عدنان ولينا
من أوائل المسلسلات التي تمت دبلجتها للعربية وأخذ شهرة واسعة ما زالت لليوم، وهو مسلسل انيميشن ياباني من المسلسلات التي تقع في اطار ما يعرف باسم “ما بعد نهاية العالم”، واسمه في اليابانية “فتى المستقبل كونان”، وعرف في النسخة العربية باسم “مغامرات عدنان” أو “عدنان ولينا”.
المسلسل الذي عرض على أكثر من فضائية عربية في فترة أواخر الثمانينيات مدبلج من اليابانية من انتاج شركة نيبون انيميشن المعروفة بانتاجها لمسلسلات الانيميشن، وهو مكون من 26 حلقة.
والمسلسل كان أول ما كتبه وأخرجه المخرج الياباني المشهور هاياو ميازاكي عام 1978 الذي تحصل على جائزة “اوسكار” لاحقا على فيلم الانيميشن “المخطوفة” عام 2001، وهو مأخوذ عن رواية بعنوان “المد الهائل” للكاتب الانكليزي أليكسندر كي الذي اشتهر بكتابة الخيال العلمي.
تمت دبلجة المسلسل للعربية في عام 1981 عن طريق مؤسسة الانتاج البرامجي المشترك لدول الخليج العربية، والمسلسل لاقى اقبالا كبيرا ولم يغب عرضه على الفضائيات فكل فترة يعاد عرضه بنفس الأصوات ونفس القصة دون تغيير.
ويبدأ المسلسل في زمن مفترض بعد عشرين عاما من وقوع الحرب العالمية الثالثة عام 2008 والتي أفنت البشرية، بشخص اسمه عدنان يتميز بقوة هائلة فوق طبيعة وباستخدامه لقدميه في القتال حتى أنه في الحلقة الأولى كان يصطاد شمكة قرش، ويعيش مع جده لوحدهم على جزيرة لأعوام عدة حتى يرمي البحر إليهم في يوم ما بنتا في عمر عدنان اسمها لينا.
ويتذكر مشاهدو المسلسل مقدمته التي تعاد بداية كل حلقة “اندلعت الحرب العالمية الثالثة عام ألفين وثمانية واستخدمت فيها الشعوب المتحاربة أسلحة مغناطيسية تفوق في قدرتها الأسلحة التقليدية ونتيجة لذلك حل الدمار في البر والبحر وانقلبت محاور الكرة الأرضية وباتت الكرة الأرضية تعيش كارثة مؤلمة”.
وتتابع المقدمة التي تنقل عن لسان جد عدنان “مضى عشرون عاما على الكارثة ولم يبق على هذه الجزيرة سواي، أتت الحرب على معظم أجزاء الكرة الأرضية، والآن أخذت الحشائش والأشجار تنمو ثانية، وأخذت الأسماك تملأ مياه البحار، لقد انتعشت الأرض وامتلأت بالحياة من جديد”.
والمسلسل يستقرأ مستقبل البشرية في ظل الحروب والصناعات المتطورة، ثم يقوم البشر باستهلاك مصادر الطاقة كلها ويبقى المصدر الوحيد وهو الطاقة الشمسية والتي لم يبق ممن يعرفون كيفية استخدامها سوى عالم واحد هو رامي جد لينا.
وقصة المسلسل تدور حول مجموعة من الناس ممن يسمون “سكان القلعة” تطارد لينا التي ولدت في جزيرة الأمل والتي تتكلم لغة النوارس لتخطفها كي تدلهم على مكان جدها رامي كي يستغلوا معرفته بتشغيل الطاقة الشمسية، فيقتل جد عدنان ويهرب عدنان برفقة لينا خارج الجزيرة.
ومن الشخصات المحبوبة في المسلسل “جيمشي” وبعد دبلجته للعربية “عبسي” وهو طفل قصير طويل الشعر يميل للغباء تعرف عليه عدنان في أول جزيرة وصل إليها ويصبح صديقه ويساعده في انقاذ لينا، ويعرف عنه حبه للتدخين وانفعاله الدائم.
ويهرب عدنان ولينا يرافقهم عبسي إلى جزيرة الأمل حيث أهل لينا وما تبقى من البشر ويخوضون هناك مغامرات عدة مع الأشرار في الجزء الثاني من الجزيرة ومع سكان القلعة الذين يواصلون سعيهم لخطف لينا.
ومن الشخصيات التي أثارت جدلا عند العرب شخصية “الدكتور رامي” جد لينا الذي يتميز بطوله الفارع وباستطاعته التكلم عن طريق التخاطر مع حفيدته لينا وبثلاثة قطب على جبهته وبفقدانه لإحدى عينيه والتي فسرها هواة المؤامرات العرب بأنها تلميح إلى ما يسمى “المسيح الدجال” الذي سيظهر في نهاية العالم، ويموت في منتصف المسلسل.
ومن الشخصيات أيضا القبطان “نامق” والذي يكون في بدايات المسلسل يعمل لصالح سكان القلعة ومهمته البحث وايجاد الدكتور رامي، فيجد لينا ويخطفها لكنها تنجح في القاء نفسها في البحر هاربة لتصل للجزيرة حيث عدنان، ثم يصبح فيما بعد نامق في صف عدنان ولينا بمواجهة سكان القلعة.
وهناك شخصية علام وهو قائد القلعة ويمثل السلطة أو المجلس العالي في القلعة وهو الشخصية الشريرة في المسلسل الذي يريد معرفة أسرار الطاقة الشمسية من جد لينا الدكتور رامي ليستطيع غزو بقية العالم والسيطرة عليه.