“المجدّرة أطيب”.. السوريون يلغون اللحوم من قائمة مطبخهم مع ارتفاع سعر “صرفها”
توالي أسعار اللحوم بين اليوم والثاني تذبذبها، لتبدو الحالة كالبورصة أو كسعر صرف الدولار وسعر غرام الذهب، فكيلو لحم الغنم وصل لـ12 ألف ليرة، والعجل تجاوز 7 آلاف، وهو أعلى سعر وصلت إليه اللحوم في سوريا.
وأكدت جمعية اللحامين بدمشق “انخفاض الإقبال على شراء اللحوم، قائلة : “انخفض استهلاك دمشق من اللحوم إلى أقل من ٧٠٠ ذبيحة يومياً”.
“وذلك بعد أن كان معدل الاستهلاك اليومي في العام الماضي نحو ١٥٠٠ ذبيحة وقبل العام ٢٠١١ نحو ١٠ آلاف ذبيحة”، بحسب وسائل إعلام محلية.
في الوقت الذي ضاق فيه السوريون ذرعاً بلملة أثار أزماتهم المتلاحقة بين ما يلزم وما يمكن أن يلغى من قائمة أولوياتهم ولسان حالهم يقول: “شو بدنا نلغي لنلغي”.
فالمطبخ السوري الذي لطالما عرف بتنوع ألوانه وطيب مأكولاته يقف اليوم أمام إلغاء طبخة تحتاج لتخرج بمذاقها المعتاد إلى “أوقية لحم” على الأقل.
أم إياد ربة منزل دمشقية تقول لتلفزيون الخبر: “استخدام اللحمة بالطبخة منستبدله بمكعب “ماجي” الطعم اختلف كتير .. ماعاد فرقت كل شي اختلف هالايام”، تتابع “للتغذية ممكن استبداله بصحن فول مع خضروات “.
كما تلجأ أم إياد أيضاً إلى تكرار طبخة “المجدرة”، حيث ترى أن مكوناتها من عدس وبرغل وصحن سلطة لم تعد قليلة التكلفة كما كان حالها سابقا، لكنها أخف وتحتوي على البروتين.
تضيف “نعتمد أحيانا على شوربة العدس والاكلات الأقل كلفة.. “، مردفة “الطبخ بكل أحواله صار مكلف ومتعب ومؤرق الغاز صعب تأمينه”، وتكمل “أحيانا منعتمد بالطبخ على لحم الدجاج .. علما أنه ما نفد من ارتفاع الاسعار”، وفق تعبيرها.
وبالعودة إلى نشرة جمعية اللحامين، فإن سعر لحم الدجاج لم يكن بأفضل حال، حيث زادت بمعدل الضعف عما كانت عليه قبل شهرين، فوصل سعر كيلو الفروج المنظف لـ1850 ليرة، ، وكيلو الشرحات 2800، والجوانج بـ1300 ليرة.
وبإجراء حسبة يتبين أن الأسرة المكونة من 5 أفراد تحتاج شهرياً، بمعدل 3 كيلو من اللحوم الحمراء، و4 كيلو من اللحوم البيضاء، وإذا ما تم احتساب سعرهم فإنه يعادل تقريبا راتب الموظف الشهري الذي لا يتجاوز 50 ألف ليرة.
و لذلك عزفت معظم الأسر المتوسطة عن شراء اللحوم الحمراء بمختلف أنواعها، واكتفت بمادة الفروج وبكميات أقل تصل لـ 5 آلاف ليرة بالحد الأدنى للأسرة.
يذكر أن البلاد تمر منذ نهاية العام الماضي بموجة ارتفاع أسعار طالت أبسط ما يمكن أن يحتاجه المواطن السوري، ليعيش السوريون حالة من الذهول ومحاولة التأقلم والتعايش .