أهالي حلب يودعون طريق خناصر.. النقل تعلن عودة أوتوستراد حلب – دمشق للعمل رسمياً
أعلن وزير النقل علي حمود من مدينة حلب افتتاح طريق أوتوستراد حلب – دمشق رسمياً، وعودته للعمل وتسيير الرحلات عبره، بعد انقطاع استمر حوالي 7 سنوات.
وبين حمود، الموجود في مدينة حلب مع الوفد الحكومي الذي يزور المدينة، أن “الطريق الدولي دمشق – حلب افتتح أمام حركة السير والمرور، وتم وضعه في خدمة المواطنين”.
وكان طريق حلب – دمشق الدولي أعلن عن تأمينه بشكل كامل من قبل الجيش العربي السوري يوم الثلاثاء 15-2-2020، بعد تحرير كامل الجهة الغربية من الطريق بريف حلب الجنوبي الغربي.
وكانت بدأت عمليات تحرير كامل طريق حلب – دمشق الدولي الشهر الماضي، ابتداءً من مناطق ريف إدلب الجنوبية، حيث أُحرز التقدم السريع والكبير للجيش العربي السوري بعد تحريره مدينة معرة النعمان الواقعة على الأوتوستراد.
واستمرت عمليات الجيش شمال المعرة مروراً بخان السبل وصولاً لمدينة سراقب الهامة، التي تمكن الجيش خلال يومين فقط من حصارها وتحريرها كاملاً.
وتابع الجيش بعد سراقب تقدمه متجهاً لتلة العيس الاستراتيجية، داخلاً الحدود الإدارية لمحافظة حلب، ليتم أيضاً حصار التلة من 3 جهات، وإعلان تحريرها مع القرى المحيطة بها خلال يوم.
وبعد تلة العيس، تقدم الجيش العربي السوري باتجاه بلدة الزربة الهامة معلناً تحريرها أيضاً، مع منطقة رأس القرميد وأبو شليم، وصولاً لمنطقتي الراشدين الرابعة وخان العسل، لتتوج العملية العسكرية بتحرير تلك المنطقتين.
ويبلغ طريق حلب – دمشق الدولي حوالي 350 كيلومتر يحتاج قطعه حوالي 4 ساعات، واصلاً أقصى محافظة سوريّة في الشمال، وهي حلب، مع العاصمة دمشق في الجنوب.
وسيطر المسلحون المتشددون على الطريق عام 2012، مع بداية وصول الحرب إلى مدينة حلب، حيث احتل المسلحون حينها ريف المدينة الجنوبي الذي يمتد الطريق عبره، علماً أن الحركة بقيت على الطريق بذاك العام، لكن بشكل قليل.
وارتكب المسلحون خلال عام 2012 أبشع الجرائم بحق أهالي حلب المارين على الطريق، عبر السرقات والخطف والقتل، مع اعتقالهم الشباب بشكل خاص، من داخل بولمانات السفر، التي كانت توقف على الطريق بقوة السلاح، وكل ذلك كان كرهاً منهم وبحجة عدم انضمام الحلبيين إلى “ثورتهم” المزعومة.
أما بداية عام 2013، أغلق طريق حلب – دمشق الدولي من قبل المسلحين، ضمن خطة حصار للمدينة التي كانت أحياءها الواقعة بالجهة الشرقية محتلة من قبل المسلحين المتشددين.
وعاشت مدينة حلب حينها حوالي السنة من أصعب سنوات حربها، وهي محاصرة بشدة لعدم وجود أي منفذ أو طريق يصلها بباقي المناطق السورية، حتى بدء عملية فتح طريق خناصر في الشهر العاشر من 2013.
وبدأت في ذاك الشهر معارك فتح وتأمين طريق بديل لمدينة حلب عبر بلدة خناصر شرق حلب وصولاً إلى السلمية بريف حماة، ضمن عملية ضخمة أطلقها الجيش العربي السوري وانتهت بالفعل عبر فتح الطريق الذي أصبح يسمى بـ “شريان حلب”.
وعادت رحلات السفر والنقل عبر طريق خناصر بشكل رسمي بداية عام 2014، بعد تأمين جوانب الطريق.
وكان الطريق يطلق عليه طيلة السنوات السابقة اسم “طريق الموت”، بسبب الاستهدافات التي كانت تطاله ببعض الأحيان، (في السنة الأولى من افتتاحه)، بالإضافة لضيق الطريق وخطورته وما ينتج عن هذا الأمر من حوادث مرورية كبيرة فيه، ما زالت تقع حتى الآن.
وبعد إعلان عودة طريق دمشق – حلب للعمل رسمياً، يودع أهالي المدينة طريق خناصر، وسنوات من الخطورة التي كانت تطال المسافرين عبره، ليلتقوا مجدداً بمناطق ريف مدينتهم الجنوبية، التي حرموا منها طيلة سنوات الحرب.
يذكر أن وزارة النقل كانت أعلنت منذ أيام أيضاً عودة عمل مطار حلب الدولي واستقباله الرحلات المدنية، علماً أن المطار استقبل يوم الأربعاء 19-2-2020 أول رحلة طيران قادمة من دمشق.
وفا أميري – تلفزيون الخبر