موجوعين

حسن.. وحيد أبويه الذي عرفته الجبهات مقاتلاً .. يرقد بلا حراك بانتظار “جائزة يانصيب” لشراء “دنكل” و”لابتوب”!

لم تصمد أم حسن الخضور أمام توسلات ابنها الوحيد حسن بالموافقة على مغادرة ابنها مقعده الجامعي، للالتحاق بالكلية الحربية.

التحق حسن بالكلية الحربية بينما يسعى الكثير من أقرانه للتهرب من الخدمة العسكرية. وبعد عامين تخرج حسن من الكلية وتحقق حلمه بتزيين كتفيه بنجمة كان يأمل أن يضع أخريات إلى جانبها.

يقول أبو حسن ” يا فرحة ما تمت” بعد مرور تسعة أشهر على تخرج حسن كان الأبوان يتابعان أخبار ابنهما الميدانية من دير الزور إلى حلب، وفي ذات ليلة سوداء جاء صديق لحسن، وقف أمام والده متردداً، فهم أبو حسن أن في الأمر حدث جلل.

قال صديق حسن الذي أصبح اليوم بين الشهداء لوالد حسن إن ولده الوحيد أصيب إصابة بليغة وهو يرقد في مستشفى حلب العسكري.

يقول الوالد “لم ترقد عيناي وأنا أفكر ماذا سأقول له عندما أصل إليه، وكيف أشجعه وكيف سأجد حاله؟”.

“عندما وصلت إليه قابلني ولدي بابتسامة وقال لي ” صغيرة أبو حسن..لا يهمك”، يضيف الوالد “لم أتمالك نفسي في هذه اللحظة بكيت وأنا أشيح بوجهي عنه، كان حسن مكبلاً بالأربطة والمعدات الإسعافية حول عنقه وفي كامل جسده”،ويتابع أبو حسن ” نسيت كل ما كنت أفكر بأن أقوله له عندما رأيته، بل إن ابني هو الذي تابع حديثه، بالقول إنه فخور بإصابته ولو عاد الزمن لن يختلف خياره”.

أصيب حسن بشلل ثلاثي الأطراف وخذل باليد اليمنى وكسر متفتت بالرقبة، فالطلقة مرت من جانب النخاع الشوكي وتسببت بكل هذا الثبات في الجسد.

أمضى حسن ووالده الكثير من الأيام والأشهر في المشافي انتهت الرحلة بتسريح حسن بنسبة عجز 100% وضياع حلم العمر بارتداء البذة العسكرية المزينة بالنجوم، وأصبح ابن الثالثة والعشرين عاماً ممدداً في سريره يحرك عينيه ضمن أرجاء الغرفة الجديدة التي أعدها له والده في ضاحية الباسل بحمص بعد إصابته كي يكون في جو أكثر راحة.

لا يتوقف أبو حسن عن شكر كل من قدم له أي خدمة طبية، ويحرص على ذكر كل من ساهم بتقديم أي شيء لولده، يرفض الحديث عن مطالب للإعلان كي لا يعتقد أحداً أنه يستثمر إصابة ولده، ولا يريد أن يتحدث عن أي شيء يؤرق يومياته مع حالة وحيده الجديدة.

وفي سياق الحديث، تبين أن هناك مشكلة في موضوع المعالجة الفيزيائية، حيث أن الجلسات التي تتكفل بها الجهات الرسمية لا تصل إلى أربع جلسات في الأسبوع، وحالة حسن تستدعي جلسة كل يوم، وبعدما تكفل الأب بتغطية الأيام المتبقية على نفقته الخاصة اكتشف أنه لن يستطيع تسديد تكاليف الجلسات.

أما أمنيات حسن حالياً، فهي أبسط مما يخطر في البال، يتمنى لو يفوز بجائزة يا نصيب كي يشتري ” دنكل” مشفر القنوات الرياضية ليتابع محطات الرياضة التي يحبها ولتملاْ فراغ النهار الطويل، وإذا ما تبقى من الجائزة شيئاً يريد أن يشترى جهاز ” لا بتوب” يتمكن من استخدامه بسهولة أكبر من استخدام “الأي باد” صغير الشاشة.

يسرى ديب – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى