الدول الأوروبية تستنفر ضد قرار أردوغان بفتح حدوده أمام المهاجرين
“بعد أن فتحنا الحدود تلقينا اتصالات أوروبية تدعونا لإغلاق الأبواب، لكننا فتحناها وانتهى الأمر”، بهذه الجملة أعلن رئيس العدو التركي، أردوغان، فتح حدوده أمام المهاجرين تجاه الدول الأوربية، التي استنكرت قراره معتبرة أنه “ابتزاز وترهيب”.
والبداية مع اليونان، التي هاجم رئيس وزرائها، كيرياكوس ميتسوتاكس، تركيا، متهماً إياها بـ”استخدام اللاجئين لانتشالها جيوسياسيا”، مشيراً إلى أن “أنقرة أصبحت “المهرب الرسمي” للاجئين إلى الاتحاد الأوروبي”.
وحذَّر ميتسوتاكس “أنقرة من “ابتزاز” أثينا ودول الاتحاد الأوروبي”، معتبراً أن “ذلك غير ممكن”، في الوقت الذي نشرت فيه اليونان قوى عسكرية مسلحة على حدودها معلنة وقف النظر في جميع طلبات اللجوء.
ومنعت اليونان 24 ألف لاجئ من الدخول إلى أراضيها بعد القرار التركي، الجمعة الماضية، واعتقلت العشرات منهم وأنقذت بعض اللاجئين الذين حاولوا الوصول عبر البحر.
واعتبر رئيس المجلس الأوروبي، تشارليز ميتشل، أن “الحدود اليونانية هي حدود أوروبية وأمر حمايتها جوهري بالنسبة للأوروبيين”.
ودعا ميتشل أنقرة “لاحترام الاتفاق الذي أبرمته مع الاتحاد الأوروبي عام 2016، الذي يقضي تحتوي تدفق المهاجرين إلى أوروبا، مقابل الحصول على مساعدات تبلغ قيمتها مليارات من اليورو”.
وغردت المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لين، على “تويتر”، “أولويتنا في هذه المرحلة هي ضمان حصول اليونان وبلغاريا على دعمنا الكامل، نحن مستعدون لتقديم دعم إضافي، لاسيما من خلال وكالة حرس الحدود الأوروبية للحدود البرية”.
ويتواجد حالياً أكثر من 400 شخص من حرس الحدود في الجزر اليونانية، فيما مجموعات أصغر تتواجد في إيفروس اليونانية، المتاخمة للحدود التركية، و60 ضابطاً في بلغاريا”.
أما بلغاريا التي تتشارك مع تركيا في حدود يصل طولها إلى 250 كم وأقيم على امتدادها سياجاً شائكة منذ عام 2016 لمنع تدفق المهاجرين، فاتخذت موقفاً أقل حدة من اليونان،معتبرة أن ” المهاجرين غير الشرعيين يشكلون تهديداً لاستقرار المنطقة، لا سيما في الوقت الذي تعمل فيه أوروبا على مكافحة كورونا”.
ونددت النمسا عبر المستشار، سيباستيان كورتس، بالقرار التركي، حيث اعتبر أن “هذه الممارسات بمنزلة هجوم تشنه تركيا على الاتحاد الأوروبي واليونان، عبر استخدام المهاجرين للضغط على أوروبا”.
وبين المستشار النمساوي أنه “لا ينبغي أن يكون الاتحاد الأوروبي عرضة للابتزاز”، مشيراً إلى أن “أردوغان يضلل المهاجرين من خلال وعود كاذبة”.
وسجلت ألمانيا موقفاً حازماً من القرار التركي، حيث اعتبرت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، أنه “لا يمكن قبول ضغط تركيا على الاتحاد الأوروبي من خلال فتح الحدود”.
وقالت ميركل : “أتفهم أن تركيا تواجه تحديا كبيرا جدا فيما يتعلق بإدلب، مع ذلك من غير المقبول بالنسبة لي ألا يعبر أردوغان وحكومته عن هذا الاستياء خلال حوار مع الاتحاد الأوروبي، وإنما باستغلال اللاجئين، في رأيي هذا ليس السبيل للمضي قدما”.
وأكد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، في تغريدة على “تويتر” أن “بلاده حاضرة للمساهمة في الدعم الدولي ومساعدة حماية الحدود الأوروبية، لاسيما اليونانية والبلغارية”، داعياً إلى “إيجاد طريقة لتجنب أزمة إنسانية وأزمة هجرة”.
وتجاهد دول الاتحاد الأوروبي وعددها 27 دولة، للتوصل إلى موقف موحد في مواجهة تركيا التي تقول إنها لن تلتزم باتفاقها مع الاتحاد الموقع في 2016، رغم مليارات الدولارات التي قدمت إليه خلال السنوات الماضية .
يذكر أن أردوغان، فتح حدوده أمام اللاجئين نحو أوروبا، في إطار سعيه للضغط على الدول الأوروبية، بعد هزيمته بعدوانه العسكري في مدينة إدلب، والذي سقط فيه 56 جندي تركي.
تلفزيون الخبر