كيف نجحت اليابان في اجتياز “كورونا” رغم الشيخوخة ؟
اجتازت اليابان جائحة كورونا بخسائر وصفت بالمحدودة مقارنة بغيرها، رغم أن البلد الآسيوي يسجلُ أعلى نسبة شيخوخة في العالم.
ولتفسير هذا الأداء الذي وصف بالناجح، يقول “ريكو هاياشي”، وهو نائب المدير في العام في المعهد الوطني الياباني لبحوث السكان والأمن الاجتماعي، إن: “اليابان تحركت بسرعة، في وقت مبكر”.
وتابع “كما تم تشديد إجراءات المراقبة في دور الرعاية، وفرضت إجراءات على الموظفين والزوار من أجل ضمان الوقاية”، بحسب ما نقل موقع “سكاي نيوز”.
وتم التعامل بصرامة كبيرة، في هذا الجانب، حتى أن الأقارب لم يعد يسمح لهم بالزيارة، بينما جرى منح استثناءات لأشخاص في حالة احتضار حتى يتمكنوا من وداع أحبتهم للمرة الأخيرة، لكن شريطة أن يكون الزوار فردا أو اثنين.
وأضاف “هاياشي” أن “الثقافة تلعب دورها أيضاً، لأن دور الرعاية تحظى بقيمة كبيرة، ولذلك، فقد كانت مزودة بمعدات ضرورية من أجل ضمان الوقاية وحماية الأشخاص الأكبر سنا من خطر الإصابة والمرض”.
ويقول الخبير الصحي الياباني، “كايوكو هاياكاوا”، إن “الوقاية لا تقتصر على فيروس كورونا فحسب بل على فيروسات أخرى مثل الإنفلونزا، وهذه الجاهزية كان لها دور مهم”.
ويقول “ماياسوكي موري”، وهو مسير أحد دور الرعاية في جنوبي العاصمة طوكيو، إنه “لم يجرِ فرض ارتداءات الكمامات على الموظفين حتى يتواصلوا بسهولة مع كبار السن، لاسيما الأشخاص الذين يعانون الخرف”.
فضلا عن ذلك، حرص موظفو دور الرعاية في اليابان على التزام التباعد الاجتماعي قدر الإمكان، فكانوا يتنقلون فقط بين البيت والعمل، نظرا إلى مسؤوليتهم على سلامة كبار السن، واحتمال تأثرهم الكبير بالعدوى.
وفي سبب آخر، يرجح أيضا أن “تكون اليابان تفادت مستوى أعلى من الوفيات، لأن كبار السن لا يعانون السمنة على غرار الأميركيين وسكان باقي الدول الغربية الأخرى، فيما كشفت دراسات طبية أن من يعانون زيادة الوزن يكونون أكثر عرضة لمضاعفات فيروس كورونا”.
يذكر أن متوسط عمر السكان في اليابان يصل إلى 47 سنة، فيما يبلغُ أمد الحياة 81 عاماً، بحسب ما نقلت صحيفة “واشنطن بوست الأميركية، مضيفة أن “28 في المئة من اليابانيين تخطوا 65 سنة”.
تلفزيون الخبر