ما هو البلاستيك الأسود ولماذا امتنعت متاجر بريطانية كبرى عن استخدامه؟
أعلنت سلاسل متاجر كبرى في بريطانيا، أمثال “سينزبري” و”تَسكو” و”يتروز” و”أسدا”، أنها ستتوقف عن استخدام البلاستيك الأسود في تغليف وتعبئة السلع التي تبيعها قبل نهاية عام 2019.
وبحسب وكالة “BBC”، تنتهي آلاف الأطنان من المواد البلاستيكية السوداء إلى مكبات طمر النفايات سنويا، لأنه يصعب تدويرها لإعادة استخدامها من جديد.
ولا تستطيع أجهزة الاستشعار في معامل فرز وإعادة تدوير النفايات تمييز هذا النوع من المواد البلاستيكية السوداء وعزله، لذا يذهب معظم هذه المواد إلى مكبات النفايات أو إلى المحيطات.
وتعد عملية بناء أنظمة إعادة تدوير جديدة تتحسس هذه المواد وتلتقطها عملية مكلفة جدا للجهد والمال، مما يجعل تجنب استخدام مثل هذه المواد حلا أسهل وأوفر.
وتستخدم الكثير من المتاجر الأكياس والأوعية البلاستيكية السوداء لأنها رخيصة الثمن، ويمكن إنتاجها باستخدام فضلات مواد بلاستيكية متعددة الألوان معاد تدويرها.
ويعد استخدام البلاستيك المدوَّر أرخص من استخدام البلاستيك الجديد، بسبب ارتفاع أسعار النفط، فالطن من مادة “PET” البلاستيكية الجديدة يكلف ألف جنيه إسترليني، بينما يكلف الطن من نفس المادة المدورة الرائقة 158 جنيها فحسب.
وتكمن مشكلة النفايات البلاستيكية في أن البلاستيك لا يتحلل حيويا بطريقة طبيعية، ولهذا تتسرب الجزيئات البلاستيكية إلى أجسامنا، ويُقدر حجم النفايات البلاستيكية، التي ينتهي بها المطاف في المحيطات، سنويا بنحو 12.7 مليون طن.
وتلحق هذه النفايات أضرارا جسيمة بالحياة البحرية، بداية من اختناق السلاحف المائية، ووصولا إلى تسمم الحيتان والأسماك، وتشير بعض التقديرات إلى أن كمية الأجزاء البلاستيكية ستتفوق كميات الأسماك في البحار بحلول عام 2050.
وبدأ العالم يدرك خطورة هذا التلوث بعد حملات التوعية البارزة والبرامج التلفزيونية، ومنها ما قام به السير “ديفيد أتنبره” في برنامجه “الكوكب الأزرق” الذي تنتجه “BBC” مبرزا الأضرار التي تلحقها تلك المخلفات بمحيطات العالم.
الجدير بالذكر أن العالم ينتج سنويا أكثر من 78 مليون طن من الأغلفة البلاستيكية، ما يدر قرابة 198 مليار دولار جراء تلك الصناعة.
تلفزيون الخبر