“السرطان” الأكثر حصداً للأرواح .. شهر التوعية بـ”سرطان الرئة”
يخصص العالم شهر تشرين الثاني ليكون الشهر المعتمد لنشر التوعية حول سرطان الرئة والقصبات (السرطان الصدري)، وهو بحسب منظمة الصحة العالمية، يحصد سنوياً أرواح مرضى أكثر مما تفعل سرطانات القولون، والبروستات، والمبيضين، والثدي مجتمعين كل عام.
وتحدث الدكتور عمار الزين، أستاذ أمراض الصدر،قسم الأمراض الباطنة في جامعة دمشق، لتلفزيون الخبر، قائلاً إن “سرطان الرئة يعتبر من اسوء أنواع السرطانات التي تصيب الانسان لكونه سيء الإنذار، حيث عادةً ما يكتشف متأخراً، وأغلب الحالات تكون غير قابلة للجراحة والشفاء”.
ويرجع الدكتور الزين السبب وراء الإصابة بسرطان الرئة إلى “التدخين بشكل رئيسي”، موضحاً أن هناك مؤهبات أخرى “مثل العمل في بعض المهن خاصة العمال العاملين في المحاجر والمعامل، وتزيد نسبة الإصابة عند هؤلاء لا سيما اذا كانوا مدخنين”.
وهناك عوامل أخرى منها “التلوث الجوي ببعض المناطق الصناعية حيث تكون نسب الإصابة فيها اعلى من غيرها من المناطق”.
ويبين د.الزين أعراض سرطان الرئة، حيث أنها ترتبط “بموقع السرطان بالنسبة للرئة، فكلما كان اقرب لمركز الصدر، كلما كانت الأعراض ظاهرة في وقتٍ أبكر، وهو أمر من حسن حظ المريض”.
وتشمل الأعراض، وفقاً للدكتور عمار الزين، “تغير بصفات السعال المزمن الموجود عادة عند المدخنين، وهو منتج لقشع قليل المقدار صباحي التوقيت، ومنه فإن أي تغيير بكمية القشع أو لونه أو عدد المرات التي تتكرر فيها الحالات لدى المصاب لالتهاب القصبات المزمن، تثار الشبهة بوجود سرطان قصبي”.
إضافة إلى “ظهور كميات قليلة من الدم عند مريض مدخن دائماً تستدعي لإجراء صورة صدر، وفي حال تكرر الأمر لأكثر من ثلاث مرات خلال الأسبوع، يستدعي ذلك للقيام بتصوير طبقي محوري وتنظير قصبات لنفي وجود سرطان قصبي”.
وتتمثل أعراض الإصابة كذلك بـ”الألم الصدري المبرح جداً وغير القابل للتسكين على المسكنات العادية وببعض الحالات ضيق التنفس على الجهد أو حتى في الراحة بحسب السبب ومنه انتقال السرطان إلى الجنب وهو ما يؤدي إلى تراكم السائل أو ما يسمى طبياً بالانصباب الجنبي”.
ومنها أيضاً “نقص الوزن والشهية والترفع الحروري مجهول السبب، بالإضافة إلى حدوث التهاب وريد خثري لاسيما في أحد الساقين”.
ويشرح د.الزين أن “الكشف المبكر عن سرطان الرئة يتم في حال الشك بالأعراض الآنفة الذكر وخصوصاً إن كان المريض مدخناً وكانت كمية التدخين اكثر من 15 سنة، فيجب أن يجري صورة صدر، وعند الشك الشديد يقوم بإجراء تصوير طبقي محوري وتنظير قصبات”.
ويردف الدكتور “أنه من الضروري لدى المدخنين فوق سن الأربعين وله أكثر من عشر سنوات مدخن، عليه إجراء إجراء صورة صدر كل سنتين للكشف المبكر عن سرطان القصبات”.
ويلفت الطبيب إلى أنه لعلاج سرطان الرئة، لا تزال الجراحة في المرحلة الأولى والثانية (أي المراحل المبكرة للسرطان القصبي) هي الحل الوحيد للشفاء، وفي المرحتلين الثالثة والرابعة تكون النسبة أقل، وهناك أمل في العلاج الكيماوي والعلاج الشعاعي، في حين لا يوجد شفاء تام بنسبة 100%.
ويؤكد د.عمار الزين، عبر تلفزيون الخبر، أن السرطان الصدري ذو إنذار سيء جداً، لذا فالوقاية خير من العلاج الذي يكون في الكثير من الإصابات غير شافي كلياً، وتتمثل الوقاية من خلال إيقاف التدخين في أبكر وقت ممكن خاصة إن كان لدى المدخن قصة إصابة بسرطان الصدر لأقرباء الدرجة الاولى من الأصول أو الفروع.
ويذكر د.الزين أنه من الطرق المساعدة للمريض حتى يقلع عن التدخين، الأدوية كالعلكة الحاوية على النيكوتين، أو اللصاقات معيضة للنيكوتين ، ومضادات الاكتئاب والأهم هي الإرادة الموجودة عند المدخن ويأخذ فيها قرار نهائي وحاسم ويوقف التدخين للوقاية من حدوث السرطان القصبي لديه”.
ووفقاً لإحصائيات منظمة الصحة العالمية، وصل عدد ضحايا سرطان الرئة في عام 2018، إلى 2.09 مليون شخص حول العالم، وما يزيد على 80% من وفيات سرطان الرئة سببها التدخين.
يشار إلى أن عدداً من مشاهير العالم توفوا بمرض سرطان الرئة، منهم عربياً “أحمد زكي، نور الشريف، غانم الصالح”، وسورياً الفنان الراحل خالد تاجا الذي استئصل إحدى رئتيه سنة 1966، وعاش حتى عام 2012 مكافحاً السرطان برئة واحدة.
لين السعدي – تلفزيون الخبر