ماهي متلازمة “ملكة النحل”؟ وهل هي حقيقة؟
كثيراً ما نسمع نساء يتذمرن من سلوك “مديراتهن” في العمل، واصفين المديرين من الذكور بأنهم أكثر مرونة ودعماً لهن، فإلى أي مدى يصح هذا الكلام؟ وهل حقاً هناك ما يدعى بمتلازمة ملكة النحل بين النساء اللواتي يتبوأن مناصب قيادية؟.
في عام 1973 قام كل من “غل ستينس” و “تي جاياراتن” و “سي تافريس” باستحداث تعريف لمتلازمة ملكة النحل، حيث تصف المرأة التي تشغل منصباً ذو سلطة والتي تعامل مرؤوساتها من النساء بشكلٍ أسوأ من مرؤوسيها من الرجال وتنظر إليهم نظرةً دونية بحكم السلطة الممنوحة لها.
ووثَّقَ العديد من الباحثين هذه المتلازمةَ في أبحاثِهم، حسب ما يذكر موقع “المحطة”، فجاء في بحثٍ أجراه علماءٌ من جامعة تورنتو أنّ متلازمة ملكة النحل هي ما يُشعِر النساءَ يمعدلاتٍ أعلى من التوتر في حال عملهنَّ تحت سلطة مديرةٍ لا مديرٍ.
ومما أثبت هذه النظرية أنّ معدلات التوتر لدى الرجال الذين يعملون تحت سلطة امرأةٍ بقيت كما هي مقارنة بمعدلات توترهم عند عملهم تحت سلطة رجُل.
ويصف تعريفٌ آخر ملكةَ النحل بأنّها أي امرأةٍ حققت نجاحاً في وظيفتها ولكنّها ترفض في ذات الوقت مساعدةَ غيرها من النساء على تحقيق ما سبق لها تحقيقُه.
وتقول الدراسات “في عالم البشر، تماما كما في عالم الحشرات، فليس هناك مجال إلا لملكة نحل واحدة فقط وأنّ هذه الملكة ستبذل ما في وسعها لأن يبقى الأمر على هذا النحو.، فبدلا من مد يد العون لمساعدة الأخريات على تسلق السلم الوظيفي فإنّها ستعمل على الضغط بكعب حذائها الأشبه بالخنجر على أصابع المرأة التي تعمل على تسلق السلم الوظيفي من خلفه”.
وبالإضافة إلى المنافسة غير المرغوبة، يعتقد العلماء أنّ هذا الميل يعود جزئيا إلى حقيقة أنّ النساء اللائي يشغلن مناصب عليا يرغبن في أن يصبحن أكثر تماثلا مع نظرائهن من الرجال، ولذلك فإنهن يملن إلى التعويض عن شعورهن بالنقص من خلال تقديم العون إلى العاملين الذكور أكثر من العاملات الإناث.
ويفترض بعض الباحثين أنّ النساء اللواتي يشغلن مناصب سلطة قد يشعُرنَ بأنه يتوجب على غيرهنّ من النساء أن يسلُكنَ الطريق الصعب الذي اضطُررن لسلكه ليصلنَ للقمة -أي عبر قضاء العديد من السنوات بين أحضان العمل الشاقّ والتوتر الشديد. بعبارةٍ أخرى، يعتقدن أنّ غيرهنّ من النساء يجب أن يعانين كما عانينَ في بداية رحلتهنَّ.
ووفقاً لنظرية متلازمة ملكة النحل، يكون تأثير المرأة التي تشغل منصب المدير العام على النساء الخبيرات مهنياً تأثيراً أكثر سلبيةً، من تأثيرها على الرجال الخبراء مهنياً.
وعندما قامت مجموعة من الأساتذة المختصين بالأبحاث الاستراتيجية بإجراء بحث عن الإدارة العليا في 1500 شركة تابعة لشركة Standard & Poor’s -لما يزيد عن عشرين عاماً- خلص بحثهم إلى نتيجةٍ يؤمنون أنها تدعم الفكرة السابقة.
حيث وجدوا أّنّ احتمالية استلام امرأة لمنصب المدير العام تقل بنسبة 51% عندما تصل امرأة لمنصب المدير العام قبلها، ولكن عبر إجراءِ دراسةٍ أكثر دقة، وُجِد أنّ الفرد الذي يمنع امرأة أخرى من صعود السلم الوظيفي لم يكن امرأةً تعاني من متلازمة ملكة النحل بل رجلاً يشغل منصب المدير التنفيذي.
كما ووجدوا أنّ الآية تنعكس عندما تستلم امرأةٌ ما منصب المدير التنفيذي، فتكون فرصة النساء للوصول إلى الإدارة العليا أكبر مما هي عليه عندما يكون المدير التنفيذي رجلاً.
وبالمقابل يرفض الباحثان “شيرل ساندبيرج” و “آدم غرانت” الاعتِقاد الشائع الذي ينصّ على أنّ النساء لا يدعمنَ غيرهن من النساء للوصول إلى مناصِب عليا، بل ويعتقدان العكس.
وتعد شيرل ساندبيرج واحدةً من أكثر النساء تأثيراً في الشركات الأمريكية؛ بحكم أنها كبيرة مسؤولي التشغيل لشركة فيسبوك، و تتحدث بناءً على خبرتها الشخصية في العمل الإداري.
رغم تواجد ملكات النحل حولنا، إلا أنهنّ يمثلنّ نسبةً أقل مما نعتقد، حيث صرّح كلٌّ من شيرل ساندبيرج وآدم غرانت قائِلَين: “لا تُعامِل النساء بعضهن بلؤمٍ أكثر من اللؤم الذي يظهره الرجال عندما يتعامل الواحد منهم مع الآخر”.
تلفزيون الخبر