حَدَّد نقاط التحول في الصراع على سوريا.. الرئيس الأسد: الحرب لم تنته بعد طالما هناك إرهابيون يحتلون أراض سورية
أكد الرئيس بشار الأسد أن الحرب ضد الإرهاب لم تنته بعد ما دام هناك إرهابيون يحتلون بعض المناطق في سوريا ويرتكبون مختلف أنواع الجرائم والاغتيالات وأن القضاء عليهم يشكل أولوية.
وشدد الرئيس الأسد في مقابلة مع وكالة “روسيا سيغودنيا” الإخبارية على أن “الوجود الأمريكي والتركي على الأراضي السوريا هو احتلال ويجب إنهاؤه سواء عن طريق إزالة الذريعة التي يستخدمونها لهذا الاحتلال وهي الإرهابيون”.
وتابع “وإذا لم يغادر الأمريكيون والأتراك فإن الأمر الطبيعي الذي ينبغي أن يحدث هو المقاومة الشعبية”.
وأوضح الرئيس الأسد أن “نظام أردوغان دعم الإرهابيين في سوريا وفي ليبيا وهو المحرض والمشعل الرئيس للصراع في “ناغورني كاراباخ” بين أذربيجان وأرمينيا وهذا سلوك خطير”.
وقال إن “تركيا استخدمت هؤلاء الإرهابيين القادمين من مختلف الدول في سورية واستخدموا الطريقة نفسها في ليبيا، لقد استخدموا الإرهابيين السوريين في ليبيا، ربما إضافة إلى جنسيات أخرى. وبالتالي من البديهي والمحتمل جداً أنهم يستخدمون تلك الطريقة في “ناغورني كاراباخ”.
وحول منظمة “الخوذ البيضاء” الإرهابية، قال الرئيس الأسد “إنهم مجرمون. أنا لا أقول خلاف ذلك. فقبل أن يكونوا الخوذ البيضاء كانوا النصرة، وهناك فيديوهات وصور لجميع أولئك المجرمين، وبالتالي ينبغي أن يخضعوا للمحاكمة في سوريا”.
وتابع “لكن عندما تتحدث عن الخوذ البيضاء كمؤسسة، فهي صُنعت من قبل الغرب. إذاً، هم مجرمون كأفراد، لكن الخوذ البيضاء مؤسسة غربية – منظمة إرهابية متطرفة – تستند إلى تنظيم النصرة”.
وبين الرئيس بشار الأسد، حول سؤال الصحفي، عن الانتخابات الرئاسية في العام 2021، قائلاً إنه “من المبكر الحديث عن ذلك، لأنه مايزال لدينا بضعة أشهر. أستطيع أن أتخذ هذا القرار في بداية العام القادم”.
وحول سؤال الصحفي الروسي عن ضغط اللاعبين الدوليين من أجل “الانسحاب الإيراني من سورية كشرط مسبق للتعافي الاقتصادي في البلاد وللتعاون مع الحكومة السورية من قبل الحكومات وربما الشركات الغربية”
قال الرئيس الأسد: “أولاً، ليس لدينا قوات إيرانية، وهذا واضح جداً. إنهم يدعمون سورية، يرسلون الخبراء العسكريين ويعملون مع قواتنا على الأرض، ويتواجدون مع الجيش السوري”.
وتابع الأسد “لكن دعنا نأخذ مثالاً عملياً: قبل نحو عام، أخبر الأمريكيون الروس “لإقناع الإيرانيين أنهم يجب أن يكونوا على مسافة 80 كيلومتراً عن الحدود مع مرتفعات الجولان المحتلة من قبل الإسرائيليين”. رغم أنه لم يكن هناك جنود إيرانيون، لكن الإيرانيين كانوا مرنين جداً، فقالوا: “حسناً”
وأضاف ” قال الأمريكيون إنه إذا استطعنا الاتفاق على هذا، فسننسحب من الجزء الشرقي المحتل من سورية على الحدود مع العراق، أو المنطقة المسماة التنف، ولكن لم يحدث شيء. لم ينسحبوا”.
ألادف “وبالتالي، فإن المسألة الإيرانية ذريعة للاستمرار باحتلال أراضٍ سورية ودعم الإرهابيين، إنها تستخدم كقناع لحجب نواياهم الحقيقية. و لا أعتقد أن هناك أي حل حقيقي مع الأمريكيين ما داموا لا يريدون تغيير سلوكهم”.
وحول اهتمام سوريا بشراء أنظمة مضادة للطائرات مثل “اس 400” أو تطالب بأنظمة “اس 300” إضافية؟ أجاب الرئيس الأسد: “في الواقع، شرعنا في خطة لتحديث جيشنا قبل عامين، ومن البديهي أننا سنقوم بعملية التحديث هذه بالتعاون مع وزارة الدفاع الروسية”.
وتابع ” لأننا منذ عقود وجيشنا يعتمد بشكل كامل على الأسلحة الروسية. لكن لدينا أولويات، وقد لا تكون الصواريخ بالضرورة. قد تكون لدينا أولويات أخرى الآن فيما يتعلق في الصراع على الأرض”.
وأكد الرئيس الأسد أنه “لدينا اتصالات منتظمة، بشكل رئيسي على الهاتف الرئيس بوتين، كلما حدث شيء جديد أو كلما دعت الحاجة لهذه المحادثات. وبالطبع، سنستمر بالتحدث في المستقبل، وسنلتقي أيضاً في المستقبل، لكن ذلك يعتمد على الأوضاع السياسية المرتبطة بسورية”.
وعن اللحظة التي ترمز إلى نقطة تحوّل خلال هذا الصراع، خلال هذه الحرب؟ أجاب الرئيس الأسد “لقد مضى حتى الآن عشر سنوات تقريباً منذ بداية الحرب، ولذلك فإن هناك العديد من نقاط التحوّل التي يمكنني ذكرها، وليس نقطة واحدة”.
وتابع “كانت نقطة التحوّل الأولى في عام 2013، عندما بدأنا بتحرير العديد من المناطق، خصوصاً في وسط سورية، من جبهة النصرة. ثم في عام 2014، نقطة التحول كانت في الاتجاه الآخر، عندما ظهر داعش فجأة، وبدعم أمريكي، واحتل جزءاً مهماً جداً من سورية والعراق في الوقت نفسه”.
وأضاف ” ونقطة التحوّل الأخرى كانت عندما جاء الروس إلى سورية عام 2015، وبدأنا معاً بتحرير العديد من المناطق، في تلك المرحلة بعد قدوم الروس لدعم الجيش السوري، تمثلت نقطة التحوّل في تحرير الجزء الشرقي من حلب”.
وأردف ” وهنا بدأ تحرير مناطق أخرى من سورية ابتداءً من هذه النقطة. وقد كان ذلك مهماً بالنظر إلى أهمية حلب، ولأن تلك كانت بداية التحرير واسع النطاق الذي استمر لاحقاً وصولاً إلى دمشق، وإلى باقي مناطق حلب مؤخراً”.
تلفزيون الخبر