هل سيحمل بيل كلينتون لقب “السيد الأول” ؟
في حال أصبحت هيلاري كلينتون أول امرأة في سدة الرئاسة الأميركية ستواجه الولايات المتحدة معضلة يتحتم إيجاد حل لها، هي أي لقب يمكن إطلاقه على زوجها الرئيس الأسبق بيل كلينتون؟.
وستكون هذه الحالة غير مسبوقة على صعيدين، فلم يسبق أن دخل رجل البيت الأبيض بصفته زوج رئيسة، ولم يسبق لرئيس أسبق أن كان زوجا لرئيسة، وقد يكون “السيد الأول” لقبا يفرض نفسه برأي الخبراء بدلا من “الرجل الأول” أو “الزوج الأول” أو أي لقب آخر.
وقالت خبيرة البروتوكول ليزا غروتس، بحسب إحدى الصحف الفرنسية، “لدينا ست نساء حاكمات في الولايات المتحدة، وأزواجهن يدعون بصورة غير رسمية السيد الأول، لكن المسألة تزداد تعقيدا بالنسبة للزوجين كلينتون لأن بيل كان رئيسا بين 1993 و2001”.
وقالت آليدا بلاك -من جمعية تاريخ البيت الأبيض- إنه بعد شغل منصب الرئاسة يحتفظ الرئيس باللقب لمدى الحياة، “وعملا بالبروتوكول سيكونان الرئيسة كلينتون والرئيس السابق كلينتون”.
وقالت إن البرتوكول عالج سابقا معضلة وجود رئيسين من عائلة بوش، فعندما يلتقيان يشار إلى الابن بالرئيس وإلى الأب بالرئيس السابق، لافتة إلى أنه لو كانت هيلاري متزوجة من شخص لم يكن رئيسا لحمل لقب السيد الأول “لكن بيل كلينتون رئيس سابق ولا يمكن التعريف به بهذا اللقب”.
ورأت ليزا غروتس أنه “من باب الاحترام لزوجته” سيتوصل إلى حل معها، فيما ويورد البعض احتمال أن يستعيد بيل كلينتون لقب “الحاكم” السابق، لكن بلاك أكدت أن ذلك “خطأ”.
وفي العادة فإن السيدات الأوائل يخترن التعليق على قضايا لا تثير أي جدل، مثل المطالعة والتربية وسمنة الأطفال وقدامى المحاربين، غير أن بيل كلينتون مسيس وسجالي إلى درجة ولن يختار مثل هذه القضايا الحيادية في حال انتخبت زوجته رئيسة وأصبح “السيد الأول”.
ويحتج بعض المنتقدين منذ الآن على إطلاق لقب “السيد الأول” عليه ولو بصورة غير رسمية، مذكرين بماضي مغامراته مع النساء الذي لا يجعل منه “سيدا” برأيهم، وذلك في إشارة إلى فضيحة مونيكا لوينسكي وغيرها.
ولتفادي الانتقادات توقف بيل كلينتون منذ أشهر عن قبول عروض لإلقاء محاضرات لقاء أجر -بحسب شبكة “أن بي سي”- بعدما جمع ملايين الدولارات عام 2015 من محاضراته.
ويظل الأمر المؤكد أن بيل كلينتون -الذي لا يزال ينشط كثيرا وشارك منذ أشهر في حملة زوجته- لن يكون بوسعه العمل ولا تلقي أجر من الإدارة الأميركية في حال عودته إلى البيت الأبيض.
وقالت بلاك إنه سيكون بوسع هيلاري كلينتون أن تكلف زوجها بمهام غير رسمية ومن دون أجر مثلما فعل معها أثناء ولايته الأولى، حيث كلفها بالعمل على إصلاح نظام الضمان الاجتماعي، غير أنها لم تنجح في مهمتها.
وفي أيار الماضي أعلنت هيلاري كلينتون أن زوجها سيكون “مكلفا بتحفيز الاقتصاد لأنه يعرف كيف يقوم بذلك”، في إشارة إلى أن سنوات رئاسته اتسمت بميزانية متوازنة وشهدت استحداث مليون وظيفة.