ما صحة تناول الزنك لإطالة تأثير “البوتوكس” علمياً؟
تتداول معلومات كثيرة حول ترابط تناول مادة أو فيتامين معين لإطالة غرض صحي أو تجميلي ما، وربما ساهمت مواقع التواصل الاجتماعي بنشر الخاطئ والصحيح منها، لكن تبقى الإجابة العلمية هي الأدق وأهل الاختصاص أحق في النفي والإثبات.
ونشرت في الآونة الأخيرة معلومات حول تناول مادة الزنك لإطالة الغرض التجميلي “البوتوكس” الشائع اللجوء إليه بين النساء والرجال.
حول ذلك، قال الدكتور فراس ملحم الحائز على البورد الألماني في الجراحة التجميلية لتلفزيون الخبر: “تكررّ طرح سؤال مدى صحة إعطاء الزنك لإطالة تأثير البوتوكس من مراجعي عيادتي مؤخّراً، وحسب الدراسات العلمية لم يتمّ إثبات أنّ إعطاء كميات إضافية من الزنك يمكن أن يطيل زمن تأثير البوتوكس”.
وأضاف “ملحم” أنه “يرجح أن مصدر إعطاء الزنك لإطالة تأثير البوتوكس هو دراسة صغيرة قديمة ذكرت أن المشتركين بالدراسة الذين تلقوا وارد من الزنك قد أثّر البوتوكس لمدة أطول لديهم”.
وبيّن “ملحم” أن “ذلك استدعى إجراء دراسات أوسع وأشمل فيما بعد ليتضح أن الكميات الإضافية من الزنك لم تحدث التأثير المذكور”.
ولفت أستاذ الجراحة التجميلية في كلية الطب البشري في جامعة تشرين أن “تناول الزنك لا ينبغي أن يتم بمعزل عن استشارة طبية كاملة لضبط الجرعة المناسبة، ولتجنّب التداخلات الدوائيّة التي قد تكون خطيرة”.
وذكر “ملحم” في حديثه لتلفزيون الخبر عدة نصائح وإجراءات وقائيّة بعد إجراء البوتوكس، كتجنب مصادر الحرارة المرتفعة والتمارين الرياضية.
وأشار “ملحم” إلى أنّ “الضمان الأساسي للحصول على النتيجة الأفضل للبوتوكس هو اللجوء للطبيب المؤهّل لذلك، وهو حصراً أخصّائي أمراض جلدية وتجميل أو أخصائي جراحة تجميلية”.
وقال “ملحم” إن: “تحقيق إطالة زمن تأثير البوتوكس تكون بإجراء الحقن بفاصل زمني ثابت وهو ستة أشهر وخصوصاً في المرات الأولى في يوم الإجراء”.
وحول احتمال حصول تأثيرات سلبية بعد إيقاف حقن البوتوكس، أجاب “ملحم” أنه “يمكن إيقاف الحقن بعد المرة الأولى أو بعد مرات عديدة، والتأثير الوحيد لذلك هو عودة التجاعيد للظهور مجدداً”.
وتابع”ملحم” “قيل الكثير عن تأثير مستحضرات موضوعية على التجاعيد أو تأثير تناول الملح أو السكر وكل ذلك عاري عن الصحة”.
وشرح “ملحم” أن “البوتوكس مادة تمنع انتقال التنبيهات من الأعصاب إلى العضلات الأمر الذي يمنع ظهور التجاعيد التعبيرية في مناطق المقطب، الجبين، حول العين”.
وأوضح “ملحم” أنّ “البوتوكس لا يؤثّر على التجاعيد الناجمة عن أشعة الشمس أو الجاذبية، وتجري محاولة لتطوير استخدام البوتوكس لغايات علاجية معينة”.
وقال “ملحم”: “حقيقةً لا تأثير مثبت للتدخين على فعالية البوتوكس ولا أريد أن يفهم من كلامي أنني أدافع عن التدخين”.
وتابع “ملحم” “لإطالة تأثير البوتوكس أنصح بقصد الطبيب الموثوق وبالمواد التي يستخدمها، والتقليل من التعرّض لأشعة الشمس، فهي تسرّع عملية تفككه، بالإضافة إلى حقن البوتوكس بالطريقة الصحيحة في عمر مبكر، وعندما ينتهي مفعوله يتم تفكيكه في الموضع الذي حقن به”.
وحول سلبيات تكرار حقن البوتوكس، قال “ملحم”: “ليس هناك سلبيات بشرط أن تكون المادة موثوقة المصدر وأن يكون الإجراء من قبل طبيب إخصائي في هذا المجال”.
ولفت “ملحم” إلى أنّ “الوقت اللازم للبوتوكس ليعطي التأثير المطلوب، تمر عدة أيام قبل أن يظهر التأثير المطلوب وقد يستغرق الوصول للنتيجة المرغوبة مدة تصل إلى أسبوعين”.
ونوّه “ملحم” إلى أنّ “العمر المناسب للبدء بحقن مادة البوتوكس يبدأ اعتباراً من سن الخامسة والعشرين”.
وختم “ملحم” حديثه أنّ “الوسيلة الأفضل والأكثر فعالية للتخلص من التجاعيد هي حقن البوتوكس وحقن حمض الهيالورون، والأخير يتم حقنه في التجاعيد السكونية التي لا يرتبط وجودها بالحركات التعبيرية”.
يذكر أنّ وزارة الصحة أصدرت قراراً العام الفائت لتنظيم مهنة التجميل، حددت من خلاله الأطباء الذين يحق لهم ممارسة هذه المهنة وهم أطباء الجلدية والجراحة التجميلية، وكذلك أطباء الأذنية ويكون مجال عملهم في الأنف والأطباء العينية ويكون اختصاصهم بالعين فقط.
فاطمة حسون _ تلفزيون الخبر