فلاش

دير الزور في 2016 .. استمرا الحصار والمعاناة

شهدت أحياء مدينة دير الزور المحاصرة خلال عام 2016 أحداثا متعددة على الصعيدين العسكري والإنساني، باشتداد الحصار على المدنيين من جهة واشتداد المعارك الطاحنة على جميع الجبهات في المدينة وتغير في خارطة السيطرة لصالح تنظيم “داعش” في عدة نقاط بمساعدة غير مباشرة من طيران “التحالف الدولي”، الذي ساهم بدوره في تضيق الخناق على السكان المحاصرين .

ومنذ بداية عام 2016 عانى أكثر من 100 ألف مدني ويلات الحصار من جوع وعطش وبرد قاس وحر شديد في مدينة التي عرفت باسم “عروس الفرات”، وكان الحصار على المدينة في أشده وخاصة بعد توقف طائرات الشحن العسكرية نتيجة تقدم مسلحي “داعش” من شرق وشمال المطار العسكري وإمكانية استهداف تلك الطائرات بشكل مباشر، والتي كانت تمد المدينة بغالبية إحتياجاتها من غذاء ودواء وغيرها إضافة للنقل المباشر للأفراد بين ديرالزور ودمشق.

وبعد سيطرة تنظيم “داعش” في أواخر عام 2015 على قرية البغلية فقدت المدينة الكثير من الموارد كبعض الخضروات والحشائش إضافة للقليل من اللحوم التي كانت تسد رمق المحاصرين، والأهم من ذلك خروج أكبر محطة لضخ وتصفية المياه (محطة الباسل) عن الخدمة.

كل ذلك أدى إلى إقتراب خطوط الإشتباك وخاصة من جهة حي الجورة ومساكن الضاحية، فباتت قذائف المسلحين تتساقط بشكل شبه يومي من عدة نقاط، ولم تمضي عدة أشهر حتى سيطر تنظيم “داعش” على عدد من النقاط في جنوب المدينة ومحيط دوار البانوراما.

وبتاريخ 15/5/2016 تسلل عشرات الإنغماسين من مسلحي “داعش” إلى مشفى الأسد وقاموا بإقتحامه وإحتجاز من فيه من كادر طبي ومرضى، ودارت في المشفى وبعض النقاط القريبة معارك طاحنة تمكن خلالها عناصر الجيش العربي السوري من السيطرة على المشفى بأقل الأضرار الممكنة بهيكليتها، إضافة إلى تحرير الأسرى من المرضى و الكادر الطبي الذي كان متواجد فيها.

واستمرت المناوشات ومحاولات التسلل لمسلحي “داعش” على غالبية جبهات دير الزور وخاصة في أحياء الصناعة والعرفي والرشدية ومنطقة المقابر، دون التغير في خارطة السيطرة للجيش العربي السوري بهذه المناطق .

وفي تاريخ 17/9/2016 شن مسلحو “داعش” هجوما كبيرا على نقاط الجيش في جبال الثردة وإستطاع عناصر الجيش صد الهجوم وتكبيد المسلحين خسائر كبيرة بالأرواح والعتاد ،وبعد عدة ساعات من الهجوم قامت طائرات التحالف الدولي التي تقودها واشنطن بشن غارات عنيفة على مواقع الجيش السوري في جبال الثردة.

وأسفرت المجزرة التي ارتكبتها طائرات “التحالف” والتي استمرت غاراتها مدة 50 دقيقة من القصف المتواصل، عن استشهاد قرابة 64 شهيد و 112 جريح من قوات الجيش العربي السوري، إضافة لتدمير معدات عسكرية وآليات ثقيلة للجيش.

وتمكن المسلحون المتربصون بعد القصف الدولي، الذي أعلنت أكثر من دولة أوروبية اعتذارها رسميا لمشاركتها فيه، في أطراف الجبل من شن هجوم آخر تم من خلاله السيطرة على جبال الثردة بالكامل، وهو المطل على مطار دير الزور العسكري الذي استبسلت فيه حامية المطار ومنعت المسلحين من التقدم إليه.

وبعد عدة أيام من سيطرة التنظيم على جبال الثردة وتضيق الخناق على اللواء 137، قام عناصر الجيش العربي السوري بإعادة إنتشاره وتموضعه، حيث شن عدة هجمات إستطاع من خلالها التقدم في حي الصناعة والسيطرة على تلتي الصنوف وإم عبود الإستراتيجيتين بمحيط اللواء 137 جنوب غرب دير الزور .

وشهد عام 2016 زيادة وتيرة المساعدات الإنسانية المقدمة من منظمة الأمم المتحدة عبر الإسقاط الجوي إلى السكان المحاصرين، حيث تم إسقاط مئات الأطنان من المواد التموينية و البقوليات التي خففت بشكل جزئي من معاناة السكان المحاصرين الذين هم بحاجة لكل شيء في هذه الأحياء.

كما شهدت الأشهر الأخيرة من العام تغيرا في القيادة العسكرية والسياسية، حيث تم تكليف اللواء حسن محمد رئيسا للجنة الأمنية والعسكرية بدلا من اللواء محمد خضور، كما أصدر الرئيس بشار الأسد بتاريخ 27/10/2016 مرسوما ينص بتعين اللواء محمد إبراهيم سمرة محافظا لدير الزور خلفا للواء محمد قدور العينية.

وفي نهاية شهر تشرين الأول تم توقيع عقد مع منظمة الهلال الأحمر العربي السوري يقضي بتوزيع ربطة خبز مجانية لكل عائلة في الأحياء المحاصرة، إضافة لإيصال بعض السلع والمواد الغذائية التي كانت معدومة كاللحوم والفروج وحليب الأطفال وبعض المعلبات المتنوعة حسب الإمكانيات المتاحة.

يشار بأن مدينة دير الزور لا تزال تعاني إلى هذا اليوم من حصار مطبق وقاسي جدا بلغ أشده في هذا العام وخاصة مع حلول فصل الشتاء وبرده القارس وإنعدام للمحروقات بكافة أنواعها وإنقطاع تام للكهرباء وقلة المياه، وينتظر السكان بصيص أمل في عام 2017 يتطلعون فيه لنظرة رحيمة من المجتمع الدولي الذي أصبحت عروس الفرات على مايبدو خارج حساباته الانسانية.

 

حلا المشهور – دير الزور المحاصرة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى