رحلة زينة.. من تفجيرَي جبلة حتى شهادة التاسع
كان لزينة حسن، ذات القدر مرتين في يوم 23 أيار من عام 2016، لم تنصفها سنوات عمرها القليلة او جمال غمازة خدها، من تفادي تفجيرين في موقعين مختلفين في مدينة جبلة في اللاذقية.
زينة التي تقول لتلفزيون الخبر: قدمت امتحانات شهادة التعليم الأساسي، في مركز امتحاني مع أصدقائي، لم أقبل التقديم في المركز الصحي لأن إصابتي لن تستمر، وسأتعافى، بالرغم من فقداني للنظر بعيني اليمنى بشكل كامل، وبالرغم من قدرة بصري في العين اليسرى التي بلغت 2٪، أصبحت خبرة بالدراسة عن طريق الإنصات والإعتماد على السمع.
كان لزينة عشر سنوات من العمر، عندما وقع أول تفجير في كراج جبلة، وقع مايقارب المئة بين شهيد وجريح، كانت زينة من بين المصابين.
وتتابع أم زينة لتلفزيون الخبر: أُسعِفَت زينة مع الكثير من المصابين إلى مستشفى جبلة الوطني، وعند دخول سيارات الإسعاف، وقع التفجير الثاني، ماسبب لزينة إصابة فوق إصابتها في التفجير الأول، كان وضعها حرج جداََ وقامت من الموت.
وقالت: عالجنا الحروق في يديها وقدميها، لكن ما أجهدنا ولحد الآن هو العمليات الجراحية في عيني زينة، بمحاولة لإعادة بصرها الذي فقدته إثر التفجيرين، أجرينا لها عمليتين بدمشق، وهناك الكثير من أصحاب الأيادي البيضاء، لولاهم لم نستطع القيام بأي خطوة.
وعادت زينة بذاكرتها قليلاََ، وقالت: كان عمري عشر سنوات، أتذكر وجهي بالمرآة، كان جميلاََ ، وبالتأكيد أجمل من الآن… ووضعت يديها على وجهها وبكَت.
“اكيد هلا أنتي أحلى يا ماما”.. كان صوت أمها نهلا وصل إلينا من غرفة أخرى، واتجهت إلى زينة، مسحت على رأسها، قبلتها، وقالت: زينة تعطيني القوة، تعطي القوة لأخوتها وللعائلة كلها، درست وتعبت، وعند صدور النتائج بكَت، لأنها تستحق أكثر، ولو كانت كتبت بيدها لكانت علامتها أفضل، لكن علامتها كأنها 310، أنا فخورة بزينة وإصابتها وجراحها.
وتابعت: حصلت زينة على علامة 240 من 310، وتحلم أن تكمل دراستها، وتختص بالأدب الروسي، لتسافر ثانية إلى روسيا عل المرة الثانية يكون علاجها بانتظارها، من يعلم ربما تصبح مترجمة فورية، فهي ستعتمد على سمعها كما الآن.. زينة الحياة.. زينتي.
شذى يوسف-تلفزيون الخبر-اللاذقية