أغراض منزلية ابتلعها ” الموبايل”
بعد عدة سنوات ربما لن يكون بمقدور أحد أن يتذكر اللحظة الزمنية التي خطفت فيها هذه الشاشة الصغيرة وقتنا وابتعلت أجزاء من حياتنا وحولتها إلى أرقام وخورازميات، وكأن العالم على رحابته لم يعد يتسع لها، واليوم لم يعد بمقدور معظمنا تخيل ما ستصل إليه بعد التقنية وما ستختصره أيضا وأيضا.
هي مجموعة من الأشياء الصغيرة التي جعل الموبايل الاستغناء عنها ممكنا، أو حولها إلى مجرد “ديكور” ، وكانت قبل سنوات موجودة في كل بيت كغرض أساسي لا بديل له.
الساعة
شيئا فشيئا تحولت الساعة على الحائط في المنازل إلى مجرد أثاث فقد وظيفته الأساسية، ولم يعد أحد يكترث بتبديل بطاريته التي فرغت، لكن من يعامل بطارية هاتفه النقال بنفس اللامبالاة؟ ساعة اليد ليست بحال أفضل، ولو جربنا سؤال أي عابر في الطريق يرتديها، سيستعين بهاتفه دون تردد، غالبا لأنها في يده “اكسسوارا” لا أكثر.
الهاتف الأرضي:
الضحية الأولى في البيوت والمنازل، إلا في حالات الضرورة والمكالمات الطويلة التي يحسب الحساب فيها للتكلفة، تربع الهاتف النقال مكانه دون جهد، فهو الأقرب إلى اليد والأسهل استخداما، وربما لولا الحاجة إلى أجهزة الراوتر، بيوت كثيرة استغنت عنه نهائيا.
التلفاز:
ليس الموبايل وحده من نزع تاج التلفاز عن رأسه، فالكمبيوتر والانترنت ساهما في المؤامرة التي نالت من هيبته، من يحتاجه وهو قادر على الوصول إلى آخر الاخبار والاحداث وحضور الأفلام والمسلسلات والمباريات عن طريق شاشة أدق وأقرب ؟، طبعا لم يستطع الحلول مكانه بشكل كامل، لكنه وببساطة أعاده إلى الصف الثاني كمصدر للمعلومات والتسلية.
الراديو والمسجلات:
لا تستغرب إذا ما شاهدت طفلا صغيرا يسأل عن هذا الاختراع “الأثري” الذي قارب الانقراض تماما في المنازل، فالهواتف النقالة هي راديو ومسجل وكتاب وربما ستصبح عما قريب خزانة ملابس، من يدري!
المنبه:
رغم أشكاله الجميلة المغرية في السوق، حل منبه الهاتف محله تماما، إلا بالنسبة لبعض الطلاب الذين يجبرون على عدم استخدام هواتفهم المحمولة خلال أيام الدراسة، وهم قلة أيضا، وعادة يكون المنبه بالذات ذريعة لهم للاحتفاظ بأجهزتهم معهم.
الكتب:
مع وصول تطبيقات قادرة على قراءة الكتب إلى الأجهزة المحمولة وانتشارها، تقلصت مساحة المكتبات وعدد الكتب في المنازل، وكسا الغبار ما بقي منها، حتى تلك الدراسية منها، تحولت إلى صفحات PDF، لا يصيبها الاصفرار ولا تحتاج جهدا وتكلفة للحصول عليها.
دفاتر الملاحظات الصغيرة ودفاتر التلفونات:
وتلك التي كنا نراها بجانب كل سرير او في المطبخ او في الحقائب، مسجل عليها بعض اعمال تحتاج الإنجاز، لم يفت مصممو الهواتف النقالة وضع ايقونة خاصة لهذه التفاصيل، تغني عن الأشياء الزائدة والأقلام أيضا!.
الكاميرات و ألبومات الصور:
رغم المخاطر التي يحملها الاحتفاظ بهذه الصور بما تختزنه من ذكريات خاصة، على هواتفنا المعرضة للضياع والسرقة والتلف، يفضل الغالبية منا وجود هذه الألبومات التي طالما تصدرت “الفيترينات” إبقاءها على هواتفهم وحواسيبهم.
كما حلت كاميرا الموبايلات بدقاتها وقدرتها على تغيير الأنماط والألوان لتتناسب مع اذواقنا، لتحل مكان الكاميرات العادية التي لم يكد يخلو منها بيت سابقا، واليوم فإما بيعت او نسيت في زاوية او خزانة ما، مع “أفلامها” و”نيغاتيفها”.
كتالوجات التصاميم والمجلات وكتب الطبخ:
عرفت بيوت كثيرة كتالوجات خاصة بتصاميم الأزياء والخياطة وكتب الطبخ الغربي او الشرقي، إلى جانب المجلات الفنية والطبية والتي تحولت بدورها إلى مواقع إلكترونية مختصة يحضنها هذا الموبايل .
مهما ذهبنا في الخيال بعيدا سيدهشنا العلم دوما، لكنه يسرق دونما تخطيط منا بعض حميمة من حياة عشناها، مبدلا ألوانها بإغراء السرعة واللحاق بركب الحضارة.
رنا سليمان _ تلفزيون الخبر