”.
وأكمل “النوري”: “بسام الملا فنان عظيم، لم يمتلك شهادة سوى الإحساس والتجربة، وتعلم وتتلمذ على يد أساتذة كبار في التلفزيون السوري، ولم يخجل من الاعتراف بحاجته للتعلم”.
ولفت “النوري” إلى أن: “ثلاثة أرباع أرشيف التلفزيون السوري ضاع بسبب الإهمال وعدم تقدير أهمية الإرث الثقافي للمواد، وهذا الأمر ينسحب على المعهد العالي للفنون المسرحية”.
وأوضح “النوري”: “استغرب غياب أسماء وقامات صنعت المسرح والفن السوري ووضعت أسسه كنهاد قلعي وعبد اللطيف فتحي وتيسير السعدي، عن مناهج المعهد العالي للفنون المسرحية، وعلومه”.
وتطرق “النوري” للانتقادات التي تتلقاها الأعمال الفنية مؤخراً بسبب ما يقال عن خدش للحياء هنا وإساءة هناك، فقال: “من يعتبر كل ما يخالف قناعاته مخالفا للحياء وللقيم، لديه مشكلة واهتزاز وعدم ثبات بقناعاته”.
وواصل “النوري”: “احترم من يرفض مشاهد وأفكار معينة، بناء على وجهة نظر وقناعة راسخة وبحث، ولكن المشكلة في من يرفضها فقط ليساير تيارات السوشال ميديا الغبية”.
وتابع “النوري”: “لايمكن مواجهة الفكر الذي لا يناسبنا بالهجوم والصراخ والاقصاء، وليتفضل الرافضون لمنتجات نتفلكس بإنتاج أعمال تضاهي جودتها وتخالف أفكارها”.
وبين “النوري” إنه: “لم يقنعني أي احتجاج على فيلم أصحاب ولا أعز، وكل الانتقادات مبنية على أرضية الرفض فقط بلا أسباب جوهرية، والمشاكل التي استعرضها الفيلم، أقل بكثير من الواقع”.
واستكمل “النوري”: “لايجب أن ندفن رؤوسنا بالتراب، وعلينا مواجهة الغلط، مع احترام مشاعر الجمهور، في طرح القضايا عبر إثارة تفكيرهم، وليس إثارة مشاعر غضبهم، فرقابتهم أصعب من رقابة الرقيب الحكومي”.
وبين “النوري” أن: “الفكر اليوم محدد في بلادنا، بخطوط ترسمها السلطات التي تتوالد، والتي تختزل الدولة بالسلطة، والمواطن يناقشك في كل شيء، ويخاف من أول دورية أمنية تمر بجانبه”.
واستكمل “النوري”: “الدولة هي المسؤولة اليوم عن الواقع الثقافي الذي نعيشه، وليس المواطن، فهي من تمسك بجميع مفاصل الثقافة”.
ولفت “النوري” إلى أن: “الدولة لاتخجل رغم أنها تخطئ ولا تعترف بذلك، ولم تقدم أعمالاً قوية تواجه الحرب التي فرضت على البلاد بكل مافيها من فكر أسود، ولم تفكر بمواجهته بالشكل الصحيح”.
يذكر أن عباس النوري بدأ مسيرته الفنية عام 1976، وشارك في أعمال درامية عدة أبرزها “هجرة القلوب إلى القلوب”، “أيام شامية”، “أبو كامل”، “حمام القيشاني”، “ليالي الصالحية”، “باب الحارة”، “على حافة الهاوية”، “الاجتياح”، “ليس سرابا”، “العشق الحرام”، و”حارة القبة”.
تلفزيون الخبر