اجتاز اختبارات هارفرد في التاسعة.. تعرف على سيرة أذكى شخص في العالم
يختلف العلماء في كون الذكاء صفة يمكن تنميتها وزيادتها أم هي منحة ربانية يختص بها بعض الناس، ومهما كانت الحقيقة فالمسلم به أن التاريخ سجل للبعض معدلات ذكاء خارقة، ءوصلتهم إلى القمة في بعض الأحيان، وكانت وبالا عليهم في أحيان أخرى.
ومن هؤلاء شخص قيل إن معدل ذكائه يتراوح بين 250 و 300 درجة، هو العبقري وعالم الرياضيات ويليام جيمس سايدس، الذي يتحدث موقع “عرب ميز” عن حياته.
إنه في الحقيقة الشخص ذو المعدل الأعلى في الذكاء طبقاً لمقاييس الذكاء المعروفة، فقد كانت حياته حافلة بالأشياء العظيمة، وفي شبابه كان عالم رياضيات استثنائياً.
نشأ ويليام سايدس في عائلة من أب يعمل كعالم نفس، وكان في الحقيقة نموذج يحتذى به، فهو حاصل على أربعة درجات علمية من جامعة هارفارد العريقة، أما أمه فهي سارة مند لبوم، والتي حصلت على درجة دكتوراة من كلية الطب.
كان من المتوقع أن تنتج هذه التوليفة العلمية شخصاً مجتهداً بالشكل التقليدي، ولكنه خالف جميع التوقعات، فويليام المولود في مدينة نيويورك عام 1898م، تمكّن بحلول شهره الـ18، من قراءة صحيفة التايمز.
وبوصوله لعامه الثامن، كان قادراً على التحدث باللغات التالية: اللاتينية واليونانية والفرنسية والروسية والألمانية والتركية والأرمينية، كلها بالتعليم الذاتي! ولم يكتف بذلك بل اخترع أيضاً لغته الخاصة.
لمس والد ويليام تميّزه وعبقريته، ومع وصول ويليام سن التاسعة، حاول أبوه تسجيله في جامعة هارفارد، وبالرغم من اجتيازه لجميع الاختبارات، إلا أن الجامعة رفضت قبوله لصغرِه.
ليعاود الأب المحاولة مرة أخرة ولكن بعد عامين، وبالفعل تم قبوله بالجامعة، ليصبح ويليام سايديس أصغر شخص يتم قبوله في جامعة هارفارد في عام 1909.
وبحلول عام 1910 م، وصلت معرفته بالرياضيات أقصى درجة حتى أنه بدأ في إلقاء محاضرات على أساتذته، مما أكسبه لقب “المعجزة”، ثم أكمل درجة البكالوريوس في الآداب في سن السادسة عشرة، ليُصبح ويليام أصغر بروفيسير في التاريخ.
وعلى الرغم من أن ويليام كان يستمتع بالتعلم عندما كان صغيراً، إلا أن رأيه تغيّر بعدما تقدم في السن، وهو ما دفع ويليام بعد فترة وجيزة من تخرجه وأصبح يريد فقط حياة هادئة، والتي كانت حسب قوله، حياة العزلة.
وللحصول على الحياة الهادئة التي طالما حلم بها ويليام، اختار أن يشغل وظائف كتابية منخفضة الأجر، ولكن لم يتركه الناس وشأنه بل ظلّوا يتعرفون عليه بشكل يضايقه، ولم يتركوا له خياراً سوى تغيير وظيفته مرة أخرى.
وفي عام 1924 م، اكتشف المراسلون أنه يعمل في وظيفةٍ ما يحصل منها 23 دولاراً في الأسبوع، وبهذا تصدّر عناوين الصحف مرة أخرى، ولكنهم تعجبوا من عدم استخدامه لذكائه بالشكل المطلوب وقالوا إنه لم يعد قادراً على فعل ما كان يفعله عندما كان صغيراً.
ففي الحقيقة ذكاء ويليام لم يتأثر، حيث كتب طوال حياته العديد من الكتب القيّمة باستخدام أسماء مستعارة مختلفة، ولكنه فقط أراد عيش حياة منعزلة، أما سبب التعثر في سجل هذا العبقري، فيرجع إلى أفكاره المُعارضة.
على الرغم من بوادر النجاح التي لاحقت ويليام في صغرِه، إلا أنه عاش حياة وحيدة تماماً، وفارق الحياة بشكل مفاجئ عن عُمر الـ46 عاماً، إثر إصابته بنزف في الدماغ عام 1944م.
تلفزيون الخبر