جزّ صوف الأغنام.. طقسٌ تراثيٌ في الجزيرة يُعلن قدوم الصيف
مع نهاية فصل الربيع في ربوع الجزيرة السورية، يبدأ مربو الأغنام بعملية إزالة ثياب الصوف التي تلتف بها الأغنام طوال العام، ما ينعكس إيجاباً على الأغنام من الناحية الصحّيّة، وكان يفيد أصحابها قديماً من الناحية الاقتصادية، قبل توافر الصناعات الجاهزة.
وتعتبر عملية قص أو جزّ الصوف عن الأغنام والمواشي من الطقوس الأساسية التي يقوم بها مربو المواشي، مطلع شهر أيار من كلّ عام، بمناطق محافظة الحسكة، والتي تعطي طابعاً خاصاً حول دخول فصل الصيف.
ولموسم الجزّ طقوسه الخاصة التي يقوم بها مربو المواشي، قبل وأثناء عملية الجزّ، ضمن العادات والتقاليد المتوارثة والمستمرة إلى يومنا هذا.
ومن أهم وأولى التحضيرات يقومون بغسل الغنم قبل الجزّ بثلاثة أيام، لتنظيفها من الأوساخ العالقة بها خلال فصل الشتاء، ومن ثم يتمّ التمهيد والتحضير للخطوة الثانية، والتي تبدأ بعد أن يجفّ الصوف تماماً من الماء، إذ تعدّ مرحلة مهمة جداً ليتمّ جزّها بسهولة.
وطريقة الجزّ تتم بالجزّ العادي (اليدوي)، وذلك بوساطة المقصات المخصصة لذلك، التي تسمّى شعبياً “الزو”، “الهفرنك”، أو “الجزازة”، تبدأ بربط قوائم الحيوان الأربعة ليتمّ ضبط حركتها وسهولة تحريكها عند عملية الجزّ.
كما أنّ عملية الجزّ تتطلب الكثير من الانتباه من قبل منفذها، إضافةً إلى أن يكون ماهراً ومتمرناً كفاية لتفادي جرح الحيوان، خاصةً في منطقة البطن والضرع وغيرها من المناطق الحساسة.
وتترافق عملية الجزّ، والتي قد تستمر ليوم أو يومين بطقوس من الفرح والغناء، وتصل إلى عقد وليمة كبيرة لسكان القرية أو الأقارب، والتي تتزامن أيضاً مع استعدادات الفلاحين لموسم الحصاد.
ولعملية جزّ الصوف فوائد عديدة بالنسبة للأغنام، فهي تقلّل من إصابة الأغنام بالأمراض الجلدية، وذلك بسبب تسرب الأوساخ والطفيليات الخارجية، كالقمل والقراد والشوائب من تحت الصوف، كما أنها تساعد على تخفيف درجة حرارة جسم الحيوان، وتسمح لجلد الأغنام بالتهوية وتجديد صوفها.
وكان قديماً يتمّ التسابق فيما بين الأهالي للحصول على صوف الأغنام، قبل عملية الجزّ، ليتمّ استعمالها في صناعة السجاد والأغطية والكثير من المستلزمات المنزلية الأخرى، لكن في وقتنا الحالي بات الإقبال عليها شبه معدوم، بسبب ظهور المفروشات الجاهزة.
عطية العطية – تلفزيون الخبر – الحسكة
