أم جورج.. سيدة في حي الزراعة في اللاذقية تبث الحياة في كل ما حولها
في أحد أحياء المدن الساحلية ، حيث تبدو القصص أكثر دفءاً، وتلتصق أحاديث الناس ببعضها عبر الشرفات، وفي زاوية صغيرة من حي الزراعة باللاذقية، يقع منزل السيدة عزيزة سكيف “ام جورج”.يطغى اللون الأخضر على المكان، وتظهر الحشائش من أحذية وألبسة وألعاب الأطفال، لتمتلئ شرفة المنزل بجميع أنواع الأزهار والحشائش، في صورة فريدة تلفت كل من يراها.
بأدواتها البسيطة، لم توّفر السيدة “أم جورج” مكاناً لتزرع فيه، وتملأ بيتها بالحياة، حيث تظهر الأحذية الصغيرة جداً معلّقة عل حبال طويلة في شرفة المنزل، مزروعة بالحشائش والورود.
الأحذية الصغيرة الملونة لم تكن الفكرة الوحيدة للسيدة “أم جورج”، حيث تظهر على الشرفة أيضاً لعبة صغيرة امتلأ رأسها بالتراب ويخرج منه زهر القرنفل، تبدو واضحة على الشرفة، والعلب البلاستيكية، وأباريق الشاي، وغيرها من الوسائل البسيطة التي عملت على أحيائها من جديد.
تقول “أم جورج” لتلفزيون الخبر “شرفتي هذه هي أجمل ما أملك، أعمل على زراعة كل ما أراه جميلاً بالأزهار، أجد أن الأزهار والحشائش تنعش الروح وتسرّ كل من ينظر إليها”.
وتضيف “منذ سنوات لم أشعر بالملل، ولم أتوقف عن زراعة الأحذية الصغيرة، كنت اشتريها في البداية، وما زلت، وعندما رأت صديقاتي ما أفعل، بدأن يجلبن أحذية أطفالهن المستعملة، وأقربائي أيضاً يرسلون الأحذية الصغيرة الملّونة، حتى امتلأت شرفتي بها، تزهر في الربيع، وتملأ منزلي جمالاً ،والرائحة تعبق في جميع أرجاء الحيّ”.
وعن بداية الفكرة تقول أم جورج لتلفزيون الخبر “بدأت هذه الفكرة منذ سنوات، أحببت زراعة الورود والحشائش، إلا أن عملي في مجال الحياكة والخياطة في المنزل حصل على كامل وقتي، وبعد 21 سنة من العمل في الخياطة توقفت، وارحت نفسي بعد تعب سنوات، لأبدأ بممارسة هوايتي بزراعة الورود بكل ألوانها وروائحها”.
و بكلمات خجولة تضحك وتقول “أزرع الورود في الأحذية و أبريق الشاي، وفي ألبسة أطفالي المستعملة، وحتى في حقيبة صغيرة، لم استطع أن ارميها، ملأتها بالتراب وزرعت الحشائش بداخلها، وعلقتها على شرفة منزلي، هذه هي طريقتي في التعبير عن نفسي، أحب الورد ولم ابخل على نفسي بها”.
وتضيف “بهذه الوسائل البسيطة ملأت منزلي فرحاً وسعادة وجمال، ولن أتوقف أبداً، ستبقى هذه الحشائش معلّقة في شرفة منزلي، أجلس مع صديقاتي تحتها، واشتم رائحتها، أحذيتي الصغيرة الجميلة، وأدواتي البسيطة ستبقى بقربي دائما معلّقة ومزروعة بأجمل الورود”.
تتعدد الحكايات الشعبية والأساطير، حول وضع حذاء مستعمل على الباب، وتقول الحكاية “أن وضع حذاء مستعمل على الباب يجلب الخير والسلام إلى أصحاب المنزل، ولكن الحكاية الكاملة لزرع الأحذية الصغيرة بالورود والأزهار تبقى لدى السيدة عزيزة، في شرفة منزلها.
وتأتي الفتيات ويصورن المنزل ويتناقلن الأحاديث عن منزل جميل مملوء بالأزهار المعلقة، بينما أم جورج تبتسم وتروي زهراتها الصغيرة بالماء كل يوم.
سها كامل – تلفزيون الخبر