الخوف من عدوى كورونا.. هل يسبب اضطرابات نفسية ؟
مع استمرار انتشار فيروس كورونا حول العالم، حذّر أطباء وعلماء نفسيون من آثار عميقة لوباء كورونا على الصحة النفسية، أبرزها ما يمكن أن يؤدي إليه العزل المنزلي من آثار تتعلق بالاكتئاب والقلق والشعور بالعزلة.
وفي سياق متصل، برز بشكل واضح تأثير وسائل الإعلام من خلال الحملات التوعوية التي تعتمد في أغلبها على استمالات التخويف، فإما يستجيب المتلقي للنصائح أو يستهتر بالموضوع ككل.
واختلف الناس بتفاعلهم مع موضوع انتشار الوباء، إذ مازال يبدو للبعض أن كورونا مجرد “انفلونزا ثقيل”، في حين اختلف نمط الحياة اليومية لدى كثيرين، متأثرين بتوصيات الوقاية الضرورية للحماية الشخصية.
زينب من بين الأشخاص الذين يطبقون الإجراءات الوقائية بصرامة، تقول لتلفزيون الخبر: “فرضت على أولادي عدم الدخول إلى المنزل إن لم يخلعوا الحذاء خارجاً ويضعوا المفاتيح في سلة التعقيم وتبديل ثيابهم فوراً قبل الجلوس أو الدخول إلى أي غرفة في المنزل، كما أنني اعتذرت عن استقبال الضيوف”.
أما رانيا، فتحدثت لتلفزيون الخبر عن الخوف الذي ينتاب والدتها المسنّة عند خروج أحد أفراد العائلة من المنزل، مشيرة إلى أن والدتها “امتنعت عن الخروج من المنزل لأكثر من شهر بالتزامن مع تسجيل أولى حالات الإصابات في سوريا”.
ويسرد حسام ما تعرضت له زوجته نتيجة خلطها لمجموعة من المعقمات ومواد التنظيف الكيميائية، إذ يقول لتلفزيون الخبر: “نتيجة الهوس بالتنظيف والإكثار في استخدام المعقمات، يبدو أنه حدث اختلاط ما بالمواد المعقمة مما تسبب بتخريش للصدر وضيق في التنفس مما استدعى نقل زوجتي إلى المشفى للتعامل مع الظرف الطارئ”.
بدوره، أوضح الأخصائي في علم النفس الاجتماعي عبد المنعم الموسى لتلفزيون الخبر أن “أكثر ما يدعو لحدوث القلق لدى الكثيرين هو عدم وضوح الوقت الذي تنتهي به هذه الأزمة”.
وأضاف: “استمرار ذلك يمكن أن يؤدي إلى نوبات من الهلع لكن الوسواس كاضطراب نفسي يمكن أن يحدث في مراحل متقدمة من القلق والتوتر والانفعال”.
وأشار الموسى إلى أنه “تم تصنيف الخوف من الكورونا كنوع من أنواع القلق على المستوى العالمي”.
أما عن مؤشرات الإصابة بالوسواس من كورونا، فشرح الأخصائي أن “الأشخاص المصابين بالوسواس القهري يمارسون سلوكيات متكررة في تعاملهم الدقيق مع المخاوف غير المنطقية من التلوث”.
وتابع: “يمكن أن يزيد غسل اليدين والتعقيم بشكل مفرط إلى أن يصل إلى مرحلة بروز تشققات في الجلد”.
وأردف الموسى: “جميعنا معرضين للإصابة بالاكتئاب على المدى الطويل ومن أعراضه الشعور بالضيق وتغيرات في النوم وعدم الرضا والشعور بالعجز”.
ونصح الموسى لتجاوز أعراض الاكتئاب، “التقليل من متابعة الأخبار المتعلقة بموضوع الاكتئاب وزيادة التواصل الاجتماعي ولو عن بعد”.
ويعد الخوف والهلع من أبرز ردود الأفعال النفسية على الكوارث ومنها جائحة كورونا، لا سيما مع انتشار المعلومات الخاطئة والشائعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
لكن سلوكيات الناس تختلف في التعامل مع الأزمات لذلك نرى من يتعامل مع الموضوع بسخرية ولا مبالاة وأيضاً من يلتزم بالحد المقبول من الإجراءات الوقائية اللازمة، كما يوضح الموسى.
فيما يشير أطباء إلى أن “الخوف والهلع يؤديان إلى ضعف جهاز المناعة وهذا يشكل فرصة للإصابة بفيروس كورونا”.
ووجه الأخصائي بعلم النفس الاجتماعي بعض النصائح للتغلب على الضغوطات النفسية التي يمكن أن يشعر بها الكثيرون جراء استمرار أزمة كورونا، كتشتيت الانتباه عن موضوع المشكلة، وممارسة الرياضية ولو منزلياً، والاستماع إلى الموسيقا والابتعاد عن تناول المنبهات.
بالإضافة إلى عدم متابعة أخبار فيروس كورونا لحظة بلحظة، والمحافظة على روتين العمل اليومي والمنزلي الذي كان يُمارس ما قبل انتشار كورونا مع الالتزام بأساليب النظافة الشخصية لا أكثر.
ولا تقتصر تبعات كورونا على الجوانب النفسية، بل تطال الإجتماعية والاقتصادية وغيرها أيضاً من جوانب الحياة المختلفة، ما يشكل نمطاً حياتياً جديداً لما بعد كورونا، ظهر واضحاً في جزء من المجتمع السوري، كالروابط الأسرية والإجتماعية التي ضعفت بسبب قواعد التباعد الإجتماعي.
نغم قدسية – تلفزيون الخبر – حلب