رحيل أقدم بائعي الموالح في الحسكة.. “أنيس فرنسيس” في ذمة الله

ودعت مدينة الحسكة يوم الأربعاء 12 شباط أحد شخصياتها المعروفة و المشهورة والذي تحول محله “موالح أنيس” في بداية شارع فلسطين إلى أحد أهم معالم المدينة.

رحل العم أنيس فرنسيس ( شمعي) عن عمر 95 عاماً قضى منها 83 عاماً في عمله ببيع الموالح و المكسرات بكافة أنواعها وكان يتمتع بحيويته وحركته السريعة، رغم كبره بالسن وكان يلبي طلبات الزبائن والابتسامة لا تفارقه.

ويعتبر الراحل أنيس فرنسيس أحد ” شماسي” كنيسة مار جرجس للسريان الأرثوذكس في مدينة الحسكة لفترة طويلة من الزمن، الكنيسة التي لم يغيب عنها في القداديس والصلوات والشعائر الدينية.

كانت بداية العم “أنيس فرنسيس” في مهنة بيع الموالح والمكسرات في محل والده عام 1937 وكان يبلغ من العمر (12) عاماً في مدينة الدرباسية شمالي محافظة الحسكة.

وفي عام 1951 انتقل العم أنيس فرنسيس مع عائلته إلى مدينة الحسكة وقام بافتتاح محله بنفس المهنة في شارع فلسطين حيث كانت محلات المدينة وبيوتها في ذلك الوقت كلها مبنية من الطين.

حصل العم الراحل في عام 1963 على رخصة نظامية لبيع الموالح والمكسرات، وبعدها انتسب لاتحاد الجمعيات الحرفية في الحسكة وكان أول المنتسبين إليها حيث كان رقمه الأول.

وكانت مهنة بيع الموالح عملاً صعباً ومتعباً للغاية حيث كانوا يقومون بتحميص البذور والموالح على النار بعد وضعها في صاج، وإشعال النار من بقايا الحطب وروث الحيوانات حتى منتصف الستينات.

وفي تطوير لآلية العمل قام العم ” أنيس” ببناء محمصة آلية تعمل على الوقود “المازوت” في البداية، ومن ثم محامص تعمل على الكهرباء والتي تقوم بعمليات الغربلة والفرز والتنشيف والتمليح آلياً.

وهناك عمال في المعمل يقومون بتحميص البذور وتغليفها آلياً، وتوزيعها على المحلات ضمن محافظة الحسكة وكان محله يشتهر محلياً بخلطاته المميزة من الموالح ذات الأصناف الممتازة دولياً.

ومازال قسم كبير من المغتربين من أهالي الحسكة يطلبون من ذويهم إرسال خلطات من موالح ” أنيس”.

رحل أنيس فرنسيس عن مدينته الحسكة التي أحبها و أحبته، بقي صامداً فيها رافضاً كل مزايا الهجرة عنها.

يذكر أن “أنيس فرنسيس” من مواليد عام 1925 يعمل في محله بمدينة الحسكة بشارع “فلسطين” حتى عام 2018 م حيث منعه عنه إصابته بكسر بالقدم من متابعة عمله حتى وفاته يوم الأربعاء .

عطية العطية _ تلفزيون الخبر