المعهد العالي للبحوث والدراسات الزلزالية في جامعة دمشق يعقد مؤتمراً دولياً في هندسة البناء

يعقد المعهد العالي للبحوث والدراسات الزلزالية (HIESR)، في جامعة دمشق، المؤتمر الدولي في هندسة البناء – نحو منشآت أكثر استدامة ICCE 2024، بنسخته الثالثة، في الفترة من 23 حتّى 24 شباط 2025، والذي تم تأجيله عدة مرات سابقاً بسبب توقّف حركة المطارات وحرب لبنان.
وأوضحت عميد المعهد العالي للبحوث والدراسات الزلزالية في جامعة دمشق الأستاذة الدكتورة هالة حسن لتلفزيون الخبر أن “المؤتمر يهدف إلى الجمع بين الباحثين والخبراء في مجال هندسة البناء من مختلف الجامعات العالمية”.
وتابعت “حسن”: “بالإضافة إلى تقديم أبحاث مبتكرة وتقنيات متطوّرة للاستخدام الأمثل للموارد والطاقة المُتاحة، بما يضمن استدامة وكفاءة البناء، مع الحفاظ على التراث الثقافي والمعماري وحماية البيئة”.
وأضافت عميد المعهد العالي للبحوث والدراسات الزلزالية أنه “سيتم التركيز خلال المؤتمر على تطوير نماذج إدارة المخاطر للمدن الذكية المستدامة، لحل مختلف المشكلات المتعلّقة بنوعيّة الحياة في المدن التي يزداد فيها عدد السكان كثافةً”.
و “حقق المؤتمر الدولي الثاني في هندسة البناء ICCE 2022، والذي عُقدَ بالمعهد العالي للبحوث والدراسات الزلزالية في جامعة دمشق (28-29 تشرين الثاني 2022) نجاحاً كبيراً، إذ تضمّن محاضرات بالنظام الهجين (أونلاين + مباشر) من أجل تبادل المعرفة والتعرّف على الحلول والآفاق المستقبلية في أعمال الهندسة المستدامة”، وفق الدكتورة “حسن”.
وذكرت “حسن” أن “الحدث آنذاك اجتذب جمهوراً عالمياً واسعاً من المتحدثين الرئيسيين المرموقين، بمشاركات من الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وألمانيا وإيطاليا وفرنسا ورومانيا وإسبانيا والهند والعراق ولبنان وسوريا”.
وبيّنت “حسن” أن “المؤتمر تلقى مئة وعشرة ملخصات، نتج عنه قبول ثمانٍ وثمانين ورقة للنشر، كما تم نشر اثنتان وأربعون ورقة في مجلة IJMRI، بينما نُشرت عشرون ورقة أُخرى خاصة بالباحثين السوريين في مجلة جامعة دمشق للهندسة، وتجميع الأوراق المتبقية في Conference Proceeding”.
وقالت “حسن”: “تعرّضت سوريا وتركيا بعد شهرين من المؤتمر السابق لزلزالين مدمرين بقوة 7.8 و 7.5 درجة في 6 شباط 2023 وهزات ارتدادية عديدة، بالإضافة إلى ذلك عانت بعض دول الشرق الأوسط من الأزمات والحروب، ما أدّى إلى كميات هائلة من مخلّفات الهدم والركام”.
وأردفت عميد المعهد العالي لبحوث الزلازل أن “الدول النامية تواجه تحديات بيئية خطيرة، مثل سوء إدارة النفايات الصلبة (SWM)، والتي لها عواقب كبيرة على كل من البيئة والصحة العامة، كما تمتلك منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط، مثل جميع دول البحر الأبيض المتوسط، تراثاً ثقافياً ومعمارياً هاماً، يهدده مخاطر مختلفة”.
وأوضحت “حسن” أن “هذه المخاطر تتمثّل بالكوارث الطبيعية والتطوّر العمراني والتلوّث وأنظمة إدارة المواقع والحرائق غير الكافية والنهب والصراعات، بالإضافة إلى ذلك فإن الهياكل التاريخية تتقدّم في العمر وتتعرّض لأحمال خدمة ثابتة وديناميكية متزايدة”.
وتابعت عميد المعهد أن “منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط (EMR) غنية جداً بالموارد الطبيعية التي يمكن استخدامها في الهندسة المدنية، وفي مواجهة هذه التحديات المتعددة والمترابطة، يُطلب من مهندسي المنشآت، سواء في الشرق الأوسط أو في جميع أنحاء العالم، تطوير حلول وقائية مبتكرة”.
وأشارت “حسن” إلى أن “مجمل ما سبق شجّع على التخطيط لتنظيم النسخة الثالثة من المؤتمر، والذي تأتي أهميته في الوقت الراهن، سواء في سوريا أو في دول العالم قاطبةً من التشجيع على ابتكار وتوطين التقنيات الحديثة بغية تخفيض استخدام الموارد الطبيعية والحفاظ على التراث الإنشائي”.
ما أهداف ICCE 2024؟
و “يهدف مؤتمر ICCE 2024 إلى جمع الباحثين والخبراء في مجال الهندسة المدنية من الجامعات حول العالم، وعرض الأبحاث المبتكرة والتقنيات المتطوّرة للاستخدام الأمثل للموارد والطاقة المُتاحة ممّا يضمن الاستدامة وكفاءة البناء، مع الحفاظ على التراث الثقافي والمعماري وحماية البيئة”، بحسب “حسن”.
وبررت عميد المعهد العالي لبحوث الزلازل ذلك “كون منطقة الشرق الأوسط تمتلك مثل جميع دول البحر الأبيض المتوسط، تراثاً ثقافياً ومعمارياً مهماً يتعرّض لمخاطر مختلفة مثل: الكوارث الطبيعية، التنمية الحضرية، التلوّث، تعطّل الموقع ونظام إدارة الحرائق، والنهب والحروب”.
وتابعت “حسن”: “علاوة على ذلك، فإن الهياكل التاريخية تتقادم وتعاني من زيادة أحمال الخدمة الثابتة والديناميكية المطبقة، لذلك، يتطلّب الحفاظ عليها إنشاء طرق تدخل فعّالة للصيانة والتعزيز النهائي والتعديل التحديثي”.
وشرحت “حسن” أن “تطبيقات الذكاء الاصطناعي تساعد في المدن التاريخية المأهولة بحماية هذه المدن وصيانتها، ولا تزال نماذج الإدارة الذكية قيد التطوير، لا سيما تلك التي تركّز على إدارة الكوارث في مراحلها الثلاث (قبل وأثناء وبعد)”.
ولفتت عميد المعهد العالي لبحوث ودراسات الزلازل إلى أن “هذه التحديات تفرض على باحثي الهندسة المدنية تطوير حلول ذكية وفعّالة تحقيقاً لهذه الغاية”.
وحول أبرز الأبحاث التي يشجّع عليها المؤتمر، أجابت “حسن”: “الأبحاث المتعلّقة بتقنيات جديدة في التعديل التحديثي، الحماية من الزلازل وأنظمة التكيف، الأثر الجيوهندسي للزلازل، الهياكل المركبة والمواد المركبة، إعادة التأهيل الهيكلي والتحديث والتقوية، الهياكل والمواد الحيوية، النمذجة غير الخطية للمواد والسلوك الهيكلي”.
وتابعت “حسن”: “بالإضافة إلى تكنولوجيا نمذجة معلومات البناء (BIM)، طرق تقييم طاقة البناء، إدارة النفايات وإعادة استخدامها، الإدارة البيئية المتكاملة لحماية واستدامة الموارد الطبيعية، نماذج إدارة المخاطر للمدن الذكية المستدامة، الإدارة الذكية للمخاطر في المواقع التراثية، هياكل الطاقات المتجددة، معالجة المياه، الهندسة الجيوتكنيكية، النقل المستدام، حلول نظم المعلومات الجغرافية للهندسة المدنية، وحالات دراسيّة”.
وكشفت “حسن” عن “ورود ما لا يقل عن مئة بحث من جامعات القطر والجامعات العربية والدولية في النسخة الثالثة للمؤتمر، وخضعت جميع المقالات للتحكيم من قبل محكمين ثلاثة على الأقل، وسيتم نشر المقالات المقبولة في مجلة International Journal of Masonry Research and Innovation، وهي مجلة دولية رصينة ذات تصنيف Q3”.
و “تتكوّن اللجنة العلمية للنسخة الثالثة من المؤتمر من ثلاثمئةٍ وواحدٍ وثلاثين باحثاً، يتألفون من مئةٍ وأربعٍ وستين باحثاً سورياً، ومئةٍ وسبعٍ وستين باحثاً من جامعاتٍ عربية وأجنبية (لبنان، الأردن، مصر، الجزائر، تونس، ليبيا، العراق، السودان، الإمارات، الكويت، المغرب، فلسطين، إيران، الباكستان، الهند، السنغال، ونيجيريا”، وفق عميد المعهد.
وتحدّثت “حسن” عن “حضور لافت للجامعات الأوروبية في اللجنة 77 باحثاً من فرنسا، إسبانيا، المملكة المتحدة، ألمانيا، البرتغال، صربيا، هولندا، إيطاليا، ورومانيا”، مشيرةً إلى أنه “من بين الباحثين في جامعات أجنبية 20 باحثاً من أصول سوريّة أكملوا المرحلة الجامعية الأولى في الجامعات السوريّة”.
وحول المشاركات العلميّة في النسخة الثالثة من الموتمر، قالت “حسن” إنه “تم قبول 227 ملخص وقُبلَ 112 مقالة لباحثين من سوريا ولبنان والعراق وليبيا وتونس والجزائر ومن الكاميرون والكونغو ونيجيريا والباكستان والهند، ومن فرنسا وإسبانيا وإيطاليا والبرتغال”.
الجدير ذكره أن “الفريق العلمي المنظّم لمؤتمر ICCE 2024 يتألف من الأساتذة هالة حسن، جورج وردة، فراس المحمود، Belèn GONZALEZ و Antonio FORMISANO”، وفق “حسن”.
شعبان شاميه – تلفزيون الخبر