العناوين الرئيسيةمجتمع

10سنوات من الحرب.. هل غير السوريون بلادهم نحو الأفضل ؟

مرّت منذ أيام قليلة، الذكرى العاشرة، للحدث الذي فرّق السوريين، بين مؤيد ومعارض وحيادي، وبين “وطني” و”خاين” و”الله يفرّج”.

و في خضم السنة العاشرة من فوضى الحرب التي تشهدها البلاد، بما فيها من تصريحات متناقضة، وأزمات اقتصادية وحلول وطنية وإقليمية ودولية، استطلع تلفزيون الخبر آراء شريحة من السوريين حول ما آلت إليه البلاد بعد هذه السنين العجاف، وهل استطاع السوريون تغيير شيء في بلادهم نحو الأفضل؟.

سؤال في غير أوانه

يقول المحامي الأستاذ عارف الشعال لتلفزيون الخبر “هذا السؤال ليس في أوانه بعد، لأننا ما زلنا نعيش ارتدادات الزلازل الذي حدث منذ عشر سنوات، والتغيير الوحيد الذي حصل حتى الآن هو تغيير الإنسان السوري الذي انتقل فجأة من مستنقع اللامبالاة واليأس إلى رياح السياسة الداخلية والتفاعل مع مصير الوطن”.

وتابع الشعال “نحن نعيش إرهاصات تغيير حاد في طبيعة المجتمع وشكل الدولة وطبيعة نظام الحكم فيها لأن السيرورة التاريخية تقول بأن الزمن يستحيل أن يرجع للوراء، وكلي أمل أن تكون نتائج هذا التغيير إيجابية وإن احتاجت لسنوات أخرى قد تطول”.

التغيير يراوح في مكانه

من جهته يقول المخرج محمد عبد العزيز إن “التغيير المنشود نحو قيم الحرية والعدالة والتحول الديمقراطي يراوح في مكانه منذ عقود”

ويضيف “أعتقد لا يمكن التغيير عبر حراك الشارع الفكرة الرومانسية بمعادلة الثورة الشعبية والغضب غير مجزية على أرض الواقع لجلب الديمقراطية والرخاء”.

وأضاف “التغيير ربما يأتي عبر وسائل السعي السلمي الهادئ والطويل والشراكة مع النظم القائمة حتى ولو كانت ذات طبيعة استبدادية وشمولية أن يخرج بعض الفلاحين والعامة والنخب”.

وأردف “ويرفعو بعض الشعارات واللافتات لتغيير بنى سلطوية كما الحالة السورية لن يكون نتاجها إلا حمامات الدم كما شهدنا”.

وأكمل “الثورات الشعبية لن تجلب الديمقراطية والعدالة هذا فقط في القصائد الشعرية والأدبيات ..التغيير قادم لا محالة ولكن علينا ايجاد الوسائل المعاصرة بعيدا عن الجانب الببغائي للطهارة الثورية”.

وتابع” طبيعة التركيبة الاجتماعية والسياسية المعاصرة مختلفة تماما عن المئة سنة الاخيرة التي ازدهرت فيها النظريات الثورية والتي في احسنها لم تجلب وتعمق التغيير المنشود”.

لم نغير شيئا.. هدمنا

أما المسرحي أحمد كنعان يقول في إجابته عن السؤال “بداية لا أعتقد أنه يوجد سوري حقيقي واحد يشعر بغير المشاعر السيئة في هذه الذكرى العاشرة”.

ويتابع كنعان “والسؤال (ماذا غير السوريون؟) سؤال خطير للغاية إذا اعتبرنا أن (التغيير) هو انتقال لحالة أفضل، أما الانتقال لحالة أسوء فهو تدمير أو هدم، والجواب هنا يبدو واضحا لم يغير السوريون شيئا بل هدموا ودمروا الكثير”.

وأضاف كنعان “فسوريا اليوم أسوء بـ 101 مرة من ناحية الأوضاع المعيشية عن سوريا 2011 لأن سعر الصرف تضاعف 101 مرة رغم الانكار من البنك المركزي، وسوريا اليوم تعيش بلا منظومة أخلاقية”.

وأردف كنعان “وما كان يجري في الخفاء وبنسب قليلة من دعارة وتعاطي مخدرات ورشوة ونصب واحتيال وتحرش وابتزاز في 2011 أعتقد أنه تضاعف مئات المرات وهناك تصريحات رسمية عن وقوع جريمة كل يوم في حزيران 2020 “.

وأضاف “أما من الناحية الوجدانية فأعتقد أن حتى ميسور الحال والقادر على تأمين احتياجاته لم يعد قادرا على التمتع بذلك حين يصطدم بهذا العدد الكبير من السوريين الباحثين عن لقمة العيش في حاويات القمامة و أعتقد أن القيم العاطفية كالحب والصداقة وغيرها قد أخذت دلالات مختلفة وبعيدة عن معناها الحقيقي” .

وتابع “لم و لن يحدث أي تغيير ما لم تتغير طريقة التفكير بالإدارة عموما وأخص أولا طريقة التعاطي في القضاء وتحديث القوانين المهترئة وطريقة التعاطي في الإعلام وإعادة النظر بالخطاب الإعلامي عموما فبدل أن نقول هناك قنوات مغرضة علينا أن نسأل انفسنا لماذا السوري يصدق تلك القنوات المغرضة ولا يصدق إعلامه الوطني”.

أما مصطفى وهو مغترب سوري يقول “على الأقل، استطعنا تغيير وعينا الذي لن يعود كما كان سابقاً ” .

من جهة أخرى، فضل الفنان التشكيلي الدكتور بطرس المعري، الإجابة عن السؤال بلوحة كاريكاتيرية، قرر أن يشاركها مع تلفزيون الخبر، لتكون مرفقة مع هذا المادة “.

وبين رؤية إيجابية ورأي سلبي يبقى الاختلاف هو ما يطغى على آراء السوريين حول الحدث الذي فرقهم في مثل هذا اليوم قبل 10 سنوات.

رامي هاني الخير – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى