كاسة شاي

“ميغالو” و”كروكوداي”.. ضحايا هامشيون لتفجير خط الغاز العربي

انجلى دخان التفجير الإرهابي الذي استهدف أنبوب الغاز العربي في منطقة الضمير شمال دمشق، وجمع الفنيون تجهيزاتهم بعد أن أعادوا إصلاح ما أصابه من أضرار، ليتنفس الضحايا الرئيسيون المعتادون في مثل هذه الأعمال التخريبية الصعداء بعدما علموا باقتصار الأضرار على الماديات.

لكن بحسب وكالات الأنباء، ثمة ضحايا آخرين، عادة ما يتجاهلهم البشر بشكل تلقائي في زحمة الأهوال التي تصادفهم، (ميغالو) (كروكوداي) اللذين كانا ضحايا مباشرين للتفجير الإرهابي، يشكلان نموذجا حيا عن أولئك (الآخرون).

فاليوم، تجر القطة (ميغالو) وراءها أطرافها السفلية جراء شلل تام أصاب في أطرافها الخلفية، فيما الكلب (كروكوداي) الذي لا يقل حظه سوءا عن (ميغالو)، فقد عينه اليمنى إضافة إلى أضرار أخرى في أطرافه.

تيمنا بشخصيات كرتونية محفورة في ذاكرة السوريين، أطلقت السيدة آني أورفلي إسمي (ميغالو) و(كروكوداي) على قطة وكلب أنقذتهما من المحيط القريب لموقع التفجير الإرهابي الذي يعد السادس من نوعه الذي يتعرض له خط الغاز العربي في منطقة (الضمير) .

بعد انتهائها من نزع إحدى شظايا الانفجار التي علقت بقدم (كروكوداي)، أشارت أني إلى أن “الانفجار خلف ضحايا هامشيون كثر، بينهم قطعان أغنام وأبقار في المزراع القريبة من موقع التفجير”.

“لفتتني صورة كلب مصاب نقلها وسائل الإعلام في موقع التفجير”، هكذا علمت آني التي تدير ملجأ “الجمعية السورية لإنقاذ الحيوانات” بوجود (كروكوداي) في منطقة التفجير.

مضيفة “سارعت للحصول على موافقة أمنية خاصة تخولني الدخول إلى منطقة الانفجار، وبدأت البحث عنه، ليتضح لها بأنه فقد إحدى عينيه بشظية أصابته من التفجير، إضافة إلى أضرار أخرى في أنحاء جسمه”.

خلال رحلة بحثها عن (كروكوداي) بمساعدة بعض عناصر الأجهزة الأمنية ممن يجرون تحقيقاتهم في المنطقة، صادفت أني قطة وقد اخترقت إحدى شظايا الأنبوب نخاعها الشوكي، فأصاب الشلل أطرافها السفلية.

القطة التي أصبح اسمها (ميغالو)، خضعت للعلاج المتاح وهي اليوم، إضافة إلى (كروكوداي)، باتوا يعيشون في منزلهم الجديد قرب الطريق السريع إلى مطار دمشق الدولي.

وتعتزم آني العودة مع فريقها إلى موقع التفجير بحثا عن عدد من الحيوانات الشاردة الأخرى التي أصابتها شظايا التفجير، بينها كلب قطع أحد أطرافه.

والتفجير الإرهابي الذي استهدف مقاطع من خط الغاز العربي بريف دمشق الشمالي الغربي، خلف خسائر مباشرة بنحو 800 مليون ليرة سورية، وتسرب حوالي 3 ملايين متر مكعب من الغاز إلى الجو.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى