العناوين الرئيسيةمجتمع

“ساهم لتصنع الفرق”.. حملة مجتمعية تدعم فاقدي العمل في سوريا

انطلقت مبادرة فردية، تعدّ الأولى من نوعها، لدعم فاقدي العمل من السوريين، وسرعان ما تحوّلت المبادرة إلى حملة مجتمعية، حملت عنوان “ساهم لتصنع الفرق”، وذلك استجابةً لفقدان مئاتٍ من السوريين لعملهم، عقب سقوط نظام الأسد، وتسريح كثيرين منهم في ظلّ التغييرات الجذرية التي تشهدها البلاد.

صاحب الفكرة ومؤسس الحملة، بلال الخطيب، في حديثٍ لتلفزيون الخبر، يقول إنّ: “الفكرة ولدت من ملاحظة حجم المعاناة التي تواجه فاقدي العمل، وما تتركه من آثار نفسية واجتماعية وماديّة عليهم، ففكرت في كيفية إيجاد استراتيجية واضحة للربط بين الشركات والباحثين عن العمل”.

 

ويتّخذ مؤسس الحملة دور الوسيط ما بين الشركات الباحثة عن موظفين وفاقدي العمل، معتمداً على آليةٍ للتشبيك، إذ يقول “الخطيب” في حديثه لتلفزيون الخبر: ” تواصلنا مع الشركات في الداخل والخارج وطلبنا منهم توسيع أقسامهم بنسبة 1% لخلق فرص عمل جديدة، دون أن يشكّل ذلك عبئاً على الشركات، ونحاول أيضاً التواصل مع أبناء البلد المقيمين في الخارج لإيجاد فرص عمل عن بُعد، ليستفيد السوريين من الفرص المتاحة خارجياً”.

 

وبدأت الحملة، من دمشق، منذ حوالي شهر، عبر سعي القائمين عليها لتأمين فرص عملٍ ضمن العاصمة وفرصاً أخرى عن بُعد، في حين يحاول أصحاب الحملة توسيع دائرة التشبيك ما بين الباحثين عن العمل والشركات لتشمل الحملة محافظات أخرى.

 

وأوضح “الخطيب” أنه: ” تم الإعلان عن أكثر من ألف فرصة عمل حتى الآن، مما مكّن كثيرين من العثور على وظائف، ومنهم من أصبح شريك في الحملة أيضاً”.

 

وأشار “الخطيب” في حديثه لتلفزيون الخبر، إلى أن: “هدف الحملة تأمين 3500 فرصة عمل لأشخاص فقدوا وظائفهم “.

غزل فرزلي (25 عام)، من بين المستفيدين من حملة “ساهم لتصنع الفرق”، تتحدث عن تجربتها لتلفزيون الخبر إذ تقول: “كنت أعمل رئيسة قسم الموارد البشرية في شركة غذائية تابعة لأحد أفراد النظام السابق، ومع سقوطه، أغلقت الشركة وفقدت عملي”.

 

وتتابع “فرزلي”: “ترشّحت لأكثر من فرصة عمل كانت قد أعلنت عنها الحملة، إلى أن توظّفت وتسلّمت إدارة الموارد البشرية في إحدى شركات الخدمات التسويقية، وبدوري أحاول تأمين فرص عمل لآخرين، كنوع من ردّ الجميل للحملة وإيماناً بأهميتها”.

تميم أيوب (49 عام)، يعمل على تجهيز أوراق سفره بعد أن أتاحت له الحملة فرصة عمل خارج سوريا.

 

وكان “أيوب” قد فقد عمله في إحدى شركات الاتصالات التي توقفت بعد سقوط نظام الأسد، حسب ما ذكر في حديثه لتلفزيون الخبر.

 

وأضاف “أيوب”: “خسرت عملي، لكن بفضل هذه الحملة المجتمعية استجاب الكثير من مدراء الموارد البشرية وحظيت بفرصة عمل في إحدى الشركات المتخصصة بإنشاء الطرق في الجزائر”.

ولا تخفي صباح الجولجي (25 عام)، سعادتها بإيجادها فرصة عمل بشروطٍ تناسبها، إذ تقول في حديثها لتلفزيون الخبر: “كنت أعمل منسّقة للموارد البشرية في بيئة عمل غير صحيّة وبأجر غير منصف، ولكن بعدما علِمت بالحملة حصلت على فرصة عمل في مكتب واحدة من الشركات الإماراتية داخل سوريا”.

 

حلٌّ جزئي وسط تحديات كثيرة..

 

ويواجه القائمون على حملة دعم فاقدي العمل، تحديّات كثيرة أبرزها، حسب مؤسس الحملة: “صعوبة إقناع بعض الشركات بتوسيع أقسامها، كجزء من مسؤوليتها المجتمعية لتأمين فرص عمل، إلى جانب الحاجة إلى تنسيق أكبر مع السوريين في الخارج لإيجاد فرص عمل عن بُعد”.

 

ويشير صاحب المبادرة، بلال الخطيب، في حديثه لتلفزيون الخبر إلى: “أهمية الإعلام بأشكاله التقليدية والحديثة، في التعريف بالحملة وإيصال هدفها إلى أكبر عدد ممكن من صنّاع القرار وأصحاب الشركات، سواء كانوا داخل أو خارج سوريا، مما يساعد مئات السوريين ممن فقدوا أعمالهم على إيجاد فرصاً تناسب كفاءاتهم ومهاراتهم العلمية والعملية”.

 

الجدير بالذكر أن فقدان كثير من السوريين لوظائفهم بات يشكّل معاناة جديدة تُضاف إلى تحديات أخرى يواجهها العاملون في قطاعات مختلفة، أبرزها محدودية الراتب وعدم استقرار بيئات العمل.

 

ندى حبّال – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى