كاسة شاي

لماذا يسمى السوريون أبناءهم على أسماء روؤساء الدول ؟

منذ بداية البشرية والناس تسمي أبناءها بأسماء شخصيات، كقادة وسياسيين ولاعبين وموسيقيين أو شخصيات كرتونية، تيمناً بها أو محبة لها أو أحياناً طمعاً في أن يأخذ المولود الجديد شيئاً من صفات المسمى باسمه، وتفرد السوريون الحديثون بتسمية أبنائهم بأسماء قادة دول عدة.

وكانت إحدى السيدات في أحد مخيمات اللاجئين السوريين في تركيا قامت بتسمية ابنها “أردوغان” على اسم الرئيس التركي الإخواني رجب طيب أردوغان، والفكرة المضحكة أكثر أن اسم الأم هو تركيا، لأن والدها سماها بهذا الاسم محبةً وتقديراً للأتراك، بحسب ما نقله موقع الكتروني “معارض”.

وفي كندا أيضاً، قرر شاب سوري وزوجته المهاجرين، محمد وعفراء، في مدينة كالغري ، تسمية ابنه “جاستن ترودو” على اسم رئيس الوزراء جاستن ترودو، مبرراً ذلك بـ “دافع الحب والعرفان لكندا حكومةً وشعباً”.

وفي سوريا نفسها قام مواطن سوري في بانياس في مخافظة طرطوس بتسمية ابنه فلاديمير بوتين على اسم الرئيس الروسي، وكذلك سمى أحد الأطفال في حمص، وفي ألمانيا سمت إحدى العائلات السورية ابنتها ميركل على اسم رئيسة الوزراء الألمانية.

ويتهم كثيرون الآباء، وخصوصاً من اللاجئين، بأن تسميه أبنائهم باسم قادة الدولة التي يلجؤن فيها هي “جلمقة” أو “كولكة”، وحباً للظهور أو طمعاً بتغطية إعلامية قد تسرع بإجراءات ومعاملات اللجوء أو طمعاً بمبالغ مالية قد يقدمها الشخص المسمى باسمه الطفل أو إحدى الجمعيات المرتبطة به.

وسبق للسوريين أن قاموا بتسمية أبنائهم على اسم الرئيس الحالي لسوريا الدكتور بشار الأسد بعد تسلمه مقاليد الحكم في سوريا في 2000، وانتشر اسم بشار كثيراً بعد ذلك، وقبله انتشرت صورة مشهورة لأحد المواطنين السوريين الذي قام والداه بتسميته “نعم لحافظ الأسد”.

واعتاد السوريون قبل الحرب إطلاق أسماء مميزة لقادة معروفين على أبنائهم، كفيديل وغيفارا ونابليون وغيره، وهي أسماء كانت موجودة قبل هذه الحرب، وتراجعت بعد المد الاسلامي في أخر عشرين عاماً.

وعلى ما يبدو وبعد الحرب السورية وتدخل دول عدة فيها سيتراجع اسما محمد وعلي من صدارة الأسماء التي تسمى في سوريا لحساب أسماء أخرى، وسيكثر أبو جستن وأبو فلاديمير على حساب أبو علي وأبو محمد، ولماذا لا أبو كيم جونغ ايل أيضاً ؟.

ولا يقتصر الأمر على السوريين، فهناك مواطن سعودي “زعل وأخد ع خاطرو” بعد رفض السلطات السعودية تسجيل ابنته باسم ايفانكا، تيمناً باسم ابنة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ايفانكا ترامب.

وكيف ستبدو خريطة توزع الأسماء في سوريا بعد سنين ؟ ما الإسم الذي سينتشر أكثر من غيره ؟، هل سيأتي قادة جدد لتظهر أسماء جديدة على الساحة السورية ؟، هل سيغير الأبناء أسماءهم التي سموا بها ؟،كلها أسئلة لا منطقية تعبر عن حالة لا منطقية تسود المجتمع السوري.

ولكن الفائدة الوحيدة والحسنة الجميلة من تسمية السوريين لأبنائهم بأسماء قادة الدول الحالية هو إمكانية أن يشكل السوريون لوحدهم مجلس أمن وجمعية عامة للأمم المتحدة بدون الحاجة لدول العالم الأخرى، فترى فلاديمير بوتين وأردوغان وترودو وميركل يجلسون على طاولة واحدة يحلون وظائفهم أو يأكلون السيريلاك.

 

تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى