“حرب المياه” بين جيش الاحتلال التركي و قوات “قسد” يدفع ثمنها مليون سوري
تستمر قوات الاحتلال التركي بانتهاكاتها اللاإنسانية تجاه أكثر من مليون مواطن سوري في مدينة الحسكة والتجمعات السكانية الممتدة في الريف الغربي وصولاً إلى بلدة تل تمر من خلال التحكم بمحطة ضخ مشروع آبار مياه علوك بريف رأس العين المحتلة واستخدام المياه كسلاح لتعطيش الأهالي.
وكشفت مصادر محلية بريف الحسكة لتلفزيون الخبر أن “قطع المياه من قبل الاحتلال التركي جاء رداً على قطع قوات “قسد” المدعومة من الاحتلال الأمريكي للكهرباء عن محطة تحويل مبروكة المغذية لمدينتي رأس العين وتل أبيض المحتلتين من سد تشرين بريف حلب”.
وبين المدير العام لمؤسسة المياه في الحسكة المهندس محمود العكلة لتلفزيون الخبر أن “جيش الاحتلال التركي يتعمد قطع المياه من مصدرها الوحيد في محطة آبار علوك لليوم الثالث على التوالي ما أدى لحدوث أزمة كبيرة وخانقة على المياه”.
وتابع العكلة أن “قوات الاحتلال التركي الموجودة في المنطقة قامت بإيقاف العمل بمحطة علوك ومنع عمالها من دخولها وإيقاف ضخ المياه إلى الأهالي ما تسبب بمعاناة شديدة للمشتركين في مركز مدينة الحسكة والأحياء المحيطة بها وأهالي الريف الغربي”.
ودعا العكلة إلى “ضرورة إعادة إدخال العمال وتشغيل المحطة وعدم استخدام المياه كسلاح لتعطيش الأهالي والضغط عليهم”، مضيفاً أنهم “قاموا بالتواصل مع الجانب الروسي للتوصل لحل المشكلة بشكل فوري “.
ويتزامن قطع المياه والكهرباء المتبادل بين جيش الاحتلال التركي وفصائل “الجيش الحر” التابعة له وقوات “قسد” مع الارتفاع الكبير بدرجات الحرارة في محافظة الحسكة والحاجة المتزايدة للمياه في ظل زيادة عدد الإصابات بفايروس “كورونا” .
ما يعتبر جريمة موصوفة بحق الإنسانية يرتكبها جيش الاحتلال التركي وفصائل “الجيش الحر” التابعة له وقوات “قسد”، وذلك في ظل غياب كامل للحلول الحكومية لحل مشكلة المياه التي أصبح عمرها الزمني أكثر من ١١ شهراً.
وطالب مجموعة من سكان مدينة الحسكة عبر تلفزيون الخبر بضرورة قيام القوات الروسية الصديقة والوسيطة بالعمل على تحييد موضوع المياه والكهرباء عن التنافس العسكري بين المجموعات المسلحة من خلال وضع نقطة عسكرية روسية في محطة آبار علوك بريف الحسكة وسد تشرين بريف حلب.
في حين اشتكى آخرون رفض أصحاب الصهاريج التي تحمل اللوحات الصادرة من “الإدارة الكردية” الدخول لمناطق سيطرة الجيش العربي السوري وسط المدينة، ما جعل سكان أحياء وسط المدينة يفتقرون إلى الصهاريج لنقل المياه واستغلالهم.
ووصل سعر الخزان ( 5 براميل ) إلى 5000 ليرة، مع الانتشار الواضح لظاهرة حفر الآبار المنزلية في المنازل والأرصفة للاستخدام المنزلي فقط.
أهالي مدينة الحسكة عبروا عن غضبهم جراء هذه الإجراءات المجرمة التي ينتهجها الاحتلال التركي في ريف الحسكة الشمالي، واعتبروا قطع المحتل التركي للمياه جريمة دنيئة بحق الإنسانية ولا بد من تدخل المنظمات الدولية والإغاثية لوقف مثل هذه الممارسات، وتحييد محطة مياه علوك لأن قطع المياه يهدد حياة الآلاف من أبناء محافظة الحسكة.
ويرى آخرون أن “إيصال المياه هو أحد أكبر المشاكل التي تعترضهم وباتت حسرة عليهم في ظل ارتفاع درجات الحرارة والزيادة الجنونية بأسعار المياه المعدنية واستغلال الباعة حاجة المواطنين.
يشار إلى أن الاحتلال التركي، منذ عدوانه على الأراضي السورية في شهر تشرين الأول من عام ٢٠١٩، قامت قواته بقطع المياه من مشروع علوك ٢٠ مرة.
عطية العطية – الحسكة